ثورة في علاج مرض السكر.. أدوية جديدة من الأنسولين تخفض المضاعفات الصحية فى القلب والكلى

Beoryx eyelashes
Befresh

ثورة في علاج مرض السكر.. أدوية جديدة من الأنسولين تخفض المضاعفات الصحية فى القلب والكلى

 

لشبونة – أشرف أمين

27-9-2017

قدم مؤتمر الجمعية الأوروبية لمرض السكر، الذي أقيم أخيرًا فى العاصمة البرتغالية لشبونة، ثورة جديدة في مجال المجموعات الدوائية لمرض السكر، بما يسهم في تقليل المضاعفات الصحية فى القلب والكلى.

وقد أقيم المؤتمر بحضور 15 ألفا من كبار الأطباء والباحثين من مختلف دول العالم.

وكما تشير الإحصاءات العالمية، فإن النوع الثاني من مرض السكر يصنف كوباء، نظرا لارتباطه بالسمنة والعديد من الأمراض المزمنة، لذا فالسكر من أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين، حيث تصل معدلات الإصابة به إلى واحد لكل 11 فردا بالغا عالميا، وحاليا هناك أكثر من 380 مليون مريض بالسكر فى مختلف أقطار العالم، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد إلى 642 مليون مريض بحلول عام 2020.

وتقول د. إبتسام زكريا، أستاذة الأمراض الباطنة والسكر بطب القاهرة، إن السكر مرض وبائي في مصر، حيث نحتل المرتبة التاسعة على مستوى العالم، ومن المتوقع أن نصل للمرتبة السابعة عالميا فى نسب الإصابات بالسكر بحلول عام 2025. وكما هو معروف، فإن 40% من مرضى السكر فى مصر يعانون مضاعفات مختلفة بوظائف الكلى، تصل إلى مراحل الفشل الكلوي.

 ومن الأمور اللافتة بالمؤتمر دراسة جديدة على مجموعة من أدوية الأنسولين القاعدي التي يضاف لها نوع من الهرمون الصناعي تماثل ما تفرزه الأمعاء، لتحفيز البنكرياس، ونقل الإحساس بالشبع، ومن ثم فإن الدواء الجديد يساعد على ضبط السكر، وكذلك خفض الوزن.

ويقول د. خليفة عبد الله، الأستاذ بطب الإسكندرية، إن الأرقام في مصر تشير لوجود قرابة 8 ملايين مريض بالسكر 45% منهم لا يعلمون أنهم مرضى، ولا ينتظمون في تناول العلاج والمتابعة الدورية، مما يزيد من المضاعفات الصحية. ومن المتعارف عليه أن تكلفة مرضى السكر أضعاف تكلفة تجنب الإصابة بالمرض، الذى من أشهر مضاعفاته زيادة احتمالات إصابة شرايين القلب أو المخ أو الأطراف بالجلطات.

وطبقا للإحصاءات العالمية، فإن نصف حالات بتر القدم وفقد البصر والفشل الكلوي تحدث بسبب مضاعفات السكر، لذلك فإن هناك اهتماما كبيرا بالعلاجات الدوائية الجديدة التي أظهرت الكثير من المنافع على القلب والشرايين، إضافة إلى ضبط السكر فى الدم.

على الجانب الآخر، شهد المؤتمر عرض ثلاثة أبحاث مصرية، أهمها دراسة للدكتور ممدوح النحاس، أستاذ الباطنة بطب المنصورة، عن علاج التهاب الأعصاب الطرفية لمرضى السكر باستخدام مركب “الفا ليبويك أسيد” الذي يعمل كمضاد للأكسدة، ويحسن الدورة الدموية الطرفية، ويصلح الأعصاب، مما يترتب عليه تحسن الإحساس والحركة لمرضى السكر.

ويقول د. إبراهيم الإبراشي، رئيس قسم الأمراض الباطنة ووحدة السكر بطب القاهرة، إن جلسات المؤتمر شهدت الجديد في علاج مضاعفات السكر، سواء قاع العين أو الكلى أو الأطراف العصبية، حيث ظهرت في السنوات الأخيرة مجموعات جديدة من الأدوية المدمجة للأنسولين القاعدي تخفض السكر في الدم، وتقلل المضاعفات الصحية فى القلب والشرايين.

ويضيف د. الإبراشي أنه، خلال السنوات العشرين الأخيرة، ظهرت أكثر من 11 مجموعة دوائية جديدة لعلاج السكر لا تكمن أهميتها في ضبط سكر الدم، ولكن تقلل من إصابات القلب، وقصور وظائف الكلى والكبد، وهو ما يمثل تغيرا نوعيا في علاج المرض، ولذلك فإن التنوع في المجموعات الدوائية يعطي فرصا أكبر للطبيب للاختيار الأمثل للعلاج، طبقا للحالة الصحية والأمراض المصاحبة لكل مريض.

ويقول د. محمد البحراوي، أستاذ الأمراض الباطنة بطب الإسكندرية، إن من المجموعات الدوائية التى تحظى باهتمام كبير الأنسولين القاعدي طويل المفعول عالي التركيز، الذي يعطى مرة واحدة في اليوم، ويسمح بمرونة توقيت إعطاء الدواء على مدى 3 ساعات، قبل أو بعد الموعد المعتاد يوميا لتناول العقار. كما يسهم الدواء في ثبات مستوى الإنسولين فى الدم على مدى اليوم، وتجنب ذبذبة مستوى السكر فى الدم، وتقليل احتمالات حدوث نوبات السكر. كما ظهرت أنواع من الأقراص العلاجية تساعد على تخلص الجسم من السكر الزائد عن طريق الكلى، وأخرى تخلص الجسم من السكر عبر الجهاز الهضمي، وهو ما يمثل أملا جديدا لمرضى النوع الأول من السكر، لتجنب تغير مستوى السكر فى الدم.

كما ظهرت أيضا مجموعات من الأدوية عالية الكفاءة، لخفض الكوليسترول الضار فى الجسم، وهناك أيضا تطور فى صناعة مضخات السكر، وذلك بإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تقارب دور البنكرياس الصناعي، حيث إن هذه المضخات الجديدة مزودة بقرون استشعار لرصد السكر وإفراز إنسولين أو هرمون الجلوكاجون أو حتى الجلوكوز فى حالة رصد الانخفاض بالسكر.

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: