“المغات” ما طلعش “مغات” والسحلب طلع مكار، بقلم د.خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ العقاقير والنباتات الطبيه – كلية الصيدله جامعة القاهره

مع هجوم فصل الشتاء ببرده القارس ولياليه المتحمده نلجأ دوما لمشروبات ساخنه تعطي طاقة للتدفئه ومن أشهر المشروبات التي تعتبر مصدر كبير للطاقه هي مشروب المغات ومشروب السحلب وكلاهما من المشروبات المفضله في هذه الأيام البارده خاصة في بلادنا العربيه خاصة بلاد الشام ومصر وبعض دول الخليج وتحقق مبيعات كلا المشروبين ارقام هائله في شهر يناير ولكن المفاجأة ان معظم اسواقنا تعرض المغات والسحلب وهما لا يحتويان على النباتين الأصليين السحلب والمغات … نعم السحلب نبات والمغات أيضا نباتان وليسا تحويجه او خلطه كما تعرضها بعض الأسواق خاصة في ظل ارتفاع أسعار كلا النباتين فتلجأ بعض المتاجر بعمل خليط يعطي نفس طعم النباتين.
فهل تعلم ان السحلب الأصلي هو جذور نبات الأوركيد البري او الجبلي وهو نبات زينه مشهور بزهرته الجميله التي تتراوح الوانها من الأبيض الى الأحمر او البنفسجي فجذور هذا النبات شبه درنات تشبه درنات البطاطس يتم استخراجها من تحت الأرض وغسلها ووضعها في ماء مغلي لايقاف عمل انزيمات التي قد تفسد مواده الفعاله والغذائيه ثم تجفف وتطحن او تخزن كامله أوبعد طحنها يصبح لونها ابيض بعد الطحن لاحتواءها على نسبه عاليه من النشويات والبروتين والمواد اللزجه الهلاميه mucilage
اما معظم المعروض في اسواقنا فهو سحلب مكار وليس نبات السحلب الأصلي فنظرا لارتفاع أسعار النبات الأصلي للسحلب يتم استبداله بخليط من الأرز المطحون وجوز الهند المبشور وبعض الغرويات التي تعطي كثافه للمشروب بعد تحضيره…والسؤال هل هناك فرق في الفوائد بين السحلب الأصلي والسحلب المكار المصنع بالطبع السحلب الأصلي به توازن من عناصرغذائيه ووجبه متوازنه ومتكامله من البروتين والسكريات والمواد الهلاميه وبعض المعادن والمواد الفينوليه كما ان النبات الأصلي به خواص كمضاده للأكسده تحمي الخلايا وتجدد نشاطها وتحمي الجسم من الملوثات وتزيل السموم من الجسم كما ان المواد الهلاميه في جذور السحلب تغطي الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي فتحمي المعده والقولون من الالتهابات وكل هذه الفوائد يفتقدها السحلب المكار أوالمصنع من نشا الأرز.
أما المغات الأصلي فهو نبات من العائله الاستروكوليه ويستخدم أيضا جذور هذا النبات التي تحتوي أيضا على مواد هلاميه ونشويات وبعض المعادن والأحماض الدهنيه ومواد بكتينيه تعطي قواما سميكا له عند التحضير ونظرا لارتفاعا أسعار نبات المغات الأصلي يتم استبداله أيضا في معظم الأسواق بخليط من الحلبه المحوجه بالجنزبيل والكاري والكركم والدقيق والمحلب ورغم فوائد هذا الخليط ولكن يمتاز المغات النبات الأصلي أيضا بتعدد بعناصره الغذائيه مما جعله في الطب الشعبي مرتبطا كمشروب للسيدات بعد الولادة لتعويض السيدات عن مافقدوهن من عناصر غذائيه أثناء الولاده ويعتبر مصدر قوي للطاقه كما ان المواد الغرويه تعالج التهابات وقرح المعده والقولون غير انه مصدر لبعض المعادن المهمة لنشاط الجسم وحيويته ويحسن الدوره الدمويه وضخ الدم في كل مكان
ويعتبر كلا المشروبان سواء السحلب او المغات مصدر كبير جدا للسعرات الحراريه والطاقه فهما مناسبان لعلاج النحافه وبالطبع خطر جدا على مرضى السمنه المفرطه والسكر والقلب والكبد الدهني وحتى اذا كنا أصحاء فاذا اردنا استخدامهم فعلينا عدم الإكثار منهم أو الأفراط في تناولهم وعلينا عدم افسادهم باضافات دهنيه مثل السمن البلدي والسكريات وغير صحيه ونحولهم لمصدر خطر على صحتنا بدلا من ان نستفيد منهم وعلينا البحث عن السحلب الأصلي وتجربته بدلا من السحلب المكار والمغات الأصلي بدلا من الحلبه المحوجه مع الأخذ في الاعتبار أن يكون مصدرهم موثوقا فيه وتخزينهم في أماكن صحيه تتوافر بها شروط التخزين الصحيحه سبحان الخالق خلق لنا الداء والدواء لكن بالعلم وليس بالشعوذه والدجل وبالعلم عرفنا ان المغات المعروف ماطلعش مغات وان السحلب المتداول فعلا طلع مكار.