اندماج شركات الأدوية يتعزز

اندماج شركات الأدوية يتعزز

نشر في 9 يونيو 2020 

تتسابق شركات الأدوية في خضم أزمة كورونا على البحث عن علاج أو لقاح للمرض الذي ما يزال يهدد العالم، ولكن حاجة البعض منها إلى السيولة وتمويل البحث العلمي دفعها للتفكير في الاندماج، مثل مجموعة أسترازينيكا البريطانية السويدية التي تسعى للاندماج مع المجموعة الأميركية جيلياد لتشكيل شركة عملاقة في مجال صناعة الأدوية بقيمة 240 مليار دولار، وإن تمت العملية، وفق صحيفة لوفيغارو الفرنسية، فإنها ستتجاوز عملية استحواذ BMS على شركة سلجين التي تمت العام الماضي مقابل 74 مليار دولار.
وبدأت المباحثات الشهر الماضي، لكنها لم تنته بعد الى نتائج رسمية، إلا أن الإشاعات حولها أدت الى تراجع قيمة سهم أسترازينيكا بأكثر من 2 في المئة، خاصة أن العملية تأتي في خضم سباق عالمي محموم بين المختبرات الكبرى لإنتاج لقاح أو علاج لمرض فيروس كورونا المستجد.

وسيشكل الاتحاد بين أسترازينيكا وجيلياد قوة ضاربة في السوق، فجهود استرازينيكا منصبة حاليا على إنتاج لقاح بالتعاون مع جامعة أوكسفورد، وأما دواء ريمديسيفير الذي أنتجته جيلياد وطورته في البداية لعلاج مرض إيبولا، فقد أظهر نتائج جيدة لدى اختباره من قبل وكالة الصحة الأميركية.

هل ساهمت أزمة وباء كورونا في تسريع المباحثات؟ يقول إيريك لو بيريغو، المتخصص في القطاع لدى مجموعة برايان، غارنييه وشركاؤه: إن الشركات الكبرى في مجال الصناعات الدوائية تركز دوما على الابتكار وتجديد محافظها. ويضيف: «عليهم أن يجدوا أدوات للتقدم بسرعة مع المحافظة على استثماراتهم في مجال البحث العلمي، ووباء كورونا جدّد الاهتمام بالأمراض المعدية».

ومع ذلك يشكك الكثير من الخبراء في مثل هذه الصفقة لأسباب عدة، إذ لفت محللو يو بي أس الى أن المجموعتين لا يوجد بينهما أي تداخل إستراتيجي أو علاجي، ومع ذلك تملك جيلياد ما لا تملكه أسترازينيكا وهي الكثير من السيولة، حوالي 24 مليار دولار خلال الفصل الأول من السنة، بينما تحتاج جيلياد الى محفظة منتجات وهو ما تملكه أسترازينيكا التي تحتاج الى السيولة.

من جانبها، طورت شركة جيلياد التي يقع مقرها في كاليفورنا العلاج الخاص بمكافحة مرض الإيدز في 2007، إذ أنتجت أول علاج، وهي بحاجة الى تجديده. وما يزال ثلث أرباع هذه المجموعة يرتكز على مرض نقص المناعة المكتسبة، وإن كانت قدمت الكثير لصناعة المضادات الفيروسية بفضل إطلاقها عقار سوفالدي لعلاج التهاب الكبد الفيروسي في 2014، إلا أن صورتها تأثرت عقب الجدل الذي أثير بسبب غلاء الدواء.

ومثل الكثير من المختبرات تراهن جيلياد أيضا على أمراض السرطان لتحقيق النمو، وعلى الخصوص العلاجات الخلوية التي ورثتها بعد استحواذها على مختبر كايت فارما. ولم يخف رئيس المجموعة دانيال أوداي العام الماضي نية التوسع الخارجي، ومنذ ذلك الحين أبرم اتفاقية شراكة بقيمة 5 مليارات دولار مع المجموعة البلجيكية الهولندية غالاباغوس. لكن يبدو أن زمن الاندماجات الكبرى الذي عرف أوجه خلال العقدين الماضيين في عالم الصناعات الدوائية، قد مضى.

وإن كانت مجموعة استرازينيكا نتاج اندماح بين المجموعة السويدية أسترا والإنكليزية زينيكا في 1999 مثلها مثل جي أس كي وأم بي أس، فإن الفترة المقبلة ستشهد وفق المختصين عمليات اندماج، ذات أهداف محددة، ويعتقد إيريك بيريغو أن المباحثات بين المجموعتين تهدف الى التعاون في بعض المجالات مثل وباء كورونا أو الالتهابات أو تبادل الأسهم، مثلما جرى في وقت سابق بين نوفارتيس وجي أس كي او سانوفي وبوهرنجر، لكن الرهانات مفتوحة على مصراعيها بعد «كورونا». Volume 0%

 

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: