بلعاوي: دراسة أردنية تكشف أن 19.4٪ من أدوية اضطرابات الصحة النفسية تم وصفها بشكل غير مناسب

بلعاوي: دراسة أردنية تكشف أن 19.4٪ من أدوية اضطرابات الصحة النفسية تم وصفها بشكل غير مناسب

كشفت دراسة حديثة، نشرت في شهر مارس 2025 في المجلة الطبية المرموقة MDPI Pharmacy، أجراها في الأردن فريق علمي بقيادة الأستاذ الدكتور ضرار حسن بلعاوي من جامعة البترا الأردنية، عن اتجاه مقلق في وصف أدوية اضطرابات الصحة النفسية. وأظهرت الدراسة ارتفاع معدل الوصف غير المناسب لهذه الأدوية، إلى جانب تدخلات صيدلانية متنوعة ومكثفة. حيث تلعب أدوية اضطرابات الصحة النفسية دورًا حاسمًا في إدارة وعلاج عدة اضطرابات، مثل اضطراب الاكتئاب واضطرابات القلق والاضطراب ثنائي القطب والفصام. حيث تعمل هذه الأدوية عن طريق تنظيم النواقل العصبية، والتي بدورها تنظم اضطرابات المزاج وتدير الأعراض المرتبطة بها.

وشملت الدراسة، التي أجريت في 16 صيدلية مجتمعية في جميع أنحاء الأردن على مدار فترة 12 أسبوعًا، 426 مريضًا لديهم 469 وصفة طبية تحتوي على 919 دواءً يستخدم في الاضطرابات النفسية. وكشفت النتائج أن 19.4٪ من هذه الأدوية تم وصفها بشكل غير مناسب. حيث تم تصنيف الوصف غير المناسب، من قبل لجنة متخصصة في الطب النفسي وعلاجه، إلى عدة أنواع: الإفراط في الوصف (25.3٪)، والنقص في الوصف (10.7٪)، والاختيار غير المناسب للدواء (21.9٪)، والمدة غير المناسبة للعلاج الدوائي (36.0٪)، والجرعة غير المناسبة للدواء (6.2٪).

وكانت الفئة العلاجية الأكثر شيوعًا للأدوية المستخدمة في الاضطرابات النفسية الموصوفة هي مضادات الصرع (23.9٪)، تليها المهدئات (10.4٪) ومضادات الاكتئاب من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) (11.0٪). وكانت الفئات الأقل شيوعًا هي المنومات الباربيتورية العادية (1.5٪)، والمنومات غير الباربيتورية العادية (2.3٪)، والمنشطات الذهنية (2.7٪).

ووجدت الدراسة أيضًا أن أعلى عدد من هذه الأدوية تم طلبه للمرضى الذين تبلغ أعمارهم 52 عامًا، يليهم المرضى الذين تبلغ أعمارهم 25 عامًا. وكانت الأدوية الأكثر شيوعًا الموصوفة هي: بريجابالين وكاربامازيبين وجابابنتين وحمض الفالبرويك، في حين أن الأدوية الأقل شيوعًا كانت سيانوكوبالامين وفينلافاكسين. وتم تحديد العديد من الأدوية على أنها موصوفة بشكل غير مناسب بشكل متكرر. على سبيل المثال، تم وصف سيتالوبرام 33 مرة، وكانت 45.5٪ من وصفات هذا الدواء غير مناسبة. كما أظهر كلونازيبام ولورازيبام معدلات عالية من الوصف غير المناسب.

كما فحص الباحثون التدخلات التي قام بها الصيادلة. فمن بين 2799 تدخلًا صيدلانيًا، كان 36.5٪ منها متعلقًا بتثقيف المرضى، و 12.9٪ تضمنت طلب المزيد من التوضيحات من الطبيب أو المريض، و 7.6٪ كانت لتغيير الاسم التجاري للدواء الموصوف. حيث شملت توصيات تثقيف المرضى تسليط الضوء على الآثار الجانبية المحتملة (30.6٪)، وشرح أهمية الالتزام بالدواء (15.9٪)، وتقديم المشورة بشأن تعديلات نمط الحياة لدعم الصحة النفسية (11.9٪).

وحددت الدراسة عدة عوامل تنبأت بحدوث وصف غير مناسب للأدوية المستخدمة في الاضطرابات النفسية. كان الأطباء في المنطقة الوسطى والعاصمة أقل عرضة لوصف هذه الأدوية بشكل غير مناسب مقارنة بأولئك الموجودين في المنطقة الشمالية. وكان المرضى الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا أكثر عرضة للحصول على وصفة طبية تحتوي على هذه الأدوية غير المناسبة مقارنة بأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت مضادات الاكتئاب SNRI أقل عرضة للوصف بشكل غير مناسب مقارنة بمضادات الصرع.

وأكد الدكتور بلعاوي أن ارتفاع معدل الوصف غير المناسب (19.4٪) يمثل اكتشافًا مثيرًا للقلق يستدعي اتخاذ إجراءات فورية. واقترح أن التفسيرات المحتملة للوصف غير المناسب من قبل مزودي الرعاية الصحية تشمل نقص الفهم المحدث لاضطرابات الصحة النفسية والمبادئ التوجيهية للعلاج الدوائي، فضلاً عن محدودية وصول المرضى إلى عيادات متخصصة في الصحة النفسية.

كما أكدت الدراسة على الدور الهام الذي يلعبه صيادلة المجتمع في ضمان الاستخدام الآمن للأدوية المستخدمة في الاضطرابات النفسية والحاجة إلى ممارسات قائمة على الأدلة لتمكين الصيادلة في تعزيز نتائج المرضى. لقد ثبت أن التدخلات الصيدلانية، مثل تثقيف المرضى والتأكد من الوصف الصحيح للأدوية، لها آثار إيجابية على ممارسات الوصف ورضا المرضى. ويوصي الباحثون بإجراء المزيد من الأبحاث لتقييم العوامل المساهمة في الوصف غير المناسب وفحص تأثير تحديث المبادئ التوجيهية للوصف على الحد من ممارسات الوصف غير المناسبة.

تشمل نقاط قوة هذه الدراسة تفردها في التحقيق في تكرار وأنواع وملاءمة الأدوية المستخدمة في الاضطرابات النفسية في الرعاية الأولية في الأردن، بالإضافة إلى طبيعتها القائمة على الملاحظة، مما يزيد من صحة النتائج. ومع ذلك، فقد كان للدراسة أيضًا قيود، مثل احتمال تحيز الإبلاغ والنطاق المحدود للدراسة، مما قد يعيق تعميم النتائج.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: