مرتبط
د. روان عبد السلام تكتب: كيفية استغلال شهر رمضان المبارك للإقلاع عن التدخين
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للمدخنين للإقلاع عن التدخين و التوقف عن التدخين بشكل نهائي ،خاصة و أنه شهر الروحانيات و العبادات من قيام الليل و التراويح و التقرب من الله سبحانه و تعالى و ذلك أيضاً عملاً بقوله تعالى (و لا تُلْقُوا بأيديكم إلى التهلكة)صدق الله العظيم .فبالإضافة لكل أضرار التدخين على الجسم فهو يسبب الصداع و العصبية لدى المدخنين الصائمين لذلك يشكل شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لهم للإقلاع عن التدخين فمن يستطيع الصيام عن التدخين كل ساعات الصيام في نهار رمضان فهو قادر على التخلي عنه بعد شهر رمضان الكريم و هذا يعد إثباتاً للمدخن بأنه يستطيع ذلك مع التحلي بالإرادة .وأود أن أشير هنا بأنه تتضاعف لدينا الآن أهمية الإقلاع عن التدخين كوننا نستقبل شهر رمضان الكريم و نحن نعاني من جائحة كورونا (covid19)التي هي عدوى فيروسية تنفسية تستهدف الرئتين تحديداً و جميعنا نعلم أن التدخين يضعف مناعة الجسم ،وقد بيّن باحثون أن التدخين يعيق عمل الشّعب الهوائية كخط دفاع ميكانيكي داخل الجهاز التنفسي ضد الميكروبات والفيروسات والمؤثرات البيئية، الأمر الذي يقلل كفاءتها الوظيفية وقدرتها على التجدد، ويجعلها ضحية سهلة للالتهابات المزمنة، والربو الشعبي، والتليف الرئوي، وللفيروسات. بحسب ما نشره موقع ” ذا سن” البريطاني. من جهة أخرى فإن التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية يجعل الناس أكثر عرضة لخطر المعاناة من أعراض حادة فور إصابتهم بفيروس كورونا كما أن التدخين مرتبط بالأمراض المزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي و الربو و السرطانات و خاصة سرطان الرئة و أمراض القلب و الأوعية الدموية و السكري مما يجعل المريض عرضة لخطورة مضاعفات covid19 أكثر في حال الإصابة بها .
لماذا يُعدُّ الوقت الحالي هو الوقت المناسب للإقلاع عن تعاطي التبغ وتدخين النرجيلة؟
يزيد تعاطي التبغ بشكل كبير من خطر التعرُّض للعديد من المشاكل الصحية الخطيرة، ومنها مشاكل الجهاز التنفسي (مثل سرطان الرئة والسُّل ومرض الانسداد الرئوي المزمن) وأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي حين أنه من المستحسَن على الدوام الإقلاع عن تعاطي التبغ وتدخين النرجيلة، فإن الإقلاع عن تعاطيه الآن يكتسي أهمية خاصة من أجل تخفيف وطأة الضرر الناجم عن مرض كوفيد-19. كذلك يساعد عدم التدخين على تقليل فرص لمس الفم بأصابع اليد. ومن الممكن أيضاً أن يستطيع المدخنون الحاليون إذا ما أقلعوا عن التدخين مواجهة الحالات المَرَضية المصاحبة بشكل أفضل حالَ إصابتهم بالعدوى؛ لأن الإقلاع عن تعاطي التبغ له تأثير إيجابي مباشر غالباً على وظائف الرئة والقلب والأوعية الدموية، ويزداد هذا التحسُّن بمرور الوقت. وقد يعزز هذا التحسُّن قدرة مرضى كوفيد-19 على التصدي للعدوى، وقد يقلل من خطر معاناتهم لأعراض وخيمة.
كيف يمكن أن يساهم تدخين الأرجيلة (الشيشة) في انتشار عدوى كوفيد-19؟
المكوِّن الرئيسي المستخدَم في النرجيلة (الشيشة) هو التبغ، وتدخينه له آثار ضارة حادة وطويلة الأجل على الجهاز التنفسي والجهاز القلبي الوعائي، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، ومنها مرض الشريان التاجي ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتدخين النرجيلة نشاط جماعي، بمعنى أن الأشخاص عادةً يتشاركون في استعمال فوهة واحدة وخرطوم واحد، وخاصةً في التجمعات والمناسبات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد توفِّر النراجيل نفسها (بما في ذلك الخرطوم والتجويف) بيئةً مواتية لبقاء الكائنات الحية الدقيقة خارج الجسم. وتزيد هذه العوامل من احتمالية انتقال الأمراض الـمُعْدِية بين مدخِّني النرجيلة.
وبالتوازي مع ذلك، أظهرت البيِّنات أن تدخين النرجيلة مرتبط بزيادة خطر انتقال العوامل الـمُعْدية، ومنها فيروسات الجهاز التنفسي، وفيروس التهاب الكبد سي، وفيروس إيبِشتاين- بار، وفيروس الهربس البسيط، والسُّل، والجرثومة المَلْوِيَّة البَوَّابية، وفطر الرشاشية (الأسبيرجيللا).
وتوفر التجمعات أيضاً فرصةً كبيرة لانتشار فيروس كورونا المستجد. ولما كان تدخين النرجيلة نشاطاً عادةً ما يحدث في التجمعات ، ويزيد تدخينها من خطر انتقال الأمراض، فإنها قد تحفز انتقال فيروس كورونا المستجد في التجمعات الاجتماعية. وعندما يكون تدخين النرجيلة في أماكن مغلقة، كما هو الحال في أماكن عدة، يمكن أن يكون مستوى الخطر أعلى.
إذاً ماهي ما الخطوات اللازم اتباعها للإقلاع عن التدخين في شهر رمضان المبارك؟
يجب على المدخن أن يفكر بمدى الفائدة التي تعود عليه كفرد و على المجتمع بشكل عام من إقلاعه عن التدخين فعلى سبيل المثال :تحسين الدورة الدموية و مستوى السكر في الدم بالإضافة إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم لذلك ننصح المدخنين بالتخفيف التدريجي للدخان قبل قدوم شهر رمضان المبارك بفترة قصيرة لتفادي الأعراض الانسحابية للنيكوتين مثل :صعوبة التركيز و العصبية و الاكتئاب و الصداع و الدوخة .فمع العزيمة و الإرادة بحيث يهيء المدخن نفسه من ٣ أيام إلى أسبوع قبل شهر رمضان المبارك يقلل خلالها عدد السجائر اليومية تدريجياً إلى أقصى حد ممكن مع تغيير سلوكية التدخين لكسر العادات اليومية المصاحبة للتدخين كأن يؤجل السيجارة الأولى في اليوم إلى ما بعد الفطور بعدة ساعات و يمكن أن تستمر مرحلة التهيئة حتى نهاية الأسبوع الأول من رمضان كحد أقصى و خلال هذه المرحلة يجب تغيير جميع العادات السلوكية المتعلقة بالتدخين بما في ذلك الابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها المدخنون و عدم التدخين داخل المنزل و مع نهاية فترة التهيئة يجب أن يصل المدخن إلى الحد الأدنى لعدد السجائر اليومية .و يفضّل البدء بمرحلة التهيئة قبل بداية الصوم لتصبح الأيام الأولى أسهل .و بعد نهاية المرحلة الأولى يكون المدخن قد استعد نفسياً و جسديا للمرحلة الثانية التي يجب أن تبدأ مع الأسبوع الثاني من الصيام كحد أقصى و يتم التخلص تماماً من السجائر و استبدالها بعلكة النيكوتين (Nicotine gum)أو اللصاقات الطبية البديلة للنيكوتين (Nicotine patches) و ذلك لتخفيف الأعراض الانسحابية لترك التدخين من صداع و توتر .بالإضافة إلى العلاجات الطبية عند الحاجة الملحة و ذلك باستشارة الطبيب المختص لوصف الدواء المناسب و للتشاور حول آلية الإقلاع عن التدخين .و ينصح بممارسة رياضة المشي لتنشيط الدورة الدموية أو الاستحمام بماء دافىء أو تناول الفواكه الحامضة و تنظيف الأسنان لإبعاد الرغبة في التدخين .و مع الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك يجب أن يبدأ المدخن بمرحلة الإقلاع النهائي عن التدخين و بدائله أيضاً و العادات القديمة المرافقة له بعد انتهاء الصوم .ومع نهاية شهر رمضان المبارك يكون الجسم قد بدأ فعلياً بترميم الخلايا المتضررة من التدخين و تخلص تقريباً بشكل كامل من ترسبات النيكوتين و لا يبقى إلا أن يتحلى الشخص بالعزيمة لإلغاء التدخين بشكل نهائي من حياته و التمتع بصحة جهازه التنفسي و انتظام الدورة الدموية و ضغط الدم و تقليل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان و السكتة القلبية أو الدماغية و التي يعتبر التدخين سبباً مباشراً لها .