الاكاديمية المصرية ا.د. ناديه حمدي تكتب : التدهور البيئي العالمي يهدد صحة الإنسان

الاكاديمية المصرية ا.د. ناديه حمدي تكتب : التدهور البيئي العالمي بهدد صحة الإنسان

مقال للأستاذة الدكتورة/ ناديه حمدي الحفني
أستاذ ورئيس قسم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس جمهورية مصر العربية

يهدد التدهور البيئي العالمي صحة الإنسان، حيث إن المعدل السريع الحالي لتغير المناخ له تأثيرات قوية على الوراثة اللاجينية/الجارجينية epigenetics
*علم التخلق Epigenetics هو العلم المهتم بالاجزاء المظلمة للجين العادي الموروث DNA. حيث ينظم علم التخلق عمل الجينات العادية.
*تساعد دراسة الوراثة الجارجينية لفهم شامل لجميع جوانب علم الوراثة، مثل الخلايا الجذعية والاستنساخ ودراسة الشيخوخة، والبيولوجيا التركيبية، وعلم حفظ الأنواع، والتطور لصحة الإنسان والحيوان والنبات. 
لذلك، فإنه من الهام دراسة الأساس الجيني للتكيف تزامنا مع دراسة التغييرات البيئية التابعة للتغييرات المناخية.  
*تتضمن دراسة الأساس الجيني للتكيف الدراسة بالملاحظة والاستبيانات بالإضافة الي الدراسات العملية المعملية بدراسة المسحات السائلة liquid biopsy ودراسة الاختلافات الجارجينية للأفراد والأجيال.
*حاليا يتم دمج الدراسات الجارجينية بعلم الوراثة وعلم الجينوم، بالإضافة إلي تحليل الارتباط ورسم الخرائط الجينية للأفراد والأجيال ومسح الجينوم للعِرق وتنميط النسخ، وذلك تمهيدا لإعداد خارطة الجينوم كجزء من المشروع القومي لذلك، كخطوة هامة وأساسية لتطبيق الطب الشخصي والصيدلة الجينية، إعمالاً لمبدأ إختلاف استجابة الأفراد للعلاجات المختلفة، مما يوفر الجهد والمال والأرواح في علاجات بلا فائدة.
*كل هذا تبعا لاختلاف وتغيرات البيئة ونشاط الأفراد وطبيعة الحياة والتاريخ العائلي الجيني الوراثي ووفقا لتغييرات المناخ التي تؤثر سلوكيا وجينيا على الأجيال.
*والجدير بالذكر أنه قد تؤثر هذه العوامل والتغييرات في العلامات فوق الجينية/جارجينية بطريقة تؤدي إما إلى تحفيز أو تخفيف تطور الأمراض المزمنة غير المعدية غير السارية، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة، السرطانات المختلفة، والضعف الإدراكي، وأمراض الجهاز التنفسي، والأمراض التناسلية، وأمراض المناعة الذاتية، والسلوك العصبي، وغيرها.
*تشمل الأسباب المعروفة وراء عمليات الوراثة اللاجينية/الجارجينية التعرض لكميات كبيرة من المعادن الثقيلة، ومبيدات الآفات بالمنتجات الغذائية، وعوادم الديزل، ودخان التبغ، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والهرمونات، والنشاط الإشعاعي، والفيروسات، والبكتيريا، والمغذيات الأساسية، وغيرها..
إن المعرفة الإضافية والفهم الأفضل للتوابع اللاجينية/جارجينية وكيف تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر، باعتبارها “عوامل مُضاعِفة للتهديد” على أعراض المرض الظاهرية وسوف تساعد العلماء لمواجهة العبء الاقتصادي والصحي المتزايد لتلك الأمراض. *ولا زال لدينا الكثير لنتعلمه عن البنية الجينية للتكيف مع تغير المناخ، بالإضافة الي ندرة أبحاث الأدلة الوبائية حول تأثيرات درجة حرارة البيئة على التخلق البشري. مع العلم بأنه هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية العملية لتوسيع فهمنا عن التغيرات اللاجينية/جارجينية المرتبطة بدرجات الحرارة العالية، مع الاضطراب البيئي.
دمتم بصحة وأمان..

المراجع؛
‏Lifestyle and preventive medical epigenetics, January 2021, In book: Medical Epigenetics (pp.33-50), DOI:10.1016/B978-0-12-823928-5.00024-4
‏Planetary Health, Climate Change, and Lifestyle Medicine: Threats and Opportunities, April 2021, American Journal of Lifestyle Medicine 15(5):155982762110081, DOI:10.1177/15598276211008127

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: