مرتبط
د. راتب الحنيطي يكتب: لادوية التي تؤذي الاذن OTOTOXICITY DRUGS
لقد بات من المؤكد بان الحاق الاذى بالاذن ليس مقتصرا على الادوية لوحدها ، فهناك مواد كيميائية وعوامل فيزيائية (الضجيج والاصوات العالية ) لها القدرة بالحاق الاذى بنظام السمع والتوازن في الاذن، وهذه المسببات مجتمعة يطلق عليها مؤذيات الاذن OTOTOXICITIES ، وهذا المفهوم مكون من مقطعين للغات قديمة ، احدهما OTO وتعني اذن EAR ، والمقطع TOXIC بمعنى المادة السامة POISON ، مع ان المقصود بالمعنى اللاتيني لها هو القوس TOXIKON الذي كان يرمي السهم المسموم .
لقد تم احصاء اكثر من 400 مادة مختلفة لها تاثيرات سلبية على السمع ونظام التوازن ، ويكون اول اعراض التاثيرات السلبية على الاذن بشعور الشخص بطنين الاذن TINNITUS(RINGING ) ، ومع مرور الوقت قد يفقد الشخص السمع بشكل تدريجي غير ملحوظ الى ان تتولد لدى الشخص شعور عدم قدرته على فهم كلام الاخرين , وكذلك شعوره بعدم التوازن حال وقوفه ، وكل هذه التاثيرات تنعكس سلبا على انشطة الشخص اليومية.
ان الالية التي يتم فيها تعطيل السمع والتوازن هي تاثير الادوية وباقي العوامل المؤذية على الخلايا الحسية داخل الاذن من جزءها الداخلي المسؤلة عن السمع والتوازن ، قد تكون نتيجة الايذاء دائمة ، وقد تنتهي بانتهاء الدواء من الجسم .
مسببات فقد السمع والتوازن :
1 – الضوضاء والضجيج : فقد ثبت تاثيرها السلبي على حاسة السمع وفقدانه ويعتمد هذا على شدة الضجيج ومدة التعرض له .
2 – الادوية : وهي كثيرة ومتنوعة وتكاد لا تخلو منها اي مجموعة دوائية مستخدمة في الاغراض الطبية ،وتم حصر على الاقل 750 دواء، وعلى رأسها الادوية التي تعالج امراض السرطان والمضادات الحيوية وخصوصا مجموعة aminoglycosides . مرورا بالادوية المسكنة الخافضة للحرارة التي تنتمي الى مجموعة nonsteroidal anti-inflammatory drugs مثل دواء اسبرين وغيره.وادوية الجهاز القلبي واوعيته،
3 – المواد الكيميائية : تم رصد ما لايقل عن 148 مادة كيميائية تؤذي الاذن ، وخصوصا المذيبات العضوية والمعادن الثقيلة مثل :
benzene, benzyl alcohol, butyl alcohol,
carbon disulfide, carbon tetrachloride, heptane, hexane, styrene, toluene, trichloroethylene and xylene.
ومن امثلة المعادن الثقيلة نذكر ما يلي :
arsenic, cobalt, lead, manganese, mercury .
لذلك يجب على الطاقم الطبي المعالج ان يلتفت الى الدواء المعطى للمريض وجرعاته والمدة العلاجية ، واذا كان المريض يتناول دواء له علاقة بتاثيره السلبي على الاذن ولفترة طويلة ان يتابع اخصائي السمع audiologist والكشف المتكرر لرصد اي تغيرات في انظمة الاذن السمعية والتوازن، من اجل وضع حلول مناسبة مثل تغيير الدواء وجرعاته ومدة العلاج او اختيار بدائل اخرى لمتابعة العلاج .
الصيدلاني راتب الحنيطي