د. حنين عبيدات تكتب حول : دور النقابات في المواقف الوطنية والعربية.

د. حنين عبيدات تكتب حول : دور النقابات في المواقف الوطنية والعربية.
لقد تم الحوار على مجموعة مركز الصيادلة حول:
دور النقابة في المواقف الوطنية والعربية وماهو دورها في تعزيز هذا الدور بالشكل الحقيقي لدى الصيادلة ؟
وماهي الخطوات التي ستعزز هذا الدور  بوضوح على أرض الواقع ؟
وهل تؤمن النقابة بوجوب دورها الحقيقي والفعال تجاه القضايا الوطنية والعربية؟
فبين الدكتور عماد جروان أنه من خلال واقعنا العربي الغارق بالقضايا السياسية وأولها قضيتنا المركزية” فلسطين” ، فيعتقد أنه لا يمكن فصل قضايانا عن حياتنا اليومية وبالتالي فإنها جزء لا يتجزأ من الشعوب العربية .
أما مهنياً فقد اتفق السياسيون على إبعاد النقابات عن ممارسة الأدوار السياسية لما يشكل ذلك من خطر وجود التجماعات المؤثرة والضاغطة باتجاهات لا تتوافق مع التوجهات السياسية الحكومية، ومن هنا فإن دور النقابات يكاد يكون معدوماً ومهمشاً سياسياً ، مع ضعف الأحزاب السياسية الفاعلة على المستوى الوطني ، وبين أن انفصال السياسة عن النقابات هو سيف ذو حدين، لإمكانية تأثيره على العمل المهني وأن سيطرة الحكومة على العمل المهني أدى إلى ضعف مهني وسياسي في الآداء النقابي، ووضح أن بين النقابات وبين الحكومة لايوجد  علاقة ندية أو مواجهات لا سياسية ولا مهنية، بل أن ممثلي النقابات أقرب إلى كونهم ناقلين لوجهة نظر الحكومة سواء على المستوى السياسي أو المهني ، والعلاقة الموجودة بينهما تتلخص ببعض العلاقات المصلحية الضيقة مع طمع النقابيين للعب أداور حكومية مستقبلاً ، فبتالي إهتمام ممثلي النقابات بوجود حالة من الرضى الحكومي عليه ،وهذا ما يضعف أي دور للهيئات العامة في الخوض في أي معارك سياسية مؤثرة.
وكان من رأي الدكتور إبراهيم الرواشدة أنه في ظل ضعف الأحزاب السياسية لم يتبقى سوى النقابات المهنية  كحصن للدفاع عن قضايا الوطن والأمة
ولذلك تسعى الحكومة بكل طاقتها من أجل اختراقها وتفريغها من اَي محتوى  لتصبح عبارة عن هيكل خدماتي بدون اَي دور سياسي ،وبالرغم من حالة الإنحسار بالعمل النقابي والاختراقات لكنها ما زالت  هي الحصن الوحيد الذي يقف ضد سياسات الحكومة وضد فسادها وما زالت الحكومة تحسب لها ألف حساب فالجسم الوحيد الذي يفرز قيادات منتخبة  لها سلطة وشرعية أقوى من رئيس الوزراء، وبين أيضاً بأنه في الأصل فيجب أن تكون النقابات مستقلة استقلالاً تاماً عن الحكومة وذلك للدفاع عن مصالح منتسبيها والقضايا الوطنية والوقوف ضد سياسات التطبيع مع الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني الأمريكي بالمنطقة.
وبين بعض الزملاء بأن دور النقابات أصبح جزء هامشي إلا في المناسبات والتضامنات تكون هي السباقة وهذا ليس من طموحاتها ولكنه أصبح واقع روتيني وينفذ.
وكان من رأي الدكتورة حنين عبيدات بأن الواقع الإقتصادي والسياسي الداخلي والمحيط ، والسطوة الحكومية وخصخصة مقدرات الدولة هو ماجعل النقابات تتركز في في مركز الحكومة.
وبين الدكتور يوسف أبو ملوح بأن إحباطات الربيع العربي وكثرة المشاكل المهنية أدت إلى ابتعاد النقابات أو ضعف مشاركة النقابات بالعمل الوطني بشكل عام، وأشار إلى وجود لجنة فلسطين النقابية تضم ثلة من الصيادلة المميزين ،  فطالبهم بالعمل على تنشيط وتفعيل الدور الوطني لنقابة الصيادلة والمجلس النقابي سيكون لهم من الداعمين وبلا حدود وبين أنه لن تخرج النقابات من دورها القومي والوطني فستبقى هي الملاذ والقلعة الأهم للحفاظ على ثوابت الأمة.
فبين الدكتور عبدالكريم صوان بأن المزيد من التراجع على مستوى الخدمات المهنية وتغلب المصالح والمكاسب الشخصية لمن كان يدير النقابات من أطياف الأحزاب السياسية هو الذي أدى إلى غياب الرأي المهني المستقل خوفاً من أن يحسب على أحد التيارات السياسية والتي كانت وما زالت في صراع فكري وسياسي من القضايا الوطنية وإفراغ النقابات من جوهر أهدافها بالدفاع عن حقوق منتسبيها .
فوضح الدكتور فيصل جعافرة  بأن التجربة الحزبية في الأردن هي تجارب غير ناضجة في معظمها و بلا نهايات حقيقية تثمر عن حزب ذو برامج تلمس واقع الحال و تقنع من حولها بأنها قادرة على إدارة المشهد سواءً إجتماعياً أو سياسياً
وأن اللاعب الوحيد تقريباً كانت التيارات الإسلامية و لكنها خلطت ما بين العمل الحزبي و العمل النقابي بحيث تسيّد الإقصاء مشهدها النقابي و المهني و السياسي و طغى على قرارتها المرجعيات التي تريد فرض الرأي بٱفاق تتعدى المشهد الحزبي و يصل إلى المشهد النقابي بحيث يتدخل من ليس له خبرة نقابية أو مهنية بقرارات يفرضها على أعضائه المهنيين فقط لأنه يقبع في مركز اتخاذ قرار  مفصلي ، وبيّن أيضاً بأن إقحام السياسة في العمل المهني غير مناسب و لا يخدم المهن النقابية بل قد يؤثر على تطورها و تقدمها لأنه غير ناضج و لا يوجد لاعبين متعددي الأطراف فبالتالي فإنه يخدم شريحة ضيقة من منتسبي المهن النقابية و قد يقصي بقصد أو بغير قصد باقي الفئات التي لا تملك الأثر الواضح سياسياً أو مهنياً أو نقابياً ، وبيّن بأن مكونات الصراع النقابي كانت مكونات غير متكافئة ميدانياً لذلك تم تحييد بعضها و إضعاف الآخر بسبب عدم قدرته على مجارات الأحداث و عدم قدرته على حشد المؤيدين بشكل يدعم أفكاره و سياساته ،ووضح بأنه ليس هناك إنجازات مهنية ملفتة للنظر بل هي إنجازات متواضعة لا تربوا عن كونها روتين مهني نقابي يخلوا من الإبداع و التطوير المرجو من هكذا نهج حزبي نقابي مهني ،فبالنهاية فإن الحقيقة الجلية بأن المصالح الحزبية و بعض المصالح الشخصية تغلبت و غطت و أخذت الكثير من حق المصلحة المهنية النقابية، ووضح بأنه عندما تكون النقابة قوية و مؤثرة مهنياً و يجتمع تحت مظلتها جميع منتسبيها ستكون طرف لا يستهان به و عندها يمكن النقابة بأن تكون مؤثرة سياسياً ، فلا نعتقد بأن النقابة سيكون لها رأياً سياسياً مسموعاً و هي من الداخل تنهش في بعضها البعض و ثلثي أعضائها خارج مظلتها لأنهم لا يؤمنون بها ، ووضح بأن النقابة القوية بهيئة عامة قوية تمدهم بالثقه يعني ستتكون نقابة مؤثرة إجتماعياً و اقتصادياً و سياسياً و ستلعب دوراً رئيس في تحريك باقي النقابات.
فكان من رأي الدكتور أسامة مريش في دور النقابة في المواقف الوطنية بأنه بلا شك كان للنقابات المهنية دور وطني فاعل في عديد من المواقف والقضايا المهنية وذلك من نشأت النقابات في الستينات والسبعانيات من القرن الماضي وخاصة عدم وجود أحزاب فاعلة على الساحة ، وأخذت مواقف وطنية وقومية من قضية فلسطين وكانت في المقدمة في تقديم الدعم المالي والإعلامي لمناصرة الشعب الفلسطيني وخاصة إبان الإنتفاضة الأولى والثانية وما تعرضت له غزة من عدوان متكرر وحصار دائم .
وكذلك مناصرة الشعب العراقي والسوري وغيرهم ممن تعرضوا للعدوان .
وبين أيضاً بأن الحكومات كانت تحسب حساب الموقف النقابي من هذه القضايا ، ولكن بعد تشكيل الأحزاب وعودة البرلمان والضغوطات الحكومية فقد أضعفت المواقف النقابية تجاه القضايا الوطنية والعربية ولكنها لا زالت لها موقف وتعبر عنه بقوه مثل قضية الغاز ، ودعم الشعوب العربية  .
 فكان رأي الدكتور بهاء الحسن بأن المشكلة اليوم أن بوصلة القضايا العربية لم تعد موحدة ، يكفي أن تجمع خمسين صيدلي لتكتشف أن كل واحد منهم يمتلك بوصلة خاصة به وحده و تشير الى اتجاه خاص به وحده ،  فأي مكان أو شعب عربي سنجد أنه لن يتم الإتفاق على وجهة نظر سياسية موحدة تجاهه ، فبالتالي تأتي مواقف النقابات الأردنية السياسية باهتة و تتحدث في العموميات حتى لا تنقل الخلافات الخارجية إلى داخل النقابة نفسها .
وكان من رأي الدكتور قاسم الهرش بأنه وجب على الصيادلة التكاتف وعمل تجمعين نقابيين أو ثلاثة كل له أهدافه وطموحات ملتزمة لرفع مستوى الصيدلة.
وأما الدكتور صهيب العمري فكانت وجهة نظره بأن الأحزاب السياسية هي التي يجب أن تقود العمل السياسي بشتى توجهاته وينضم إلى هذه الأحزاب النقابيين حسب قناعاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.
وأن ضعف الأحزاب جعل من النقابات المهنية وكأنها تقوم بدور الأحزاب ولكن هذا الدور ضعيف لعدة أسباب من أهمها اختلاف القائمين على النقابات سياسياً.
وبينت الدكتورة حنين عبيدات بأن النقابة القوية تقوم بعمل مخططات تجذب الهيئة العامة فعندما ترى الهيئة العامة مدى اهتمام نقابتها بالقضايا الوطنية والعربية هنا يتم استقطابها فكرياً ووطنياً.
ووضحت أن سياسة الدولة  اقتضت أن توجه المسار إلى إضعاف القوى التي لها سطوة قوية على الحكومة.
فكان من رأي الدكتور عمر جبريل بأن العمل النقابي والمهني هو تكاملي ما بين العمل السياسي والمهني ولا يجب أن يكون (تضادي)وأن النقابات المهنية تلعب دوراً فاعلاً في الحياة العامة وخصوصاً في السنوات الأخيرة في تطوير العمل المهني بشكل أكبر من ذي قبل دون أن تغفل دورها في القضايا الوطنية
وبين أيضاً بأن النقابات المهنية تشكل متنفساً طبيعياً نخبوياً وشعبياً لنشاطات وطنية تمثل هماً عاماً كحماية الوطن ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم الشعبين الفلسطيني والعراقي في مقاومة المحتل الأجنبي، وهذا المتنفس الطبيعي والصحي المعتدل والمنضبط والموجه والمحكوم بالإلتزام بالقانون والدستور والمصلحة العليا للوطن هو من أهم عوامل الاستقرار في الشارع الأردني الذي بات يعتبر القيادات والوجوه النقابية ذات المصداقية العالية وجماهيرية شعبية تعدت حدود نقاباتها و منتسبيها.
وبين بعض الزملاء بأن المواقف الوطنية تحددها سياسات الدول وخصوصا بعد الربيع العربي فقد انقسم الشارع العربي بين مؤيد ومعارض ..
فوضحت الدكتورة حنين عبيدات بعض الحلول لتعزيز مفهوم الوطنية لدى النقابات بالنقاط التالية : 
 أولاً : تنظيم مؤتمر وطني يضم جميع النقابات لمساندة القضايا الأردنية للتغيير والإصلاح والعربية منها وعلى رأسها فلسطين.
ثانياً:التركيز على الإعلام في تعزيز مفهوم الوطنية والقضية الفلسطينية لدى الهيئات العامة.
ثالثاً :عمل لجنة حوار وطني تضم جميع النقابات.
رابعاً: عمل ندوات في الجامعات لإبراز الدور الوطني والعربي على واقع الأمة .
خامساً: عمل حلقة وصل بين النقابات العربية من خلال عمل رحلات خارجية لتبادل الثقافة العربية والإنتماء وتعزيز الوطنية  في دواخلهم .
فبين الدكتور أسامة مريش أن كل ماتم ذكره من النقاط من برنامج للعمل الوطني كان موجوداً وفاعلاً في النقابات المهنية ولها دور مشهود ومعروف في جميع القضايا العربية ، ولم تختلف الا حديثاً وبعد الربيع العربي وبالذات الموقف من سوريا فالبعض يرى أنها مؤامرة دولية لتقسيم سوريا والأغلب يرى أن النظام قتل شعبه ودمر الوطن ، وبخلاف ذلك أغلب النقابيين مواقفهم الوطنية والقومية متوافقة .
#د.حنين عدنان عبيدات
#مجموعة_مركز_الصيادلة

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: