مرتبط
عميد الصيدلة في العلوم التطبيقية أ.د. إيمان البشيتي تكتب حول: مشروع خدمة المراجعة الدوائية الصيدلانية في الأردن
تتضمن هذه الخدمة قيام الصيدلاني بمراجعة حثيثة لحالة المريض والتعرف على المشاكل التي تخص استخدام الأدوية في الحالات المرضية المختلفة ،ومن ثم التقليل من /منع هذه المشاكل من خلال تعليم المريض ومن خلال إرسال التقارير الخاصة بكل حالة إلى دكتور المريض الخاص والتي توضح المشاكل التي تم الكشف عنها والحلول حسب آخر المستجدات في علم الصيدلة كي يتم الموافقة عليها وتطبيقها (الشكل 1).
كما وتتضمن الخدمة زيارة بيت المريض في معظم الحالات ،للكشف عما تحتويه صيدليتها لمنزلية من أدوية وما يستخدم من أعشاب مساندة لعملية العلاج . وهذا بدوره يكشف عن العديد من المخاطر التي ليس من الممكن الكشف عنها إلا بإجراء هذه الزيارة.
من فوائد هذه الخدمة توثيق علاقة الصيدلاني والتعاون المشترك مع ممارسي المهن الصحية الأخرى ،وبالذات الطبيب المختص ،حيث يتم إرسال تقرير المريض بما كشفت عنه الدراسة من مشاكل علاجية ليتم دراستها ،والموافقة عليها ومن ثم إجراء التعديلات اللازمة على العلاج والمتابعة العلاجية. وفي حالات معينة ،يتم إرسال المريض إلى أخصائي العلاج الطبيعي أو أخصائي التغذية لإجراء التعديلات على المشاكل الصحية. وبهذا يتبلور دور الصيدلاني القيادي في المجتمع، ويجسد تطور المهنة نحو دور موسع في مجال الرعاية الصيدلانية.
إلى الآن ،تم تقديم هذه الخدمة من قبل صيادلة مختصين ومعتمدين لتقديم هذه الخدمة في البلد، إلى مرضى كبار السن من مختلف أنحاءالأردن (167 مريض)، مرضى من صيدليات المجتمع (160 مريض)، مرضى من العيادات الخارجية (97 مريض)،مرضى من صيدليات فارمسيون (84 مريض)،مرضى من اللاجئين السوريين (106 مريض)،مرضى من النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب والتوتر (73 مريضة)،مرضى السكري غير المسيطر عليه (139 مريض) ومرضى الربو حالياٌ (150مريض). العديد من هذه الدراسات (حسب المرفق) تم نشرها في مجلات عالمية مرموقة.
انتشرت العديد من الدراسات حول هذه الخدمة الصيدلانية المتقدمة في الأردن ،والتي من شأنها خلق فرص عمل جديدة للأعداد الكبيرة من الصيادلة السريريين في البلد ،وحاملي شهادة دكتور في الصيدلة وماجستير الصيدلة السريرية . توفير فرص العمل هذه هام لمستقبل الصيدلة في وطننا، وخاصة للصيادلة الإناث ،واللواتي يضاهي عددهن الصيادلة الذكور، واللواتي يستطعن تقديم هذه الخدمة للمرضى من دون التقيد بساعات عمل محددة مما يسهل عليهن العمل خاصة في فترة الأمومة. إضافة ،من الممكن القيام بجزء كبير من هذه الخدمة من خلال العمل في المنزل. وأخيراً تفتح هذه الخدمة الصيدلانية المتقدمة الأبواب نحو انضمام الأردن إلى الأنظمة الصحية العالمية، حيث أصبحت هذه الخدمات الصيدلانية خير دليل على تقدم الخدمة العلاجية في البلاد.
تقوم هذه الخدمة الصيدلانية على مبدأ المؤسسية والتي يقوم أساسها على نقابة الصيادلة في الأردن. ولغايات نجاح واستمرار هذه الخدمة، يجب أن تكون مدفوعة الأجر للصيادلة العاملين عليها وللأطباء المشرفين على التغييرات المقدمة من الصيادلة حول حالة المريض. تقدم هذه الخدمة للمرضى الذين لديهم أي مما يلي: مرض مزمن، يتناولون 5 أو أكثر أنواع من الأدويةالمزمنة، يتناولون أكثر من 12 جرعة من دواء معين يوميا، الخروج مؤخرًا من المستشفى (خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة)، في حال إجراء تغييرات جذرية خلال آخر 3 أشهر لعلاج المريض (تشمل هذه التغييرات التوقف و / أو البدء في دواء جديد للحالة المرضية المزمنة للمريض، وجود أعراض جانبية ناتجة عن استخدام الأدوية، أو عدم الاستجابة للدواء الموصوف حالياً.