أ.د. فراس العلعالي يكتب: لقاح فيروس كورونا – كوفيد ١٩: ما يقوله العلم
اللقاحات عبر التاريخ أنقذت ملايين البشر من أمراض قاتلة كالحصبة وشلل الاطفال والسل والجدري والسحايا والكزاز والخناق وغيرها وكانت وما تزال من أأمن البرامج الصحية للإنسان واكثرها فاعلية بعد الماء النظيف والغذاء السليم.
هناك الآن حملة واسعة مشككة في لقاحات فيروس كورونا مع تخويف وترهيب وتهويل ومبالغة وخيال واسع من روبوتات نانوية تتحكم بالبشر وشبكات ال 5G ومؤامرة كونية وتوحيد العالم تحت قيادة واحدة وقصص تصلح لأفلام الخيال العلمي وأفلام الرعب ومع خلط السياسة بالعلم وتنامي ظاهرة انعدام الثقة بشركات الأدوية والجهات الصحية والرقابية العالمية وحتى الوطنية الرسمية لم تسلم.
سأحاول أن أجيب عن بعض أهم التساؤلات التي تدور في اذهان الناس على أمل ان تبدد قلقهم ومخاوفهم وتعزز الثقة والطمأنينة لديهم.
تطوير وفحص تلك المطاعيم تم بعجالة ولم يأخذ الوقت الكافي ولا يبدو أمناً او فعالاً ؟
أهم أسباب استغراق تطوير المطاعيم في السابق سنوات هو الوقت الخاص المستغرق بالبحث العلمي لدراسة الفيروس ولتصميم المطعوم وتحضيره ومن ثم إيجاد التمويل الكافي للدراسات السريرية وتأمين الالاف المتطوعين للمشاركة بالإضافة إلى روتين وبيروقراطية الجهات الرقابية في مراجعة الملفات ومنح الموافقات بين المراحل المختلفة ومن ثم البدء بتصنيع الكميات التجارية بملايين الجرعات ولكن في هذه الجائحة غير المسبوقة واستشعاراً لفداحة المرض وضرره البالغ على الحياة والاقتصاد كان هناك تعاون عالمي وثيق وتبادل للخبرات والمعلومات وعمل بحثي دؤوب متواصل منذ بدء الإعلان عن الفيروس فتم التعرف على التسلسل الجيني للفيروس بعد عشرة ايام فقط من الاعلان عن اول حالة التهاب رئة في ووهان وتم نشر اول بحث في الخصوص في الشهر الاول من هذا العام وتبع ذلك ولليوم نشر ٨٥ الف بحث خلال عام واحد حول الفيروس والمرض حيث ادرك العلماء مبكراً خطورة الامر وتسابقوا في وضع تصميم ناجح للمطعوم وبعضهم انجزه خلال ساعات بسبب الخبرات المتراكمة والطويلة وتطور المعرفة وادوات التكنولوجيا الهائل وعبر تقنيات حديثة رائدة وكما قامت شركات الادوية والدول الكبرى بدعم تلك الجهود بميزانيات مفتوحة بمليارات الدولارات أثمرت سريعاً عن عدد من اللقاحات مر بعضها الان بكافة مراحل التطوير والفحص السريري وحسب البروتوكلات المعهودة ومع البدء بالتصنيع التجاري بالتزامن وتحسباً لظهور الموافقات النهائية لكسب الوقت الذي لا نملك ترف اضاعته. لذلك الوقت الذي تم اختصاره كان في كافة المراحل والاجراءات لكن لَيْس على حساب اثبات الامآن والفعالية فلقاح شركة فايزر على سبيل المثال تم دراسته عبر كافة المراحل وعلى ٤٢ الف متطوع في المرحلة الثالثة في عدة بلدان وتبين ان اللقاح فعال في الحماية من المرض بنسبة ٩٥٪ وتلك الدراسات تصمم بشكل لا يعرف لا الطبيب والا المريض من تناول لقاحاً فعلياً ام اخر كاذباً لاستبعاد اي اثر بشري ونفسي في تحديد النتائج وهذه النسبة تعتبر أعلى من فعالية معظم المطاعيم التقليدية التي عهدناها وذلك يعد انجاز علمي وانساني غير مسبوق. بالمقابل كانت الاعراض الجانبية الاكثر رصداً ضمن المقبول والمألوف ومحتملة من الم مكان الحقن واحمرار وحرارة ووجع عضلات وتعب عام وتلك عادة دلالة إيجابية عن تفاعل الجسم مع اللقاح وتكوين المناعة المكتسبة. في دراسة اللقاحات ومن خبرة متراكمة عبر السنين تظهر معظم الاعراض الجانبية خلال اول شهرين من تلقي المطعوم ونادراً ما يتم رصد اي عرض جديد بعد ذلك وقد مر الان حوالي اربعة أشهر منذ التطعيم الاول دون رصد اي عرض خطير. الامر الاخر المطمئن هو ان الجهات الرقابية تشترط ان تتم الدراسة على ٦٥٠٠ متطوع بالحد الأدنى وما تم هو اعداد فاقت تلك بكثير واليوم هناك حوالي مليونين انسان تم تطعيمهم ضد كوفيد-١٩ منذ موافقة عدد من الدول على البدء بالتطعيم ودون رصد اي عرض جديد او خطير. هناك ما يعرف بالمرحلة السريرية الرابعة والتي تبدأ بعد طرح الدواء او اللقاح في السوق لمتابعة الاثار الجانبية طويلة المدى ولمدة عاميين وتقييمها والتفائل يبدو سيد الموقف فنجاح وآمان اللقاحات تاريخياً يفوق تلك للادوية التقليدية بأضعاف عديدة واكثر الادوية اماناً لا يصل لمستوى آمان اللقاحات. المختصون يعرفون خطورة الأدوية (عدا اللقاحات) واعراضها الجانبية المتعددة حيث يتعرض الملايين سنوياً إلى مضاعفات عديدة وأضرار بالغة بسبب تناول الأدوية وقد تؤدي للوفاة ومع ذلك نتعايش معها لان الفائدة المرجوة اكبر بكثير من الضرر بينما في اللقاحات فالامر أيسر وأأمن حتى من قيادة السيارة فنسبة تعرضك لحادث سير لا سمح الله أعلى بكثير من احتمالية اي ضرر ممكن من اللقاحات ونحن كمجتمع وكبشر خبرنا المطاعيم زمناً طويلاً ونعطيها لأطفالنا اليوم بكل ثقة واطمئنان وهي تنتج من قبل نفس الشركات.
هل يجب علي ان اتطعم ؟
هذا قرار شخصي يعود لكل أنسان ولن يكون اجبارياً لكن انصح بذلك بقوة وخاصة لكبار السن والمرضى ولمن لم يَصْب بعد لان خطر المرض في حال حدوث الاصابة اكبر بكثير من اي ضرر او عرض متوقع من اخذ المطعوم ولان الفائدة والحماية المرجوة كبيرة والمجتمع لن يكون محصناً ضد موجة جديدة بدون اكتساب مناعة ل ٧٠٪ من المواطنين ولا نعلم للان مدى فترة الحماية لمن أصيب والفيروس للان ما زال شرساً ولا بوادر لزواله وليس موسمياً فلا يوقفه حر الصيف ولا برد الشتاء ولا مكان في العالم آمن لسرعة انتشاره.
العلم قدم الكثير للبشرية ولا اراه يخذلها هذه المرة.
مرتبط
أ.د. فراس العلعالي يكتب: لقاح فيروس كورونا – كوفيد ١٩: ما يقوله العلم
اللقاحات عبر التاريخ أنقذت ملايين البشر من أمراض قاتلة كالحصبة وشلل الاطفال والسل والجدري والسحايا والكزاز والخناق وغيرها وكانت وما تزال من أأمن البرامج الصحية للإنسان واكثرها فاعلية بعد الماء النظيف والغذاء السليم.
هناك الآن حملة واسعة مشككة في لقاحات فيروس كورونا مع تخويف وترهيب وتهويل ومبالغة وخيال واسع من روبوتات نانوية تتحكم بالبشر وشبكات ال 5G ومؤامرة كونية وتوحيد العالم تحت قيادة واحدة وقصص تصلح لأفلام الخيال العلمي وأفلام الرعب ومع خلط السياسة بالعلم وتنامي ظاهرة انعدام الثقة بشركات الأدوية والجهات الصحية والرقابية العالمية وحتى الوطنية الرسمية لم تسلم.
سأحاول أن أجيب عن بعض أهم التساؤلات التي تدور في اذهان الناس على أمل ان تبدد قلقهم ومخاوفهم وتعزز الثقة والطمأنينة لديهم.
تطوير وفحص تلك المطاعيم تم بعجالة ولم يأخذ الوقت الكافي ولا يبدو أمناً او فعالاً ؟
أهم أسباب استغراق تطوير المطاعيم في السابق سنوات هو الوقت الخاص المستغرق بالبحث العلمي لدراسة الفيروس ولتصميم المطعوم وتحضيره ومن ثم إيجاد التمويل الكافي للدراسات السريرية وتأمين الالاف المتطوعين للمشاركة بالإضافة إلى روتين وبيروقراطية الجهات الرقابية في مراجعة الملفات ومنح الموافقات بين المراحل المختلفة ومن ثم البدء بتصنيع الكميات التجارية بملايين الجرعات ولكن في هذه الجائحة غير المسبوقة واستشعاراً لفداحة المرض وضرره البالغ على الحياة والاقتصاد كان هناك تعاون عالمي وثيق وتبادل للخبرات والمعلومات وعمل بحثي دؤوب متواصل منذ بدء الإعلان عن الفيروس فتم التعرف على التسلسل الجيني للفيروس بعد عشرة ايام فقط من الاعلان عن اول حالة التهاب رئة في ووهان وتم نشر اول بحث في الخصوص في الشهر الاول من هذا العام وتبع ذلك ولليوم نشر ٨٥ الف بحث خلال عام واحد حول الفيروس والمرض حيث ادرك العلماء مبكراً خطورة الامر وتسابقوا في وضع تصميم ناجح للمطعوم وبعضهم انجزه خلال ساعات بسبب الخبرات المتراكمة والطويلة وتطور المعرفة وادوات التكنولوجيا الهائل وعبر تقنيات حديثة رائدة وكما قامت شركات الادوية والدول الكبرى بدعم تلك الجهود بميزانيات مفتوحة بمليارات الدولارات أثمرت سريعاً عن عدد من اللقاحات مر بعضها الان بكافة مراحل التطوير والفحص السريري وحسب البروتوكلات المعهودة ومع البدء بالتصنيع التجاري بالتزامن وتحسباً لظهور الموافقات النهائية لكسب الوقت الذي لا نملك ترف اضاعته. لذلك الوقت الذي تم اختصاره كان في كافة المراحل والاجراءات لكن لَيْس على حساب اثبات الامآن والفعالية فلقاح شركة فايزر على سبيل المثال تم دراسته عبر كافة المراحل وعلى ٤٢ الف متطوع في المرحلة الثالثة في عدة بلدان وتبين ان اللقاح فعال في الحماية من المرض بنسبة ٩٥٪ وتلك الدراسات تصمم بشكل لا يعرف لا الطبيب والا المريض من تناول لقاحاً فعلياً ام اخر كاذباً لاستبعاد اي اثر بشري ونفسي في تحديد النتائج وهذه النسبة تعتبر أعلى من فعالية معظم المطاعيم التقليدية التي عهدناها وذلك يعد انجاز علمي وانساني غير مسبوق. بالمقابل كانت الاعراض الجانبية الاكثر رصداً ضمن المقبول والمألوف ومحتملة من الم مكان الحقن واحمرار وحرارة ووجع عضلات وتعب عام وتلك عادة دلالة إيجابية عن تفاعل الجسم مع اللقاح وتكوين المناعة المكتسبة. في دراسة اللقاحات ومن خبرة متراكمة عبر السنين تظهر معظم الاعراض الجانبية خلال اول شهرين من تلقي المطعوم ونادراً ما يتم رصد اي عرض جديد بعد ذلك وقد مر الان حوالي اربعة أشهر منذ التطعيم الاول دون رصد اي عرض خطير. الامر الاخر المطمئن هو ان الجهات الرقابية تشترط ان تتم الدراسة على ٦٥٠٠ متطوع بالحد الأدنى وما تم هو اعداد فاقت تلك بكثير واليوم هناك حوالي مليونين انسان تم تطعيمهم ضد كوفيد-١٩ منذ موافقة عدد من الدول على البدء بالتطعيم ودون رصد اي عرض جديد او خطير. هناك ما يعرف بالمرحلة السريرية الرابعة والتي تبدأ بعد طرح الدواء او اللقاح في السوق لمتابعة الاثار الجانبية طويلة المدى ولمدة عاميين وتقييمها والتفائل يبدو سيد الموقف فنجاح وآمان اللقاحات تاريخياً يفوق تلك للادوية التقليدية بأضعاف عديدة واكثر الادوية اماناً لا يصل لمستوى آمان اللقاحات. المختصون يعرفون خطورة الأدوية (عدا اللقاحات) واعراضها الجانبية المتعددة حيث يتعرض الملايين سنوياً إلى مضاعفات عديدة وأضرار بالغة بسبب تناول الأدوية وقد تؤدي للوفاة ومع ذلك نتعايش معها لان الفائدة المرجوة اكبر بكثير من الضرر بينما في اللقاحات فالامر أيسر وأأمن حتى من قيادة السيارة فنسبة تعرضك لحادث سير لا سمح الله أعلى بكثير من احتمالية اي ضرر ممكن من اللقاحات ونحن كمجتمع وكبشر خبرنا المطاعيم زمناً طويلاً ونعطيها لأطفالنا اليوم بكل ثقة واطمئنان وهي تنتج من قبل نفس الشركات.
هل يجب علي ان اتطعم ؟
هذا قرار شخصي يعود لكل أنسان ولن يكون اجبارياً لكن انصح بذلك بقوة وخاصة لكبار السن والمرضى ولمن لم يَصْب بعد لان خطر المرض في حال حدوث الاصابة اكبر بكثير من اي ضرر او عرض متوقع من اخذ المطعوم ولان الفائدة والحماية المرجوة كبيرة والمجتمع لن يكون محصناً ضد موجة جديدة بدون اكتساب مناعة ل ٧٠٪ من المواطنين ولا نعلم للان مدى فترة الحماية لمن أصيب والفيروس للان ما زال شرساً ولا بوادر لزواله وليس موسمياً فلا يوقفه حر الصيف ولا برد الشتاء ولا مكان في العالم آمن لسرعة انتشاره.
العلم قدم الكثير للبشرية ولا اراه يخذلها هذه المرة.