د. خالد مصيلحي من مصر يكتب: إحترس قد يأتيك المخدر متخفي في صورة نبات عطري معروف
خالد مصيلحي إبراهيم – رئيس قسم العقاقير والنباتات الطبيه – كلية الصيدله – جامعة مصر الدوليه
في إطار الترويج للمخدرات بدأ مروجيها يتخذون أساليب جديده لخداع أجهزة الأمن واستقطاب شرائح أكثر من المجتمع ومن ضمن الأساليب الجديده المتبعه منذ سنوات قليله هو استغلال النباتات العطريه الشائعة الاستخدام مثل البردقوش والمرمريه وبعض النباتات التي تستخدم كمعطر او مكونات للبخور المعطر للجو ويتم مزج هذه النباتات او رشها ببعض المواد المخدره الشديدة الخطوره فتظهر وتروج كأنها نبات عطري ولكن تحمل بداخلها مواد مخدره شديدة الخطوره مما يسهل ترويجها بين الشباب وخداع أجهزة الأمن ودخولها في صورة نباتات عطريه اوبخور مما يصعب حتى اكتشاف اولياء الأمور لها لو تم تعاطيها عن طريق ابناءهم فالحرص كل الحرص من التعامل مع اي نبات عطري حتى لو معروف الا عن طريق مصادر موثوق فيها وحذاري من اعشاب الرصيف مجهولة المصدر التي تحمل السم في طياتها لاستقطاب الشباب وهدم المجتمع ولمعرفة خطورة بعض هذه الأنواع نقترب أكثر من أكثر الأنواع انتشارا في الوطن العربي والشرق الأوسط في ظل انتشارها حتى في اعمار صغيرة مابين 11 الى 14 سنه
اولا الفودوو وهو يروج كأنه بخور ويشبه البخور لحد كبير ورائحته مثل البخور تماما لأنه يتكون من مجموعة أعشاب عطريه بعد تجفيفها يتم رشها بمادة فعالة مصنعة معروفة باسم JWH-018 تشبه تركيبة المادة المخدرة فى الحشيش والمعروفة باسم “Tetrahydrocannabinol or THC “وهذه المادة تعطي تأثيرها عن طريق مستقبلات بالمخ الخاصة بالمادة الفعالة للحشيش CB1 – CB2 ويقوم المتعاطي بحرق وتدخين هذه الأعشاب العطرية المشبعة بهذه المادة المخدرة وتمتص فى غضون دقائق عن طريق الرئة وتصل للمستقبلات فى المخ وتسبب احمرار العينين والنشوة والهذيان المشابه لنشوة وهذيان الحشيش ويظل تأثيره لأكثر من خمس ساعات.
أما المخدر الثاني والمعروف باسم الأستروكس أو التعويذه أو الفيل الأزرق وهو باهظ الثمن ويروج في الأماكن الراقيه ويتم تحضيره باضافة مواد مخدره الى نبات البردقوش او المريميه وكلاهما نباتات عطريه لها رائحه مميزه ويتم استخدامه في المنزل كالنعناع واليانسون وليس لهما اي تأثير مخدر ولكن في حالة الأستروكس يتم رش هذه النباتات المعروفه بمواد مخدره بالإضافة لمواد تسيطر على الجهاز العصبي البارسمبتاوي مثل الأتروبين، والهيوسين، والهيوسيامين والمعروفه باسم (anticholinergic drugs) وهذه المواد موجوده بجرعات بسيطه في بعض الأدويه لعلاج التقلصات والمغص وموسعه لحدقة العين في بعض قطرات العين وقد تستخدم قبل العمليات الجراحيه لتهدئة المريض واسترخاء عضلات الجسم وتقليل السوائل المفرزه بالجسم وفي الطب البيطري قد تستخدم لتقليل هياج بعض الحيوانات ولكنها في جرعات كبيره منها كما في الأستروكس تجعل متعاطيه يشعر بهذيان وجفاف في الحلق واتساع حدقة العين وهلاوس سمعيه وبصريه واحمرار بالوجه وزياده في ضربات القلب وخشونة في الصوت وقد يسبب القىء والإحساس بالخوف والعصبية الزائدة والدوخة والهزال وتأتي خطورة الأستروكس ان هذه المواد الموجوده فيه لها تأثيرات فارماكولوجيه شديده الخطوره على وظائف الجسم في الجرعات الكبيره مثل قصور الدوره الدمويه والذبحه الصدريه ورعشة اليدين و فقدان مؤقت للذاكرة وقد تسبب توقف عضلة القلب وشلل في حركة الجهاز التنفسي ثم الوفاة علاوة على أن تدخين هذه المواد السامة المتطايرة من النباتات قد تكون مصدر لأورام الرئة السرطانية
وتأتي خطورة النوعين السابق ذكرهما انهما أخطر من الماريجوانا كمخدر وتزداد خطورتهم في ظل ترويجهم متخفيين في داخل نباتات عطريه معروفه ومتداوله بالمنازل فإذا وجد الأب او الأم مع ابنه نبات اشبه بالبردقوش او المرمريه او اي نبات عطري حتى لو نعناع فلا يتساهل مع الموقف ولابد معرفة سبب وجود هذا النبات معه فهو بالفعل مرمريه او بردقوش ولكن قد يكون مخلوطا بمواد مخدره شديدة الخطوره ولابد من عرض النبات على معامل لتحليله ومعرفة هل هو مخلوط بمواد مخدره ام لا والشق الثاني علينا عدم استخدام اي بخور او معطر مجهول المصدر وعلى منظمات المجتمع المدني نشر توعيه بخطورة اعشاب الرصيف على صحة اولادنا وعلى الجهات الصحية والرقابيه تشديد العقوبه على الاتجار و تعاطي هذه المخدرات المتنكره في صورة اعشاب او نباتات عطريه خاصة بعد صدور قانون يجرمها العام قبل الماضي وعلى معامل التحاليل تطوير اختبارات الكشف عن المخدرات وادراج هذه المواد المخدره الجديده في اختبارات الكشف عنها خاصة ان معظمها لازال غير مدرج في سلسلة اختبارات الكشف عن المخدرات.
