مرتبط
الصيدلانية الآء صلاح تكتب: إل-أرجينين L-Arginine

يعتبر الإل-أرجينين L-Arginine أحد الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم لبناء العضلات، بالإضافة إلى قدرته على زيادة تدفق الدم، وتحفيز الجسم على إفراز هرمون النمو، وهرمون الإنسولين ، وغيرها من المواد. وبالرغم من قدرة الجسم على تصنيعه، إلا أنه يمكن الحصول عليه من الطعام، فهو يتواجد بشكلٍ طبيعي في اللحوم الحمراء، والسمك، والدواجن، والحبوب الكاملة، وكذلك في مشتقات الحليب، كما يمكن الحصول عليه من المكملات الغذائية، حيث يمكن استخدامه عن طريق الفم أو بشكلٍ موضعي، أو من خلال الحقن الوريدية.
ما هو إل-أرجينين؟
يتمتع الحمض الأميني إل-أرجينين بتركيبٍ كيميائيٍ مميز، حيث نجد أن رمز “إل أو L” والمأخوذ من كلمة Levorotatory مفاده أن الحمض الأميني موجود بشكلٍ حر وغير مرتبط بجزيء بروتين، ويسهل على الجسم امتصاصه لتشابهه بشكلٍ كبير مع الأحماض الأمينية الموجودة في جسم الإنسان.
عادة ما يتم تصنيف الأحماض الأمينية على أنها أساسية Essential Amino Acids، وهذه التي لا يستطيع الجسم تصنيعها، وأحماض أمينية عير أساسية Non-essential Amino Acids، وهذه التي يمكن للجسم تصنيعها، أما بالنسبة إلى الإل-أرجينين فهو يعتبر من الأحماض الأمينية شبه الأساسية أو المشروطة Semi-essential or conditionally essential، أي أنها تصبح أساسية وتصبح الحاجة إلى الحصول عليها من خارج الجسم أكثر في حالات معينة مثل الحمل، ومرحلة الطفولة، وفي حالة الأمراض الحرجة، والتعرض للإصابات وغيرها.
وهناك أكثر من سبب لكون الإل-أرجينين مهماً للإنسان، فهو يساعد الجسم على بناء البروتينات الضرورية لخلاياه ونمو العضلات، ويعمل على تحسين تدفق الدم من خلال تحوله داخل الجسم إلي أكسيد النتيريك Nitric Oxide، والذي يحتاجه الجسم أيضاً لأجل العديد من العمليات الحيوية، مثل: تنظيم تدفق الدم، وعمل المايتوكندريا، والتواصل الخلوي. كما يعتبر الإل-أرجينين مصدراً لأنواع أخرى من الأحماض الأمينية، ومنها الجلوتامات Glutamate، والكرياتين Creatine، والبرولين Proline، عدا عن كونه أساسياً لصحة وفاعلية الجهاز المناعي، فهو يعمل على تكوين الخلايا التائية T-cells، وهي من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً مركزياً في استجابة الجسم المناعية.
ما هي فوائد واستخدامات إل-أرجينين؟
يستخدم الإل-أرجينين بشكلٍ واسع من قبل الرياضيين وحتى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ومنها ارتفاع ضغط الدم، وذلك لاسباب متعددة، فقد أظهرت الأبحاث مدى فاعلية وفائدة الإل-أرجينين عند استخدامه كمكملٍ غذائي، وفيما يلي بعض من استخدامته وفوائده:
تحسين الأداء الرياضي
أجريت بعض الدراسات حول قدرة الإل-أرجينين على زيادة وتحسين الأداء الرياضي، حيث يساهم هذا الحمض الأميني في إنتاج أكسيد النتريك في الجسم، وهذا بدوره يحسن من تدفق الدم وزيادة وصول الأكسجين إلى العضلات وبالتالي يرفع ذلك من قدرة الرياضي على التمرين.
وبالرغم من فشل العديد من الدراسات والأبحاث في التأكيد على فائدة وفاعلية الإل-أرجينين في تحسين الأداء الرياضي، استطاع بعضها الآخر إثبات ذلك، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2017 على 56 لاعب كرة قدم، تم فيها إعطاء اللاعبين فيها 2غرام من الإل-أرجينين بشكلٍ يومي ولمدة 45 يوم، تحسناً ملحوظاً في أداءهم الرياضي مقارنة مع مجموعة في نفس الدراسة لم يتم إعطاؤهم منه. ووجدت دراسة صغيرة أجريت على 9 أشخاص تناولوا فيها مشروب يحتوي على 6غرام من الإل-أرجينين قبل ساعة من التمرينات الشاقة، ارتفاع مستوى أكسيد النيتريك في الدم، وقد استطاعوا ممارسة التمارين الرياضية لمدةٍ أطول مقارنة مع من لم يتناوله.
ومن ناحية أخرى تقترح بعض الأبحاث الأخرى أن استخدام الحمض الأميني الغير أساسي الإل-سيترولين L-citrulline الذي يمكن للجسم تصنيعه أو الحصول عليه من مصادر خارجية مثل البطيخ، وهوالمادة الخام للإل-أرجينين قد يكون خياراً أفضل لتحسين الأداء الرياضي من استخدام الإل-أرجينين.
تنظيم ضغط الدم
يمكن أن تساعد المكملات الغائية التي تحتوي على الإل-أرجينين في خفض ضغط الدم، والتقليل من قراءات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، حيث يعمل أكسيد النيتريك الناتج عنه على ارتخاء الأوعية الدموية، وتنظيم ضغط الدم، ففي مراجعة أجريت عام 2016 على 7دراسات، وجد أن استخدام المكملات التي تحتوي على الإل-أرجينين سواء كان عن طريق الدم، أو الوريدي، قد ساهم في خفض ضغطي الدم الانقباضي والانبساطي لدى البالغين المرضى بضغط الدم لغاية 5.4ملم زئبقي، و3.1 ملم زئبقي على التوالي.
وبالنظر إلى أنواع مكملات الإل-أرجينين التي تؤخذ عن طريق الفم، فقد وجد أنها ساعدت في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الأصحاء، والذين يعانون من ارتفاع ضغط دم الطفيف، والسكري، بالإضافة إلى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، أما تلك التي تؤخذ عن طريق الحقن، فيساعد على خفض ضغط الدم لدى من يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن. ومن الجدير بالذكر أنه لوحظ أن تأثير الإل-أرجينين على خفض ضغط الدم كان أكثر فاعلية لدى السيدات.
تنظيم مستوى السكر في الدم
أظهرت الأبحاث أنه يمكن للإل-أرجينين أن يساعد مرضى السكري من خلال تحسين عملية استقلاب الجلوكوز وحساسية خلايا الجسم للإنسولين، حيث يلعب أكسيد النيتريك دوراً مهماً في كيفية استجابة الجسم لهرمون الإنسولين المسؤول عن نقل سكر الدم من الدم إلى الخلايا لاستخدمها في إنتاج الطاقة، وبالتالي فإن زيادة توفر أكسيد النيتريك يمكن أن يساعد في تحسين وظيفة الخلايا المسؤولة عن إفراز الإنسولين الذي من شأنه أن يساعد الجسم على استخدام سكر الدم بشكلٍ أكثر فاعلية.
أظهرت بعض الأبحاث أن الاستخدام الطويل لمكملات الإل-أرجينين يمكن أن يؤخر من الإصابة بمرض السكري لدى الأشخاص المعرضين بالإصابة به. وبحسب دراسة أجريت على 144شخص ممن يعانون من اضطراباتٍ في تنظيم السكر في الدم تم إعطاؤهم فيها 6.4غرام من الإل-أرجينين يومياً لمدة 18شهر أن فرصة إصابتهم بمرض السكري قلت لمدة تزيد على 90شهراً مقارنة بمن لم يحصلوا عليه.
التعامل والسيطرة على الأمراض الخطيرة
يتم تصنيف الحمض الأميني على أنه أساسي في حالة تعرض الجسم لحالاتٍ مرضية معينة مثل الإصابة بالعدوى، والتعرض للصدمة Trauma، وبعد الخضوع للعمليات الجراحية وغيرها، حيث لا يستطيع الجسم في مثل هذه الظروف تلبية احتياجاته من تلقاء نفسه وبالتالي يجب الحصول على الإل-أرجينين من مصادر خارجية مثل المكملات الغذائية الفموية والحقن، فقد يتسبب نقص الأرجينين في الجسم هنا إلى آثار جانبية خطيرة من ضمنها ضعف المناعة، وضعف تدفق الدم.
من الأمثلة على الحالات المرضية التي يمكن للإل-أرجينين أن يستخدم فيها تسمم الدم أو الإنتان Sepsis، والحروق، والأمراض المزمنة، والجروح، وقبل وبعد الخضوع للعمليات الجراحية، والصدمات، بالإضافة إلى حالات العدوى الخطيرة كما هو في حالة الالتهاب المعوي القولوني الناخر Necrotizing Enterocolitis (NEC) الذي يصيب الأطفال الرضع، فقد لوحظ أن إضافة الإل-أرجينين إلى الحليب يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهذه الحالة للأطفال الخدج.
التعامل مع ألم الصدر أو الذبحة الصدرية
تقترح الدراسات أن الإل-أرجينين يمكن أن يخفف من الأعراض الناتجة عن ألم الصدر أو الذبحة الصدرية الطفيفة إلى الشديدة، كما يساعد في تحسين نمط حياة الأشخاص الذين أصيبوا به، وتحسين قابليتهم لتحمل التمارين الرياضية، إلا أنه لا يمكن له أن يوسع الأوعية الدموية التي تعرضت للتضييق نتيجة للتعرض للذبحة الصدرية.
علاج حالات ضعف الانتصاب
أظهرت مراجعة تعود لعام 2019 لنتائج 10 دراسات أن تناول مكملات الأرجينين بجرعة تتراوح من 1.5-5 غرام يومياً قد ساعد في حالات ضعف الانتصاب الناتجة عن إصابة جسدية مقارنة مع من لم يستخدمه. وقد لوحظ أن تناول الإل-أرجينين مع الأدوية المستخدمة لعلاج ضعف الانتصاب مثل السيلدينافيل والتادالافيل أعطى نتائج أفضل من تناول كلٍ منهم على حدا.
العلاج والوقاية من تسمم الحمل
أظهرت الدراسات أن استخدام الإل-أرجينين خلال الحمل يمكن أن يمنع وأن يعالج تسمم الحمل Preeclampsia ، وهي حالة خطيرة تتمثل أعراضها بارتفاع ضغط الدم خلال الحمل Gestational hypertension، بالإضافة إلى ارتفاع كمية البروتين في البول، ويتم في هذه الحالة إعطاء الإل-أرجينين عن طريق الوريد للحامل التي تعاني من مرحلة ما قبل تسمم الحمل. أما عن استخدامه عن طريق الفم فلا توجد دراسات تدعم فائدته في هذه الحالة، ولكن يمكن لها أن تقلل من الحاجة إلى استخدام الأدوية الخافضة للضغط.
علاج مرض الشرايين الطرفية
يساعد الإل-أرجينين في علاج مرض الشرايين الطرفية Peripheral arterial disease (PAD)، الذي ينتج عنه تضييق الأوعية الدموية وضعف تدفق الدم إلى الأطراف في وذلك بسبب قدرته على توسيع الأوعية الدموية التي تعرضت إلى التضييق بفعل هذا المرض، فقد وجدت دراسة صغيرة أن استخدام الإل-أرجينين عن طريق الفم أو الحقن لمدة 8أسابيع، إلا أن استخدامه لغاية 6أشهر لا يحسن من سرعة المشي أو المسافة.
ما هي الآثار الجانبية عند استخدام إل-أرجينين؟
بشكلٍ عام يمكن اعتبار الإل-أرجينين آمناً عند استخدامه عبر المكملات الغذائية، حتى وإن استخدم بشكلٍ يومي لفترات طويلة، إلا أن من الممكن أن يتسبب استخدامه في آثار جانبية قد تكون طفيفة أو خطيرة، ولذلك يجب استخدام هذا الحمض الأميني بعد استشارة طبية، ومن هذه الآثار الجانبية:
· الغثيان، أو التقيؤ.
· ألم في البطن
· الإسهال.
· الانتفاخ.
· الصداع.
· الدوخة.
· النقرس.
· التحسس.
· صعوبة في التنفس، وسوء أعراض الربو.
· فشل القلب.
ما هي التداخلات الدوائية مع الإ-أرجينين؟
يمكن للإل-أرجينين أن يتداخل مع العديد من الأدوية والعلاجات والمكملات الغذائية، ومنها:
· الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم: حيث يمكن أن يتسبب استخدامها معاً في هبوط حاد لضغط الدم.
· الأدوية المدرة للبول: وبالأخص تلك من فئة مدرات البول الموفرة للبوتاسيوم Potassium Sparing Diuretics، حيث يعمل الإل-أرجينين على زيادة مستوى البوتاسيوم في الجسم، وبالتالي يمكن أن يتسبب أخذه مع بعض المدرات بارتفاع حاد في نسبة البوتاسيوم.
· مضادات التخثر، ومضادات الصفائح الدموية: حيث يبطء الإل-أرجينين من عملية تخثر الدم، وبالتالي يمكن أن يتسبب أخذه مع هذه الأدوية بزيادة خطر الإصابة بالكدمات، والنزيف.
· أيزوبروتيرينول Isoproterenol: والمستخدم في حالات فصور عضلة القلب، حيث يمكن أن يتسبب الإل-أرجينين في انخفاض ضغط الدم بشكلٍ كبير.
· النيترات: والمستخدمة في حالات الذبحة الصدرية، حيث يمكن أن يتسبب أخذهما معاً في انخفاض ضغط الدم.
· السيلدينافيل: حيث يمكن لهذا الدواء أن يخفض ضغط الدم، وبالتالي قد يتسبب أخذه مع الإل-أرجينين هنا في خفض ضغط الدم بشكلٍ كبير لدى بعض الحالات.
· مع أدوية علاج السكري: حيث يعمل الإل-أرجينين في خفض مستوى السكر في الدم، وبالتالي فإن أخذهما معاً يمكن أن يتسبب في هبوط كبيرمستوى السكر في الدم، ولذلك يجب مرقبة مستويات السكر في الدم في حال اسستخدامها من قبل مريض السكري.
· التيستوستيرون: يمكن للإل-أرجينين أن يرفع من مستويات التيستوستيرون، ولكن لا يعرف مدى تأثير ذلك على صحة الإنسان.
ما محاذير استخدام الإل-أرجينين؟
هناك بعض الحالات التي يجب فيها الحذر عن استخدام هذا الحمض الأميني، حيث لا ينصح باستخدام الإل-أرجينين في العديد منها إلا بعد استشارة الطبيب، ومنها:
· الأشخاص الذين تعرضوا لنوبة قلبية حديثة، وذلك بسبب مخاوف من أنه يمكن أن يتسبب في زيادة حدوث الوفاة.
· الإصابة بأمراض الكلى، حيث لوحظ ارتفاع مستوى البوتاسيوم لدى الأشخاص الذين استخدموا الإل-أرجينين ممن يعانون من امراض الكلى، مما أدى إلى حدوث عدم انتظام شديد في نبضات القلب لديهم.
· الربو أوا لحساسية، حيث يمكن له من أيزيد من سوء الأعراض المصاحبة لها.
· التعرض سابقاً للإصابة بالهربس الفموي أوا لقروح الباردة Cold sores، أو في حال الإصابة بداء الهربس التناسلي، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الإل-أرجينين في الجسم بشكلٍ كبير إلى تنشيط الفيروس المسبب لها والذي يكون كامناً في الجسم.
· الإصابة بمرض نقص ميثيل ترانسفيراز غوانيدوينو أسيتات Guanidinoacetat methyltransferase deficiency (GAMT)، وهي حالة وراثية تتسبب في عدم قدرة الجسم على تحول الأرجينين ومثيلاته من المواد الكيميائية إلى كيرياتين، ولذلك لا بد من تحني أخذه في هذه الحالة حتى لا تسوء أعراض المرض.
· الخضوع للعمليات الجراحية، حيث يمكن له أن يؤثر على ضغط الدم خلال وبعد العملية، ولذلك ينصح بالتوقف عن استخدامه لمدة أسبوعين على الأقل قبل العملية.
· الحمل، يمكن أن يكون استخدام الإل-أرجينين عن طريق الفم آمناً خلال الحمل وذلك لفترات قصيرة، ولكن لا يوجد أدلة كافية على مدى تأثيره في حال استخدامه على فترات طويلة للحامل، ولذلك يجب استشارة الطبيب المختص في هذه الحالة.
· الرضاعة الطبيعية، حيث لا يوجد معلومات كافية لمعرفة إن كان هذا الحمض الأميني آمناً للاستخدام خلال فترةا لرضاعة الطبيعية.
· الأطفال، يمكن اعتبار الإل-أرجينين آمناً للأطفال عند أخذه عن طريق الفم، أو استخدامه في معاجين الأسنان وعند استنشاقه، ولكن لا يجب استخدامه للأطفال من دون استشارة الطبيب.
الصيدلانية آلاء صلاح
المصادر:
https://www.healthline.com/nutrition/l-arginine
https://www.medicalnewstoday.com/articles/l-arginine#side-effects
https://www.mayoclinic.org/drugs-supplements-l-arginine/art-20364681
https://my.clevelandclinic.org/health/drugs/22536-l-arginine
https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-875/l-arginine