الصيدلاني يمان موسى يكتب: المهنة في انحدار

الصيدلاني يمان موسى يكتب:  المهنة في انحدار

من أسوأ العبارات التي صرت أقرأها بين الفينة والأخرى بين منشورات الزملاء ، بل صارت عبارة يختتم بها أي منشور فيه نقد أو تعبير عن استياء من حالة أو أخرى .
السادة الزملاء ، ليس تعصبا لمهنتي ، ولا تحيزا لها ، ولكني والله أرى فيها أرقى مهنة تمشي على الأرض ، هي الأقرب إلى قلوب الناس ، وهي الأكثر خدمة للعامة ، وهي من أكثر المهن التي بإمكانك من خلالها رسم البسمة على وجوه الناس ، وهي أيضا من أكثر المهن ربحية وإدرارا للأموال ، وليس من حق أحد أبدا أن يحكم عليها بالانحدار من خلال ظرف أو مأزق تمر به .
السلبية المقيتة التي يعيشها البعض مؤذية جدا ، وهي من تسبب ليس بانحدار مهنة فقط ، بل تنحدر أمم باكملها بهذه السلبية ، هؤلاء الذين يلبسون النظارات السوداء ليروا السواد من خلاله ، ويجبرونا على رؤية هذا السواد ، هم مرفوضون تماما ، ومن غير المقبول أن قبل تأثيرهم السلبي علينا وعلى مهتننا .
كل شخص فينا ، وكل زميل يسأل نفسه ماذا قدم للمهنة ليمنعها من الانحدار ، لا تشخص لنا المرض ، فالكل يعلمه ، علمنا كيف نعالجه وابدأ بنفسك ، لا تتحدث كثيرا عن الخصم وأنت تخصم الـ 10% ، من غير أن يطلب منك الزبون ذلك ، لا تحدثني عن السالسل ، وأنت تسعى في كل حين لامتلاك واحدة منها أو انشاء أخرى ، لا تحدثني عن تعنت المستودعات في الاكسبيرات ، والمستودع الذي تملكه لا يرجع الاكسبيرات ، لا تحدثني عن حقوق الموظفين ، وأنت تعطي رواتب لموظفينك لا تتعدى 220 دينار شهريا .
إذا المهنة ليست في انحدار ، بل هي من أرقى المهن ، وأصحابها من أرقى الناس ، جميع من قابلتهم في الوسط الصيدلاني بالأردن من أرقى وأحب الناس ، وأحسنهم أخلاقا ، الجميع من دون استثناء ، نعم هناك ظروف خانقة ، وأزمة عابرة تمر بها المهنة ، ليس معنى هذا أنها في انحدار ، ومن يرى أن المهنة في انحدار ، ويقبل على نفسه أن ينحدر مع مهنة منحدرة ، فالمشكلة في شخصه كبيرة ، وأظنه يحتاج إلى ( صيدلاني ) ليعالجه من شعوره بالانحدار ! .