مرتبط
د. عبد الحميد عليمات يكتب عن” صراع الأجيال “
لطلما كان الحديث عن صراع الأجيال وصدامها وعدم اعتراف كل جيل بقدرات وامكانيات الاخر وقد شهد العمل السياسي في العديد من الدول وخاصه في دول العالم النامي نقاشات وطروحات حول هذه الجدلية
حيث يطرح الشباب بان الكبار يقفون في طريقنا ويقتلون طموحنا ولا يتزحزحون عن مواقعهم الا بالموت
ويقول الكبار بان الشباب لا خبره لديهم بالحياه ويتصفون بالغرور بالنفس
ان المتتبع لما جرى في دول العالم المتقدم من تطور وازدهار في الحياه السياسيه والاقتصاديه والاجتماعية وغيرها من مناحي الحياه يجد ان ذلك لم يكن ليحدث لولا ان هذه المجتمعات قدمت الكيان الوطني على الأفراد واهتمت بالفكرة اكثر من صاحبها وأكثر من اهتمامها بخلفيته السياسيه او فئته العمريه .
ان ما نحتاجه في عالمنا الثالث بشكل عام وعالمنا العربي بشكل خاص هو الخروج من الاعتماد على الأشخاص والخلفيات السياسيه والانتماءات الضيقه والانتقال الى الاعتماد على الأفكار والطروحات ومدى نجاعتها وقدرتها على النهوض بالمجتمعات .
ان الحل لهذه المعضلة يكون بتمازج الأجيال لا بتصارعها انطلاقا من حقيقه ان الأجيال تتمازج لا ان تتزايح وذلك يتطلب تغليب لغه الحوار البناء ومزيد من الحريات التي تفتح المجال للمشاركه والتعبير عن الرأي ولكسر الحاجز النفسي بين الأجيال وتبادل الأفكار والرؤى وان تكون علاقه تبادليه وتعاونية للرقي بالمجتمع علاقه أسسها الاحترام والتقدير المتبادل للخروج بمشروع وطني جامع يستفيد من خبره الكبار و همه وجيوبه الشباب