سلطت دراسة علمية صدرت اليوم الأربعاء، الضوء على تأثير الهدايا المقدمة من شركات صناعة الأدوية للأطباء العاملين على صحة المرضى وتكاليف علاجهم.

وخلصت الدراسة التي أعدها باحثون في المستشفى الجامعي في مدينة رين الفرنسية إلى أن الأطباء الذين يتلقون هدايا من المختبرات يميلون إلى وصف الأدوية “الأكثر تكلفة والأقل جودة” مقارنة مع تلك التي يصفها بقية زملائهم.

وتشير الدراسة إلى أن الأطباء الذين لا يتلقون أي هدايا أو إكراميات من أي نوع من شركات صناعة الدواء والمستحضرات الطبية يتميزون بأداء أفضل في كتابة الوصفات الطبية وفق حاجة المرضى حسب مؤشرات وضعتها هيئة التأمين الصحي.

ووفقاً لمعدي الدراسة، فإن النتائج التي تم التوصل إليها تدعم النظرية المتداولة عالمياً حول تأثير هدايا شركات الأدوية على الأطباء وتسلط الضوء على «نفوذ مجموعات القطاع في هذا الميدان».

ويشير الباحثون إلى أن «هذا التأثير، الذي قد يخضع له الأطباء دون وعي تام منهم بالمسألة، يمكن أن يؤدي إلى اختيار علاج للمريض بشكل غير مثالي، ما يمثل ضرراً بصحته ويرفع من تكاليف الرعاية الصحية بالنسبة للمجتمع».
90 % من الأطباء

ولفتت الدراسة التي نشرت اليوم في المجلة الطبية البريطانية والتي استندت إلى قواعد بيانات متخصصة في مجال شفافية العمل الطبي في فرنسا، إلى أن 90% من الأطباء العامين المشمولين في الدراسة، حصلوا على هدايا من شركات أدوية في الفترة منذ 2013.
وحسب خبراء، تنفق شركات صناعة الأدوية مبالغ هائلة سنوياً على تقديم الهدايا بمختلف أنواعها للباحثين والعاملين في القطاع الطبي، ضمن ميزانيتها للترويج لمنتجاتها، والتي تستحوذ، لدى بعض الشركات العالمية، على 23% من رقم الأعمال.

قاعدة بيانات أمريكية

وتثير مسألة «هدايا» شركات الأدوية للأطباء جدلاً واسعاً حول العالم، نظراً لما كشفته تقارير وتحقيقات حديثة حول تأثيرها المباشر على صحة المرضى بسبب العلاجات المقدمة لهم.

وفي الولايات المتحدة، ينشر موقع « ProPublica » المختص في التحقيقات الاستقصائية، بشكل دوري بيانات متعلقة بحجم إنفاق شركات الأدوية على الأطباء في أمريكا.

ويكشف الموقع أن محلليه توصلوا إلى أن غالبية الأطباء، في الولايات المتحدة، الذين تلقوا مبالغ نقدية أو هدايا من طرف الشركات يميلون في العادة إلى وصف أدوية تحمل أسماء علامات بارزة في القطاع.
ثلاجات وأجهزة تلفزيون

وفي الهند كشفت تحقيقات صحافية سابقة عن تلقي أطباء حقيقيين وآخرين «محتالين» في البلاد لهدايا تراوحت بين أجهزة تلفزيون وثلاجات من أجل وصف مضادات حيوية من صنع شركات أدوية معنية، لمرتادي عياداتهم من المرضى.

وتورطت في الفضيحة التي أثيرت في العام الجاري، شركات من أكبر مجموعات الصناعات الدوائية في الهند، فيما نفت شركتا Abbott و Sun Pharma المشهورتان في البلاد قيامهما بدفع مبالغ أو توزيع هدايا على الدكاترة لإقناعهم بوصف علاجات من صنع المجموعتين.