تمثيل المرأة الصيدلانية في مجلس النقابة: ضرورة مهنية وعدالة تمثيلية
يعد إشراك المرأة الصيدلانية في مجلس نقابة الصيادلة خطوة أساسية نحو تطوير المهنة وتعزيز الحوكمة العادلة في القطاع الصحي. فالمرأة تشكل جزءًا رئيسيًا من القوى العاملة في الصيدلة، حيث تمثل اكثر من 70% من الهيئة العامة لنقابة الصيادلة، ومع ذلك، فإن تمثيلها في مجلس النقابة لا يتجاوز 9%، أي لا يزيد عن عضو واحد فقط. هذا التفاوت الكبير يبرز الحاجة الملحة لتعزيز مشاركة الصيدلانيات في مواقع صنع القرار، لضمان أن تكون السياسات النقابية أكثر شمولًا وإنصافًا.
إن غياب التمثيل الكافي للمرأة يؤثر على القرارات التي تخص بيئة العمل، والإجازات، ودعم الأمهات العاملات، وغيرها من القضايا التي تمس حياة الصيادلة اليومية. كما أن إشراك المرأة في المجلس يسهم في وضع سياسات تراعي التحديات التي تواجهها الصيدلانيات، مثل تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، وتحسين ظروف العمل، وضمان بيئة مهنية خالية من التمييز.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب المرأة الصيدلانية دورًا رئيسيًا في الرعاية الصحية، ومنحها مساحة أوسع في صنع القرار النقابي يساهم في تطوير الخدمات الصيدلانية، وتعزيز أخلاقيات المهنة، وتحسين جودة الأدوية، مما ينعكس إيجابيًا على صحة المجتمع. كما أن تمثيل المرأة في القيادة يشجع الصيدلانيات الشابات على الانخراط في العمل النقابي والمشاركة الفاعلة في رسم سياسات المهنة، مما يسهم في خلق جيل جديد من القادة القادرين على إحداث تغيير إيجابي.
وقد أثبتت الدراسات أن التنوع في مجالس الإدارة يعزز كفاءة القرارات ويدعم الابتكار، حيث تؤدي وجهات النظر المختلفة إلى سياسات أكثر توازنًا وشمولًا. ومن هذا المنطلق، نحن في تجمع منتدى صيدلانيات الأردن نأخذ على عاتقنا العمل على زيادة تمثيل المرأة الصيدلانية في مجلس النقابة، وتفعيل دور الهيئة العامة لضمان الوصول إلى الحقوق العادلة لجميع الصيادلة.
إن تعزيز دور المرأة في نقابة الصيادلة ليس مجرد مطلب لتحقيق المساواة، بل هو ضرورة لتطوير القطاع، وضمان بيئة مهنية أكثر عدلًا وكفاءة، تعكس الدور الحقيقي للمرأة الصيدلانية في صناعة القرار الصحي. ومع وجود اكثر من 70% من السيدات في الهيئة العامة، مقابل تمثيل لا يتجاوز 9% في المجلس، يصبح من الضروري إحداث تغيير يعكس الواقع الفعلي للمهنة ويحقق العدالة التمثيلية.
د.مريم الدجاني
عضو الهيئه الاداريه لتجمع منتدى صيدلانيات الأردن
