في كلمته الترحبيبية في الندوة الصيدلانية الاولى لعلوم الصيدلة.. د. أبو غنيمة: الجميل أن نختلف بلباقة .. ونغضب بأدب .. ونعاتب برفق .. ونجتمع بحب .. ونفترق بود ..

Beoryx eyelashes
Befresh

 في كلمته الترحبيبية في الندوة الصيدلانية الاولى لعلوم الصيدلة.. د. أبو غنيمة: الجميل أن نختلف بلباقة .. ونغضب بأدب ..
تاليا كلمة د. أحمد ابو غنيمة رئيس تحرير مجلة علوم الصيدلة في كلمته الترحيبية بمندوب راعي وضيوف الندوة الصيدلانية الأولى التي أقامتها المجلة تحت عنوان: ” الرؤية المستقبلية لمهنة الصيدلة في العام 2027
وقبل أن يبدأ الزميل أبو غنيمة كلمته استأذن من الحضور الوقوف لقراءة الفاتحة على زملائنا الصيادلة الذين ارتحلوا إلى رحاب الله في الأشهر الماضية وهم الدكتور سميح الادهم والدكتور نصري أبو ليل والدكتور مازن محافظة رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته.
 وكانت  الرعاية الذهبية لهذه الندوة من شركة التقدم للصناعات الدوائية وشركة صيدليات فارمسي ون، والرعاية البرونزية لشركة أدوية الحكمة ومستودع ادوية الرحمة ومستودع أدوية جنستا ومستودع أدوية نيروخ. 
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على من علّمنا ” مَنْ سَلَكَ طَرِيْـقـَاً يَلْتَمِسُ فيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقاً بِهِ إلى الجَنَّةِ” سيدنا محمد ( ص )..
اتوجه بداية بالشكر الجزيل لمعالي الدكتور محمود الشياب لتفضلة برعاية ندوتنا الصيدلانية التي تقيمها مجلة علوم الصيدلة التي أتشرف باصدارها ورئاسة تحريرها منذ عشر سنوات خلت

معالي راعي الندوة …
الزميلات والزملاء الصيادلة الكرام
الضيوف الكرام

نحن سعداء بتشريفكم لنا، فأهلاً بكم عطراً فوّاحاً ينثر شذاه في كلّ الأرجاء، وأهلاً بكم عقولا راقية وفكراً واعياً نشتاق لعطائه وتميزه، وكلنا أملٌ بأن تجدوا هنا في ندوتنا هذه ما يسعدكم ويطيّب خواطركم في إنتظار هطول عطايا إبداعاتكم مُحاضرين ومشاركين.
لن أتطرق في كلمتي هذه لتفاصيل ما تعاني منه نمهنتنا من مشاكل ومعيقات تواجهها حاليا وستواجهها في المستقبل القريب، فاعداد الخريجين في ازدياد غير مسبوق، وصناعتنا الدوائية تعاني من مشاكل جمة داخليا وخارجيا ومستودعات الأدوية تحتاج إلى دعم في مجال التسجيل والتسويق والموظفين بحاجة إلى مظلة تحميهم وتنتصر لهم في حال تعرضهم لغبن او ظلم من أرباب العمل، وكذلك فإن مهنة الصيدلة بحاجة إلى التوسع في مجالاتها وتخصصاتها فتكون هناك تخصصات صيدلانية جديدة تٌضاف إلى ما هو موجود، كالصيدلي المتخصص في التسويق أو الإدارة أو الصناعة او التدريب أو التسجيل أو الاستراتيجيات الدوائية وغيرها من التخصصات التي يجب البحث فيها بجدية.    
إنما سأتطرق في كلمتي الترحيبية بكم الى بعض الهمسات ونبضات القلوب علّها تلامس عقولنا قبل قلوبنا …

النبضة الاولى
إن مجلة علوم الصيدلة وإن كان عمرها الزمني عشر سنوات ونيف منذ إصدار عددها الاول؛ إلا انها بالنسبة لي تمثل إمتدادا تاريخيا عائليا لأكثر من سبعة وتسعين عاما حين بادر د. محمد صبحي ابو غنيمة اول اردني يدرس الطب في برلين بإصدار محلة ادبية علمية اطلق عليها اسم ” الحمامة “؛ ثم إصدر اول صحيفة سياسية مُعارضة في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي اسماها ” الميثاق “؛ ثم كانت مجلة ” وحي العروبة ” التي اصدرها جدي محمود ابو غنيمة كأول مجلة طلابية تصدر في المملكة الاردنية الهاشمية في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي؛ ثم جاء دور المعلم والموجه والاب والصحفي والإعلامي والدي زياد ابو غنيمة  الذي كان رئيس تحرير مجلة ” ارض الاسراء ” والتي كانت تصدر عن المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس في عمان؛ كنت أتابعه وأذهب معه إلى المطبعة وهو يُحضّر أعدادها التي كان يشرف على تحريرها منذ منتصف الثمانينات ، وأصبح هو رحمه الله يتابعني بعد عشرين عاماً وأنا أجهز المجلة التي أقوم بإصدارها ‘ علوم الصيدلة ‘ منذ العام 2007، وبقي رحمه الله أول إنسان أزوده بكل عدد فور طباعته ليرى نتاج جهده معي وحرصه وتشجيعه لي على صدورها
هذه قصتي مع علوم الصيدلة التي بدأت حُلما ثم أصبحت واقعا، بدأنا بها ورقيا قبل عشر سنين واصدرنا منها نسخة ألكترونية قبل أقل من عامين حازت على أكثر من ربع مليون زيارة، وهذه المسيرة للمجلة تستوجب مني ان أقدم الشكر الجزيل لكل زميل وزميلة من اصحاب الشركات والمستودعات ومدراء التسويق والباحثين والعلماء الذين لولا دعمهم المتواصل لنا لما وصلنا إلى هذا النجاح والحمد لله.

النبضة الثانية
كانت رسالتنا في علوم الصيدلة منذ صدورها؛ أن التاريخ يقدّم نماذج حية للناجحين، فالتاريخ طافح بالنماذج الإيجابية التي يمكن أن يرى الإنسان بها نفسه في أي زمان ومكان، فالتاريخ يُعلّم كل شيء بما فيه المستقبل
واقتبس هنا مقولة للفيلسوف والمؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون في وصف ما كاتت امتنا فيه في قرون ماضية
 ( لقد كان العرب أساتذتنا.. وإن جامعات الغرب لم تعرف مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدّنوا أوروبا مادةً وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه.. إن أوروبا مَدينة للعرب بحضارتها.. وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين.. وإن شئت فقل: حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان.. ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبةً )
 فلماذا لا يكون من بيننا من يُعيد سيرة ابن حيان والرازي وابن سينا وعندنا علماء وباحثون اجلاء.

النبضة الثالثة
من الطبيعي أن نختلف في شؤون مهنتنا ونقابتنا فيما بيننا .. وفيما بيننا وبين شركائنا من وزارة صحة او المؤسسة العامة للغذاء والدواء وغيرهم من الجهات الرسمية المعنية بشؤون مهنتنا ومنتسبيها.. 
قد نتعاتب ..  وقد نغضب … وقد نجتمع .. وقد نفترق ..
ولكن الجميل أن نختلف بلباقة .. ونغضب بأدب .. ونعاتب برفق .. ونجتمع بحب .. ونفترق بود .. 
القلوب أحيانا كحبيبات السكر .. قاسية .. لكنها سرعان ما تذوب حين تنغمس بطيبة النفوس وصفاء القلوب وحكمة العقول.
روعة الصيدلي المنتمي لمهنته ونقابته ليس بما يملكه بل بما يمنـحه من عطاء صادق وعلم نافع وعمل دؤوب … فالشمس كتلة من نار لكنها أعطت الكون أجمل ما لديها… فلتكونوا زميلاتي وزملائي الكرام إشعاعات تُعطي اجمل ما لديها من نور وهّاج يُنير دربنا وطريقنا.

النبضة الرابعة
سنستمع في هذه الندوة من زملاء كرام لهم باع طويل في مجالات المهنة المتعددة، الى رؤيتهم لما نحن فيه كصيادلة من واقع يزداد صعوبة يوما بعد يوم؛ والى رؤيتهم لمستقبل نجهل ما يُخبؤه لنا إن لم نستشرف إطلالاته وبوادره التي نعيشها الان
ليس مطلوبا من احد ان يقتنع بكل ما يُقال من افكار وطروحات ورؤى مستقبلية؛ ولكن اعتقد كُلنا مُلزمون بأن نحترم كل اجتهاد وكل رأي وكل طرح من زملائنا المحاضرين وأن نُنزله المنزلة التي تستحق من التمعن فيه والنظر إليه بعقول منفتحة تبحث عن حلول مستقبلية لمهنة اصبحت حياتنا ومستقبل ابنائنا وحزء اساسي من اقتصاد وطننا الحبيب
واقعنا صعب والقادم اصعب إن لم نُحسن التوصيف والتنبؤ واجتراح الحلول المناسبة للسير فيها لمستقبل مهنة نتشرف جميعا بأن نكون من روادها وصُناع ازدهارها وتطورها.   
الزميلات والزملاء الصيادلة 
سنه جديده على الأبواب لا تطلبوا من السنَوات أن تكونَ أفضل كونوا أنتم الأفضل فيها ،، فنحنُ من نتغير أمّا هِي فتزدادُ أرقاماً فقط
دمتم ودامت مهنتنا ونقابتنا ومنتسبيها بخير وسلامة في وطننا الاحب على قلوبنا.. أردننا الحبيب حماه الله من كل سوء .

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: