مقالة متميزة للأكاديمي المصري د. خالد مصيلحي: رحلة الى معالم الجهاز الهضمي بصحبة أصدقائه من الأعشاب

مقالة متميزة للأكاديمي المصري د. خالد مصيلحي: رحلة الى معالم الجهاز الهضمي بصحبة أصدقائه من الأعشاب

رحلة الى معالم الجهاز الهضمي بصحبة أصدقائه من الأعشاب

د.خالد مصيلحي إبراهيم أستاذ العقاقير والنباتات الطبيه – كلية الصيدله – جامعة القاهره

تعتبر  أمراض الجهاز الهضمي اكثر الأمراض شيوعا في مجتمعاتنا الشرقيه نظرا للعادات السيئه في تناول الطعام وسوء التغذيه وإرهاق جهازنا الهضمي بالأطعمه الدسمه والحلويات الشرقيه عسرة الهضم بالإضافة إلى كثرة الكميات المتناوله من اللحوم كما هو متوقع في الأيام القادمة في عيد الأضحى المبارك مما يكون له تأثير سلبي على جهازنا الهضمي ويمثل عبء إضافي عليه مما يتسبب في خلل في وظائف الجهاز الهضمي كما أن بعض أمراض الجهاز الهضمي مرتبطه ارتباط وثيق بالحاله العصبيه والمزاجيه للفرد وهي ماغالبا تكون كثيره في مجتمعاتنا لضغوط الحياه المختلفه. وسنحاول مصاحبة مجموعه من الأعشاب الطبيه للقيام برحلة اصلاح داخل معالم الجهاز الهضمي

الفم: نبدأ الرحلة ببوابة الجهاز الهضمي وهو الفم حيث انه عرضه دائما لهجوم بعض أنواع البكتريا والفطريات الناتجه من تحلل بقايا الطعام مما يسبب تقرحات والتهابات شديده في اللثه والفم واللسان وهنا يتدخل نبات المر او منقوع نبات المر وهو أشبه باللبان الدكار ومتوفر لدى العطارين ويتم نقعه في الماء لمدة 12 ساعه ثم استخدامه كمضمضه مرتين يوميا أو بعد كل وجبه حيث انه يحتوي على زيوت طياره وأصماغ وراتينج يساعدوا على تثيت الماده الفعاله على الأماكن الملتهبه والمتقرحه مما يساعد على قتل كل انواع البكتريا والفطريات بالفم

الحلق: ونستمر في رحلتنا حتى نقابل الحلق الذي يتعرض لالتهابات الحلق واللوز وهنا يظهر دور الشاي  المغلي مع الزعتر والقرنفل والغرغره به دافئا فهي تحتوي على مواد فينوليه تفتك بأي ميكروب وتعالج اي التهاب باللوز او الحلق

المعده: وتستمر رحلتنا حتى نصل إلى المعده والإثنى عشر حيث ان التهابات المعده والإثنى عشر من اشهر الأمراض شيوعا بسبب كثرة تناول القهوة والشاي والسجائر وبعض المسكنات على معده خاويه وقد تتفاقم الإلتهابات المعديه وتصل لمرحلة القرحه ومن أشهر الأعشاب التي أثبتت الأبحاث قدرتها في علاج قرحة المعده هي جذور العرقسوس لإحتواءها على فلافونيدات وسابونينات لها تأثير قوي في التئام قرحة المعده والإثنى عشر ويعتبر من أكثر المنتجات العشبيه التي تحولت لأدويه ناجحه في علاج قرحة المعده ولكن مع ملاحظة أن العرقسوس محظور استخدامه لمرضى ضغط الدم المرتفع وقد قامت بعض شركات الأدويه بانتاج دواء مشتق من العرقسوس لعلاج قرحة المعده بعد التخلص من المادة المسببه لإرتفاع ضغط الدم ويطلق عليه (DGL) . كما ان المعده قد تعاني من سوء الهضم فقد أثبتت الأبحاث قدرة الزنجبيل في تسريع عملية الهضم كما أن إضافة القليل من قشر الليمون للجنزبيل يسهم في تحسين كفاء عمليه الهضم  كما أن الزنجبيل له دور مهم في علاج دوار البحر والميل للقيء ولكن يجب توخي الحذر من استخدام الزنجبيل مع السيدات الحوامل

الكبد:ولن ننسى في رحلتنا ملحقات الجهاز الهضمي وأهم أعضاءه الكبد ولتنشيط الكبد ووظائفه وهو يعتبر من أهم أجزاء الجهاز الهضمي وأكثرهم عرضة للأمراض فقد وجد أن الزنجبيل والكركم والعرقسوس من أشهر النباتات التي تحافظ على الكبد وتنشط خلاياه وتساهم لحد كبير في علاج العديد من أمراض الكبد وتخلصه من السموم وتحمي الكبد من التدهن

الأمعاء: ننزل قليلا في رحلتنا الى الأمعاء حيث المغص والإنتفاخات وسوء الهضم فقد أثبتت الأبحاث قدرة ثمار الكراويه مع الينسون والنعناع على تخلص الجهاز الهضمي من الغازات المسببه للمغص نظرا لإحتواءهم على الزيوت الطياره التي تهديء القولون وتقتل الميكروبات المسببه لتخمر الطعام وتعد الكراويه أكثرهم كفاءه في هذا الصدد. ووجدنا أثناء رحلتنا بالأمعاء بعض الدخلاء من البكتريا الضاره ولتطهير الجهاز الهضمي من الميكروبات فإضافة القليل من القرنفل والزعتر للشاي الأخضر يساهم لحد كبير في فتل الميكروبات المسببه لأمراض كثيره في الجهاز الهضمي حيث أن الزعتر والقرنفل والشاي الأخضر بهم مركبات فينوليه لها تأثير قوي على قتل الميكروبات المعويه

القولون: وفي أخر رحلتنا لو نزلنا لأخر الجهاز الهضمي نصل للأمعاء والقولون ونجد أن القولون العصبي من أشهر الأمراض المعاصره والمرتبطه ارتباط وثيق بالحاله العصبيه والنفسيه للمريض حيث أن السبب الرئيسي فيه هو التوتر والقلق والعصبيه الزائده وتكون أعراضه غريبه جدا فقد يصاب المريض بإسهال وامساك في نفس اليوم مع مغص شديد بسبب عدم انتظام حركة القولون ويعد النعناع وزيته الطيار من أكثر النباتات الطبيه المستخدمه في علاج القولون العصبي ويدخل زيت النعناع كمكون اساسي في أدوية القولون العصبي لأن زيت النعناع يساهم في تعديل حركة القولون ويهديء عضلات القولون المتوتره ولكن يجب توخي الحذر من استخدام زيت النعناع مباشرة حيث أن زيت النعناع لو تم تناوله دون وضعه في كابسوله ذات مواصفات معينه (Enteric coated capsule) قد يكون سببا في حدوث ارتجاع في المريء حيث ان هذه الكابسوله تمر من المريء وتفتح فقط في الأمعاء فتحمي المريء من تأثير الزيت عليه أما في المنزل فممكن استخدام نبات النعناع نفسه بأمان بوضع الماء المغلي عليه ولكن زيت النعناع لابد ان يستخدم باستشارة طبيب وفي صورة مستحضر دوائي

ووجدنا أثناء رحلتنا أن الأمعاء قد تعاني من كسل في حركتها مما يسبب الإمساك وهي مشكله منتشره بسبب سوء التغذيه وقلة الحركه عند أفراد مجتمعنا الشرقي فقد وجد ان تناول الحبوب الكامله مثل الشوفان والقمح وتناول الخبز الأسمر المحتوي على نسبه كبيره من الرده وتناول الخيار والخس والتفاح بقشره والإنتظام يوميا في تناول السلاطه الخضراء المضاف اليها زيت الزيتون كل هذه الأعشاب والمأكولات تحتوي على نسبه عاليه من الألياف التي تنظم حركة الأمعاء وتمنع حدوث الإمساك وايضا بعض النباتات الطبيه التي تحتوي على مادة (mucilage) مثل الملوخيه والحلبه تعتبر ملين طبيعي ولطيف  وتصلح لعلاج الحالات المزمنه من الإمساك

وهناك ملينات طبيعيه شديدة التأثير مثل السنامكي والراوند لإحتواءهما على مادة  (anthraquinone) وهذه الماده رغم انها ملين قوي ولكنها لاتنفع في الحالات المزمنه من الإمساك حيث أن السنامكي والرواند محظور تناولهم لمده أكثر من أسبوع حتى لاتؤثر بالسلب على عضلات الأمعاء كما أن السنامكي والراوند محظور تناولهما للحوامل والمرضعات حيث أن كلاهما قد يسببان الإجهاض وقد يسببان اسهال حاد للرضيع لو وصل له عن طريق لبن الأم

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: