أ.د. فراس علعالي يودُع جامعته بكلمات مؤثّرة : “تكنو” الى لقاء !

أ.د. فراس علعالي يودُع جامعته بكلمات مؤثّرة : “تكنو” الى لقاء !

الحياة محطات نبدأ بواحدة فتقودنا لاُخرى. قطار يسير عبر الزمن لا يلتفت للخلف وان كان المشهد رائعاً انما يرنو دوماً للمستقبل يحذوه الامل ان يكون القادم اجمل. خطوات كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها. بمشاعر مختلطة أقول اني اتخذت اصعب قرار في حياتي، حيث استقلت هذا الشهر من جامعتي الأغلى العلوم والتكنولوجيا الاردنية، بعد مشوار امتد لنحو ٢٧ عاماً، بين حياة طالب ومساعد تدريس ومبتعث وعضو هيئة تدريس. كانت وستبقى التكنو الهوى والفؤاد، فالقرار لم يكن هيناً ابداً، فلا اعلم كيف استطعت ذلك، وكيف رضخ قلبي له. تجول في الخاطر ذكريات عديدة ومشاهد كثيرة وأصوات وصخب واحاديث وقصص وصور لأحبة واصدقاء وزملاء وابناء تحتاج الى مجلدات لتوثيقها فهي صفحات من العمر بل العمر ذاته خطت في حنايا الجامعة ونثرت فوق ترابها. للجامعة علي أفضال كثيرة ودين اعجز عن سداده، فكانت دوماً الأم الرؤوم والأب العطوف والرفيق الحاني. حاولت رد الجميل ولو بالنزر اليسير، فلم آلو جهداً في دفع مسيرتها وتقدمها ورفعتها ما استطعت وبكل الحب والتفاني والإخلاص. افتخر خلال مسيرتي فيها بانني كنت من اول فوج دخلها منذ السنة الاولى عام ١٩٨٧، وكنت أول عميداً من خريجيها والمدير المؤسس لمركز الدراسات الدوائية فيها ومن كُرِّم بجائزة الدولة التقديرية في العلوم بإرادة ملكية ومن افضل عشرة باحثين فيها. اعتز اكثر بحب ابنائي وبناتي من طلبتها فهم الصورة الأبهى والأروع والانصع التي خلدت في وجداني فكم بادلوني حباً بحب ووداً بود. سابقى ما حييت ممتناً لجامعتي عاقداً العزم ان اقف بجانبها وادعم مسيرتها. سيري جامعتي جوهرة الجامعات نحو العلا والى مزيد من التقدم والتميز والرفعة. اما الوطن ففي القلب مكانه ولا يعرفه من لم يبتعد عنه.

إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ
رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذر
وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ
يَعِشْ أبَدَ الدََهرِ بَيْنَ الحُفرْ

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: