مرتبط
“رواد المناصرة والتوعية الصحية”
طلاب الصيدلة كصوت للتغيير في رحلة الكشف المبكر عن سرطان الثدي

انطلاقاً من رؤيته الهادفة إلى خفض وفيات سرطان الثدي وزيادة فرص النجاة وجودة الحياة، قام البرنامج الأردني لسرطان الثدي، وهو برنامج وطني تأسس في عام 2007 بقيادة مؤسسة ومركز الحسين للسرطان وبالتعاون مع وزارة الصحة، بتنظيم تدريب تحت عنوان “رواد المناصرة والتوعية الصحية”. استهدف التدريب طلبة وخريجي التخصصات الطبية، ومن بينهم الصيادلة، بهدف تمكينهم ليصبحوا سفراء للصحة وقادة للتغيير في مجتمعاتهم.
يأتي هذا التدريب في إطار جهود البرنامج التي لا تقتصر على تعزيز خدمات الفحص المبكر والحملات التوعوية والوصول المجتمعي، بل تتجاوزها لابتكار مبادرات نوعية تشرك أفراد المجتمع، وخاصة الشباب، في مواجهة المرض. وقد شكّل التدريب تجربة متكاملة جمعت بين المعرفة الطبية المتخصصة ومهارات التأثير المجتمعي، حيث تلقى المشاركون تدريبًا شاملًا حول حقائق سرطان الثدي، عوامل الخطورة، والفحص السريري، بالإضافة إلى مهارات التثقيف الصحي والتواصل الفعّال.
الصيادلة: نقطة انطلاق التوعية الصحية
تكمن أهمية هذا التدريب في التركيز على الصيادلة بشكل خاص، فالصيدلية تعتبر المحطة الأولى التي تلجأ إليها العديد من النساء لطلب المشورة أو المعلومات. وهذا يضع الصيادلة في موقع فريد يتيح لهم تقديم النصيحة الطبية الصادقة وتشجيع النساء على الفحص المبكر. علاوة على ذلك، يمثل الشباب والطلاب طاقة متجددة وشريحة حيوية قادرة على إحداث تغيير كبير، مما يسهل عليهم نشر رسائل التوعية بأساليب مبتكرة ومؤثرة تصل إلى فئات واسعة من المجتمع.
بفضل هذا التدريب، أصبح الطلاب والخريجون أكثر قدرة على توسيع أثرهم الصحي في المجتمع. فإلى جانب دورهم الأساسي في الرعاية الدوائية، باتوا يساهمون في تعزيز الوقاية، وتشجيع الفحص المبكر، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات. كما أصبحوا شركاء فاعلين في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول سرطان الثدي، وقيادة الأنشطة التوعوية في مجتمعاتهم وأماكن عملهم.
لقد أثبتت تجربة البرنامج من خلال عدة مبادرات أن الاستثمار في الصيادلة كرواد للمناصرة يضاعف من أثر الجهود الوطنية في الوقاية من سرطان الثدي. فالصيدلي، الذي يجمع بين العلم والثقة والقرب من المجتمع، يمتلك القدرة على تحويل الوعي إلى ممارسة، والمعلومة إلى فرصة لإنقاذ حياة.


