د. احمد الرصاصي يكتب : ما بين الغرب و العرب Over Qualified ولهذا السبب رفضوني في مركز طبي اردني مشهور

Beoryx eyelashes
Befresh

 د. احمد الرصاصي يكتب : ما بين الغرب و العرب Over Qualified ولهذا السبب رفضوني في مركز طبي اردني مشهور
Over qualified هو مصطلح يستخدمه بعض ارباب العمل عندما يشعرو بأن مؤهلات الشخص الذي تواصلوا معه او قابلوه هي اعلى بكثير من ما تتطلبه وظيفة ما في موقع ما. مثال ذلك ان ان يتقدم شخص يحمل شهادة البكالوريوس الى وظيفة  cashier في سوبر ماركت مثلا وهو الشخص الشخص الذي يقوم بمسح البار كود للسلع المشتراة لحساب القيمة الكلية لمشتريات الزبائن. ان مصطلح  over qualified  متبع كثيرا عند الغرب، و قذ يكون سببا للرفض المباشر من استلام عمل ما، و حقيقة انني احترم هذا التصرف اذ انه يضع الشخص المناسب في مستوى العمل المناسب، و يعطي الفرصة الى مختلف فئات المتقدمين للوظائف بأن يجدوا فرصة عمل تناسب مستوى مؤهلاتهم.
فأذا تقدم احدهم(عند الغرب) للعمل من وخلال المقابلة تبين انهover qualified  فأنه لايقبل على الفور مع الأعتذار. لكن الغريب هنا ان هذا المصطلح يستخدم عند العرب في آخر المطاف و بعد الحصول عل جهد او معلوات من المتقدم للوظيفة بطرق ملتوية.
في ربيع عالم 2004، كنت لا زلت أمارس مهنة الصيدلة في كندا، و من خلال تواصلي مع اصدقائي في الأردن أفادوني بأن مركز الحسين للسرطان KHCC بحاجة الى توظيف صياذلة و براتب مغر جدا، و أنه  يستقطب من هم يتمتعون بخبرات اجنبية لاسيما في الممارسة الصيدلانية في امريكا الشمالية. و قاموا مشكورين بتزويدي برقم الصيدلاني المسؤول عن التوظيف آنذاك، و لقد قمت بالأتصال به و اكد حاجته الى خبرات أجنبية و نصحني مشكورا حينئذ ان يكون لي خبرة في الأدوية التي تستخدم في علاج امراض السرطان، و عليه فلقد سجلت في برنامج اختصاص Oncology Pharmacists Program و انهيته بنجاح.
ومع حلول الصيف في نفس العام، قدمت الى الأردن في اجازتي الصيفية المعتادة، و خلال أجازتي قمت بالأتصال بنفس الصيدلاني في KHCC و اتفقنا على موعد للمقابلة الشخصية، و تمت المقابلة التي جرى خلالها تبادل الحديث عن الخبرات و المهارات التي اتمتع بها من خلال ممارستي لمهنة الصيدله في كندا، علاوة على مهارتي في برامج الحاسوب الخاصة في المرضى و الأدوية. و بعد المقابلة و التي استمرت حوالي 45 دقيقة، اقترح الزميل القيام بجولة في اقسام المركز، و فعلا تم ذلك و زرنا جميع اقسام الصيدلة هناك؛ و كان من الملفت للأنتباه انه عند زيارة اي من الأقسام ؛ كان يقدمني للزملاء : الذكتور أحمد الرصاصي من كندا ، و يضيف قائلا: راح يكون معانا من ضمن الكادر قريبا جدا.
و بعد استكمال الجولة و التي استغرقت حوالي النصف ساعة، عدنا الى حيث كنا في مكتبه، هناك بدأ بالتحدث و قال لي: دكتور؛ الآن و قد تعرفت على اقسام المستشفى وهناك ايضا قسم العيادات الخارجية على وشك الأنهاء و الذي سيلائمك تماما، لكني أريد منك ان تبرهن لي انك بخبرتك ستظيف شيئا للمركز بحسب ما اطلعتك عليه هذا اليوم. و أضاف : اريد منك ان تقدم لي  بهذا الخصوص proposal، بناء على ذلك ساخبرك عن الخطوة التالية للتوظيف، و انتهت المقابلة على ذلك، و خرجت .
حدثت اصحابي عن سير المقابلة و نتائجها، و استشرتهم، الا انني ما وجدت اي مؤيد لتقديم ال proposal و الجميع اصر بأن عملي سيذهب سدى. بعظهم اقترح ان اقدم proposal صفحة او اثنتين بدون شرح مفصل.
عدت الى كندا بعد انتهاء الاجازة ، و بدأ صراع في داخلي مابين تقديم ملخص صغير او شرح مفصل، و كون انني و من طفولتي احب اتبان عملي، بررت في النهاية ان اقدم شرحا مفصلا، على افتراض حسن النوايا، وحتى اقنع نفسي انه اذا تم رفضي للوظيفة فلن يكون  بسبب تقصيري في انجاز المفترح المطلوب.
و باشرت بتجهيز المقترح، كنت اذهب يوميا مع اصدقائي الى جامعة أوتوا لأستخدام المكتبة و المرافق الأخرى، اجريت مقابلات مع عدة مستشفيات في أوتاوا، وكنت اتجول بين الأقسام وأراقب جيدا سير عمليات الخدمة الصيدلانية، و أدون ذلك. كانت بعض الزيارات تستغرق اكثر من خمس ساعات و احيانا اضطر للعودة مرة اخرى لأنهاء التقرير، و بعد ثلاث شهور من البحث و المقابلات و الزيارات؛ انهيت تجهيز ال proposal  بحلته النهائية كما هو بالمرفقات.
قمت ببعث المقترح بالبريد المسجل السريع الى عناية الزميل في KHCC و بعثته ايضا على شكل ملف pdf  بالأيميل. مر الأسبوع الأول ، و الثاني و الثالث، و لم اسمع اي جواب. و بعد أسبوعين من وصول النسخة الورقية له، قمت بالأتصال به هاتفيا، كنت اسمعه بوضوح تام و لكنه كان يؤكد لي ان صوتي غير مسموع، و في احد محاولات الأتصال، قال لي انه لم يطلع على المقترح بعد و اخبرني انه سيخبرني في خلال اسبوع، و بعد مرور حوالي عشرة ايام ، اتصلت به ، و اخبرني أنه سيبعث لي أيميل، و بعد يومين و صلني ايميل من الزميل يعبر به عن اسفه لعدم قبولي في العمل في المركز وذللك بسبب انني Over Qualified. و أفاد بان مؤهلاتي تنفع في ان أكون مديرا أو مشرفا ولكن مع الأسف انه لا شاغر لي في هذه المواقع.
لم ارد على أيميله، ولكنني صدمت عندما بدأت أمر بشريط الذاكرة من اول لقائي به و الجولة التي قمنا بها في المركز، و اسلوب تعريفي على زملائه؛ لأنتهي باستنتاج ان هذا كله كان طعم لي حتى اقع في الفخ  وهذا ما حصل. لامني في ذلك جميع اصدقائي و اقربائي، ولكني نذرت هذا العمل لوجه الله سبحانه و تعالى.
و تمر الأيام لألتقي بزميل صيدلاني في عام 2010 كان يعمل في نفس المركز، بدات الأستفسار منه عن مسار الخدمة الصيدلانية في المركز، و سؤال و جواب و استفسار و وتوضيح لاستنتج ان معظم المقترحات التي ذكرتها في مقترحي مطبقة بحذافيرها. صدقا؛ ما كان هذا ليغضبني، لأنني بداخلي أعرف تماما بأن جهدي لم يذهب سدى. ربما ان مقترحي قد استخدم على انه مجهود لغيري، لكن بالنسبة لي فان ثقتي بالله كبيرة ان اجري على الله فيما حققت به من فائدة. سأظل افتخر بأنني قد قدمت مقترح تطوير الخدمة الصيدلانية في KHCC.
لقد اكسبتني هذه التجربة مهارة البحث و التحليل، فكانت اول بحث بهذا الكم اقوم به، لا ازال اذكر ان احد اصدقائي و كان طالب دكتوراة قد اطلع على العمل النهائي ليخبرني أن هذا العمل كان بالأمكان اعتبارة رسالة ماجستير لأنه كان على أطلاع بحجم العمل و الجهد الذي قمت به لأخراجه بحلته النهائية.
أنني أؤمن انه ما أخطأني لم يكن ليصيبني، و أؤمن بأن ان أمر المؤمن كله خير، كذلك فأنني لأأحمل في نفسي حقدا و لا غلا لأحد، و انني مسامح كل من أخطأ بحقي و الله على ما أقول شهيد.
لمن يريد تحميل ال proposal  و الأطلاع أو الأستفادة منها، فهي موجودة في الرابط المرفق.

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: