مرتبط
د. راتب الحنيطي يكتب عن: سموم قاتلة ساهمت في انتاج أدوية شافية
المقال الاول – مقدمة
بالرغم من طبيعتها السامة ، فان سموم الافاعي ، وسموم الحيوانات والحشرات الاخرى اذا ما تم عزلها وتنقيتها يمكن ان تتحول الى مواد علاجية ، أو تشجيع العلماء لانتاج ادوية مشابهة في الغعل تكون نافعة للبشر، لقد اتاح التقدم التكنولوجي للعلماء على مدار السنوات السابقة من الحصول على مكونات بروتينية نافعة حتى من سموم اصغر الحيوانات ، ويأمل الباحثون أن تكون هذه السموم بمثابة خط انتاج جديد لصناعة أدوية نافعة للانسان.
حسب تقديرات العلماء فان هناك ما يقارب مائة الف نوع من الحيوانات على سطح الكرة الارضية والتي من الممكن استخراج مواد شافية ، وتشمل هذه المخلوقات على الافاعي ، المخلوقات المائية، الحلزونيات , العقارب , العناكب, الزواحف ـ الخ .
يوجد حاليا العديد من المركبات الكيميائية التي اساسها المواد السامة ، بعضها مستخدم ، والبعض منها في طور الدراسات السريرية، وهناك ما هو تحت البحث والدراسة ، وهناك أمل كبير لدى الباحثين بأن يكون هناك تقدم أفضل في هذا المجال من حيث التعرف أكثرعلى مكونات السموم واستخلاصها بشكل اسرع .
لكن السؤال ، لماذا تم اختيار سموم الحيوانات لهذا الغرض ؟ من المعلوم بأن السموم عبارة سائل يخزنه الحيوان ليحقن به حيوان آخر، كل سم عبارة عن مزيج من عشرات السموم أو حتى المئات منها، والتي يمكن أن تجنى من جرعة واحدة أو أكثر. معظم مركبات السموم لها وظيفة محددة لمهاجمة أو تخريب جزيء محدد في الحيوان قد يكون في جهازه العصبي او الجهاز القلبي الوعائي، بعض مكونات السموم تعمل على تجلط الدم فيتوقف القلب، بينما البعض الآخر من مكونات السموم تمنع التجلط فتولد النزيف الذي يؤدي الى الموت، ، بعض مكونات السموم يمزق أغشية الخلايا عند نقطة الحقن ، فتموت الانسجة ويؤدي الى ظهور الغرغرينة التي تنتهي بفصل العضو عن الجسد.
قد تهاجم بعض مكونات السم الجهاز العصبي ، فتتوقف السيالات العصبية وتصاب الضحية بالشلل ، او تعزز من نشاط نواقل عصبية فتصاب الضحية بتقلصات عضلية ، ان المكونات التي تصيب الجهاز العصبي وتحل مكان مستقبل الناقل العصبي هي بمثابة صمغ شديد الفعالية بحيث يصعب على الناقل العصبي طرده من مكانه، ولذلك لا يمكن للرسائل العصبية ان تنتقل من خلاله ، ان لها قوة ارتباط عالية .
ولذلك يقول الباحثيون بأن مكونات السم متعددة الاغراض ،حتى يستطيع الحيوان ان يدافع عن نفسه من اجل البقاء، وان سائل السم هو بمثابة مجموعة من القتابل التي تنفجر في الضحية وكل شظية لها فعل محدد في جسم الضحية.
تابعونا
الصيدلاني راتب الحنيطي / المؤسسة العامة للغذاء والدواء.