د. الآء صلاح تكتب حول: مُحلّي فاكهة الراهب sweetener Monk fruit

Beoryx eyelashes
Befresh
Beoryx eyelashes
Befresh

د. الآء صلاح تكتب حول: مُحلّي فاكهة الراهب sweetener Monk fruit

مُحلّي فاكهة الراهب sweetener Monk fruit
ماذا لو قلت أنه يوجد مصدر طبيعي ذو طعم مستساغ بديل لسكر المائدة، بل ويمتلك مذاق أكثر حلاوة منه بمعدل 100-250 مرة، خالي من السعرات الحرارية، غني بمضادات الأكسدة ويمتلك خصائص مضادة للالتهاب، آمن لمرضى السكري، ويمكن استخدامه من قبل الحامل والمرضعة والأطفال، هذا بالضبط ما يمكننا وصف مُحلّي فاكهة الراهب به.

ما هي فاكهة الراهب؟
تنتمي فاكهة الراهب إلى عائلة القرعيات، وتنمو في المناطق الجنوبية من الصين، حيث كانت تزرع من قبل الرهبان البوذيين، ومن هنا عُرفت باسم فاكهة الراهب، كما تدعى أيضاً باسم فاكهة لو هان جوه Lo Han Guo أو فاكهة سوينجل Swingle، ولها عدة استخدامات في الطب الصيني الشعبي منها: علاج حالات نزلات البرد والرشح، وعلاج بعض مشاكل الأمعاء وكمادة مساعدة في عملية الهضم. أما عن استخدامها كمادة مُحلّية فيمكن اعتباره حديثاً إلى حد ما.

ما هو مُحلّي فاكهة الراهب؟
تحتوي فاكهة الراهب العديد من السكريات الطبيعية من أبرزها الفركتوز، والجلوكوز، إلا أن هذه السكريات ليست هي المسؤولة عن المذاق الشديد الحلاوة لهذه الفاكهة، حيث يرجع ذلك إلى وجود مواد من مضادات الأكسدة تدعى الموجرسايدات Mogrosides.
يتم الحصول على مسحوق مُحلّي فاكهة الراهب من خلال سحق هذه الفاكهة للحصول على عصيرها، وذلك بعد إزلة القشرة الخارجية والبذور منها، ثم مزج العصير مع الماء الساخن، وفلترته للحصول على خلاصة الفاكهة، والتي يتم تجفيفها للحصول على المسحوق. ومن الجدير بالذكر أن المسحوق النهائي يحتوي فقط على الموجرسايدات، وقد يلجأ العديد من المصنعين إلى إضافة مواد أخرى طبيعية خالية من السعرات الحرارية مثل الايرثريتول Erythritol للتخفيف من حلاوة المسحوق الشديدة، ولاعطائه شكل ومذاق شبيه بسكر المائدة.
هذا ويمكن استخدام هذا المُحلّي في تحلية الأطعمة والمشروبات المختلفة، حتى تلك التي يتطلب تحضيرها درجات حرراة عالية، ويرجع ذلك إلى ثبات مُحلّي فاكهة الراهب على درجات الحرارة العالية.

ما هي فوائد مُحلّي فاكهة الراهب؟
يمكن تلخيص أبرز فوائد مُحلّي فاكهة الراهب فيما يلي:
· تقليل عدد السعرات الحرارية المستهلكة، ويرجع ذلك إلى اختلاف طريقة معالجة الجسم لهذا المُحلّي مقارنة مع سكر المائدة. إن الحمية الغذائية الغنية بالسكريات تعني في الغالب أن الجسم يستهلك سعرات حرارية أكبر من تلك التي يمكن له حرقها، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن، وهذا بدوره قد يتسبب في مشاكل صحية كالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد، بالإضافة إلى أمراض القلب.
في المقابل يتميز مُحلّي فاكهة الراهب بأنه خالي من السعرات الحرارية على عكس غالبية المُحلّيات الأخرى البديلة للسكر والتي نحنوي على سعرات حرارية، وبالتالي فإن استخدامه يعني تقليل في عدد السعرات الحرارية المستهلكة يومياً، أي أنه يمكن أن يكون عاملاً مساعداً في الحميات الغذائية لخسارة الوزن.
· لا يؤثر على مستويات السكر والإنسولين في الدم، على عكس سكر المائدة، والعسل وغيرها، فهو بذلك يساعد الجسم في السيطرة عليها، مما يجعله من الخيارت المناسبة لمرضى السكري. من الجدير يالذكر أن بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أظهرت أن لمُحلّي فاكهة الراهب خصائص تساعد على خفض مستوى السكر والإنسولين في الدم، وقد وجد في إحدى هذه الدراسات على جرذان تم إصابتها بمرض السكري من النوع الثاني، والتي تم إطعامها اللبن المُحلّى بخلاصة فاكهة الراهب، تحسناً أكبر في تنظيم مستوى السكر في الدم، وانخفاضا ملحوظاً في مقاومة الإنسولين مقارنةً مع تلك التي تم إطعامها اللبن المُحلّى بسكر المائدة. في المقابل لم يكن ذلك ملحوظاً في دراسة أخرى أجريت على 30 رجلاً، حيث وجد اختلاف بسيط عند دراسة تأثير مشروبات مُحلّى بالإسبرتام، وفاكهة الراهب، والستيفيا، مقارنة مع المشروبات المُحلّى بسكر المائدة.
· قد يساعد في المحافظة على صحة الأمعاء، تقترح بعض الدراسات التمهيدية أن الموجرسايدات الموجودة في فاكهة الراهب يمكن أن تعمل كالبريبيواتكس Prebiotics، أو كمادة مساعدة في نمو البكتيريا النافعة في القناة الهضمية وتكون قادرة على تحسين أدائها. فقد وجد بحسب دراسة مخبرية أنه يمكن لبكتيريا الامعاء أن تكسر مركب الموجروسيد Mogroside V إلى موجروسايدات ثانوية ذات خصائص مضادة للأكسدة، والتي بدورها تساعد على نمو البكتيريا النافعة مثل تلك التي من فصائل البيفيدوباكتيريوم Bifidobacterium واللاكتوباسيلس Lactobacillus، كما يمكن لها أن تقلل من البكتيريا المسببة للامراض مثل الكلوستريديوم Clostridium XIVa.
كما تقترح الدراسة أن مركب الموجرسيد V يمكن أن يساعد في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة Short-Chain Fatty Acids (SCFAs) مثل الأسيتات Acetate، والبروبونيت Propionate ، والبيوتيريت Butyrate، وهذه الأحماض تمثل نواتج عملية تكسير البكتيريا للبريبيوتكس تعمل كمصدر للطاقة للخلايا الموجودة في الأمعاء، كما تساعد في المحافظة على صحته من خلال المحافظة على سلامة حاجز الأمعاء، وتقليل حدوث الالتهابات. وبالرغم من ذلك لازلنا بحاجة إلى دراسات على الإنسان للتأكيد على قدرة هذا المركب في المحافظة صحة الأمعاء.

هل استخدام فاكهة الراهب آمن؟
بالرغم من عدم وجود دراسات كثيرة على فاكهة الراهب، إلا أنه يمكن اعتباراها آمنة، حيث أنها تستخدم منذ سنوات عديدة من دون تسجيل آثار جانبية لها من ناحية استخدامها كمادة مُحلّية. وقد تم تصنيف فاكهة الراهب بأنها معترف عموماً بأنها آمنة Generally recognized as safe (GRAS) من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية U.S. FDA.
بالرغم من مأمونية استخدام مُحلّي فاكهة الراهب إلا أنه من الضروري الانتباه إلى المواد المضافة له في الأصناف التجارية، ومنها مادة الايرثريتول، فبغض النظر عن تصنيف هذه المادة على أنها معترف بها عموما بأنها آمنة من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، إلا أنها قد تتسبب باضطرابات في المعدة والإصابة بالانتفاخ لدى بعض الأشخاص، كما تشير بعض الأبحاث إلى احتمالية وجود علاقة بين مادة الايرثريتول وارتفاع خطر الإصابة بالجلطة القلبية، والسكتة الدماغية، وحتى الوفاة، تحديداً لدى الأشخاص الذي ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
يعتبر محلي فاكهة الراهب خياراً آمناً لمرضى السكري، وذلك لأنه لا يتسبب في أية تغيرات على مستوى السكر في الدم، كما يمكن استخدامه كبديل للسكر لمتبعي حمية الكيتو، ويعد استخدامه آمناً أيضاَ للأطفال والحوامل والمرضعات، ولكن يوصى باستخدامه بكميات معتدلة لعدم وجود دراسات كافية على هذه المادة بعد، كما يوصى باستشارة الطبيب قبل استخدام هذا النوع من المُحلّيات البديلة عن السكر وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن مُحلّي فاكهة الرهب يتميز بكونه لا يتخمر على عكس السكر، وهذ مهم لصحة الأسنان، حيث أن هذه الميزة تعني عدم تسببه في تسوس الأسنان، بالإضافة إلى كون مادة الايرثريتول المضافة له في بعض المنتجات التجارية غير مسرطنة، وهذا يدعم مأمونية استخدام مُحلّي فاكهة الراهب من قبل الأطفال.

هل يمكن أن تسبب فاكهة الراهب الحساسية؟
من النادر أن تتسبب فاكهة الراهب بالتحسس، ولكن بطبيعة الحال هناك دائماً احتمالية التحسس لأي مادة يستهلكلها الإنسان، وكون أن هذه الفاكهة تنتمي إلى عائلة القرعيات، فإن هذا يعني أن فرصة الإصابة بالتحسس منها تكون أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من التحسس اتجاه أي نوع آخر من القرعيات. وعادة ما تتمثل أعراض النوبة التحسسية بما يلي: الحكة وظهور الطفح، صعوبة في التنفس، الصفير، تسارع أو ضعف في ضربات القلب، الدوار، تورم اللسان، ألم في البطن، والتقيؤ.

الصيدلانية آلاء منذر صلاح
الصيدلانية المسؤولة في صيدلية عمون

المصادر:
https://www.webmd.com/diet/what-to-know-about-monk-fruit-sugar
https://www.health.com/monk-fruit-benefits-7494675
https://www.healthline.com/health/food-nutrition/monk-fruit-health-benefits#the-buzz
https://foodinsight.org/everything-you-need-to-know-about-monk-fruit-sweeteners/
https://health.clevelandclinic.org/why-you-should-use-monk-fruit-sweetener
https://www.sciencedirect.com/topics/agricultural-and-biological-sciences/siraitia-grosvenorii
https://www.healthline.com/nutrition/monk-fruit-sweetener#what-it-is

اترك تعليقك هنا ...

%d مدونون معجبون بهذه: