د. سميرة شماس القسوس المرشح لمركز النقيب: صيدلانية أردنية في مقدمة المشهد الدولي

Beoryx eyelashes
Befresh

د. سميرة شماس القسوس المرشح لمركز النقيب: صيدلانية أردنية في مقدمة المشهد الدولي

كان يمكن  للطالبة سميرة شماس أن تصبح مهندسة، بعد أن حصلت على بعثة دراسية للجامعة الأميركية في بيروت، لحصولها على الترتيب السابع في الثانوية العامة على مستوى الضفتين، إلا أن سياسة القبول الجامعية في حينه  حرمت الطالبات من دراسة الهندسة، الأمر الذي دفعها لدراسة الصيدلة، لتصبح بعد ذلك واحدة من رموز العمل النقابي في الأردن والمنطقة، من خلال بوابة نقابة الصيادلة.

الصيدلانية سميرة القسوس، المولودة في القدس، والتي أكملت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية، كانت ليبيا وجهتها الأولى عند تخرجها من الجامعة، حيث كان شقيقها يقيم هناك، وفي ليبيا كانت أول صيدلانية تواجه الناس مباشرة من خلال عملها في صيدلية خاصة، وهناك أيضا تعرفت على هيثم جميل ابراهيم القسوس، الذي أصبح زوجها ورفيق دربها، وكان يعمل مديراً في الإذاعة الليبية/ القسم الإنجليزي، وهو الرجل الذي أعلن بصوته من إذاعة  بنغازى البيان الأول لثورة الفاتح من سبتمبر باللغة الإنجليزية. .

شغلت أثناء دراستها الجامعية موقع نائب رئيس اتحاد الطلبة الأردنيين في لبنان لدورتين، كما شغلت موقع نائب رئيس تجمع طلاب الصيدلة، وأمينة سر الكتاب السنوي للجامعة، وتشير أوراقها الشخصية إلى أنها غادرت الجامعة في حزيران 1967 عائدة إلى الأردن، لتسهم في الجهد الوطني في مقاومة العدوان والاحتلال، وفي ذلك العام ألغت الجامعة حفل التخريج الخاص بطلبتها، الذين كانت الدكتورة سميرة واحدة منهم، ومن المؤكد أنها شعرت بالحزن والغضب معا وهي ترى الاحتلال يسرق مسقط رأسها، وتتقطع بها السبل مع القدس وفلسطين.

غادرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة لإكمال دراستهما العليا، وعندما عادت إلى الأردن، افتتحت صيدليتها الخاصة «الفارابي» في منطقة العبدلي، قبل أن تنتقل بها إلى منطقة الشميساني، وهي الصيدلية التي ما تزال تفتح أبوابها للجمهور، رغم كل انشغالات صاحبتها  الصيدلانية سميرة، ومن خلال عملها كصيدلانية ممارسة اقتحمت بوابة العمل النقابي ليس على صعيد نقابة الصيادلة بل على مستوى اتحاد الصيدلي الدولي (FIP).، وقد شغلت عضوية مجلس النقابة لأكثر من دورة، فكانت أول صيدلانية تصبح عضوا منتخبا في مجلس النقابة عام 1977، وتكرر فوزها وعملت مع رموز العمل النقابي، وفي المقدمة منهم أمين شقير ونزار جردانة، إذ أصبحت في العام 1979 أول صيدلانية أردنية تشارك في اجتماعات اتحاد الصيدلة الدولي الذي عقد اجتماعاته في مدينة كان الفرنسية، وعلى صعيد لجان النقابة شاركت في العديد منها (اللجنة القانونية والتأمين الصحي وشعبة الصيادلة أصحاب الصيدليات).

شكّل عام 1981 محطة هامة ومؤلمة في حياة الدكتورة أم عمرو، ففي هذا العام كانت تشارك برفقة زوجها، مع عدد من صيادلة الأردن وعائلاتهم، في اجتماعات اتحاد الصيدلة الدولي في العاصمة النمساوية فيينا، وأثناء المؤتمر أصيب زوجها بنوبة قلبية حادة، توفي على أثرها في الفندق..

وتحفل مسيرتها المهنية بكثير من الإنجازات المتميزة،   ففي عام 1995 التحقت للعمل في مستودع الأدوية العربي «شقير»، حيث أصبحت في عام 1998 مديرة للمستودع، لما تتمتع به من خبرة، ولحرصها على مواصلة التعليم شاركت ضمن العديد من اللجان التابعة للمؤسسة العامة للغذاء والدواء، بعد أن تم استحداثها، فكانت عضوا في لجنة وضع أسس تسجيل الدواء، وعضوا في اللجنة العليا للدواء الأولى  في المؤسسة ممثلة للنقابة كصاحبة صيدلية، وحرصت الصيدلانية القسوس منذ عام 2000 على المشاركة في معظم اجتماعات ومؤتمرات اتحاد الصيدلة الدولي  حيث حضرت جميع المؤتمرات التي تعقد سنويا، وكــــذلك اجتماعات الهيئة العامـــــة (FIP Council Meetings) بالاتحاد الدولي كممثلة لنقابة صيادلة الأردن، وفي عام 2002 تم انتخابها عضوا في المجلس التنفيذي للاتحاد ضمن مجموعة العمل (Working Group) التى كانت مكلفة بتقديم اقتراحات لتعديل اسس العضوية في الاتحاد الدولي،  وفي عام 2006 تم ترشيحها من قبل نقابة الصيادلة في الأردن لعضوية لجنة أصحاب الصيدليات في الاتحاد الدولي، حيث تم انتخابها عضوا في اللجنة خلال المؤتمر الذي عقد في البرازيل، وفي عام 2010 أعادت النقابة ترشيحها للموقع نفسه، وفازت في الانتخابات التي جرت في البرتغال لدورة ثانية..

وترى الدكتورة القسوس أن مشروع الممارسة الجيــــدة لمهنــــة الصيدلة GOOD PHARMACY PRACTICE (GPP) أصبح محور وأدوات تطوير مهنة الصيدلة في صيدلية المجمتع عالميا،ً حيث يهدف إلى تطبيق الرعاية الصيدلانية وأدواتها، وتطبيق الجودة للوصول إلى أفضل النتائج المتعلقة بصحة المريض، بحيث يكون للصيدلاني دور ريادي في الصحة العامة ضمن الفريق الطبي وهو مشروع رائد على مستوى العالم يحظى بجل اهتمام النقابات، ليكون الأداة لإعادة هيكلة المهنة وتطويرها .

في عام 2010 خلال ترؤسها «هيئة الممارسة الجيدة GPP «  في نقابة الصيادلة، تم إصدار المدونة البيضاء، التي تضمنت أسس ومعايير الممارسة الجيدة، وتم نشر مدونة أخلاقيات المهنة، وأقامت الهيئة العديد من الفعاليات والمحاضرات الأكاديمية للمساهمة في نشر مفهوم الممارسة الجيدة للمهنة التي تهدف إلى ترويج مبادئها لطلبة الصيدلة في الجامعات، كذلك تم نشر ثلاث كتيبات بالتعاون مع صيدلانيات ممارسات للمساهمة في تقديم ومساعدة خريجي الصيدلة الجدد ..

وتؤكد الدكتورة القسوس أن الهيئة ستبدأ بتنفيذ مشروع (Pilot Study ) تطبيق الممارسة الجيدة لمهنة الصيدلة  GPP « على مجموعة من الصيدليات، يتراوح عددها من « 70 ـ 100» صيدلية، من خلال نقابة الصيادلة، بهدف الاهتمام بصحة المريض، من حيث التداخلات الدوائية والتأكيد على التزام المريض بالدواء، وخاصة في حالة تعدد الأدوية، وتقديم النصح والمشورة في حالة المعالجة الذاتية، والتوعية للصحة العامة، بالإضافة إلى تحسين مخرجات الخدمات الصحية والاستخدام الآمن والفعال لها وصولا إلى الترشيد الدوائي التزاما بأخلاقيات المهنة.

وترى الدكتورة سميرة أن من الأسباب الموجبة الأخرى لهذا المفهوم، الذي دعت نقابة الصيادلة إلى اعتماد مشروع تطبيق الممارسة الجيدة لمهنة الصيدلة، هو هجرة تركيب الدواء من الصيدلية إلى الصناعة الدوائية وتوفر المجموعات العلاجية الجديدة والتطبيب الذاتي وحق المريض في الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بمعالجيه، والتوجيه لترشيد استعمالات الأدوية وصولا إلى تخفيض كلفة المعالجة إضافة إلى أحد العوامل المهمة في هذه المعادلة، كما تقول أم عمرو،  وهو دخول طرف ثالث على خطها متمثلا  بشركات التأمين كدافع للفاتورة، هذه العوامل وعوامل أخرى أدت إلى إعادة هيكلة لدور مهنة الصيدلية.

وتحدثت الصيدلانية القسوس عن أهم مشاريع تطبيق الممارسة الجيدة لمهنة الصيدلة،  حيث سيتم التركيز على تدريب الصيادلة على تأكيد الجودة بما فيه مصلحة المريض في صرف الدواء، من خلال إيجاد برنامج علمي للمساهمة في تعزيز دور الصيدلاني في تقديم الرعاية الصيدلانية، والقيام بحملات توعية للمريض بالامراض المزمنة  والمشاركة في  حملات  توعية بالصحة العامة..

وأضافت أننا نعمل على مشروع تحديد دور الصيدلاني وتصنيفه إداريا، من حيث إيجاد رتب تتناسب مع سنوات الخبرة وتنعكس على دخله ومستواه المعيشي، كما أنه من طموحاتنا البدء بالترويج لمفهوم التطعيم من قبل الصيدلاني بعد اتخاذ كافة الجوانب القانونية والفنية، وهذا ما هو معمول به الآن في أغلب الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية وكندا واستراليا، وتأمل د. القسوس أن يكون الصيدلاني الممارس في صيدلية المجتمع والمستشفى صانع قرار، متمكنا من عمله ومرشدا  ومحاورا ومقدما للنصح والمشورة، مؤكدة أن خدمة المريض وتوفير العلاج له هي الغاية المنشودة، والرسالة الأهم للصيدلاني، وفي كل المواقع التي شغلتها الدكتورة أم عمرو أكدت قدرتها على المنافسة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأكدت أيضا أن الوطن يزخر بالكفاءات القادرة على تقديم صورة بهية للأردنيين والأردنيات.

الصيدلانية سميرة القسوس هي أم لبنتين وولد، هم ريم ورنا وعمرو، ولم تؤثر انشغالاتها الكثيرة على دورها في رعاية أسرتها والاعتناء بشؤون الأبناء، الذين دخلوا معترك الحياة متسلحين بالعلم والإرادة والتربية الواعية.

( بالتعاون مع المنبر النقابي )

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: