مرتبط
د. المصيلحي من مصر يكتب: دراسه حديثه وأرقام صادمة لانتشار المكملات الغذائيه المغشوشه والمجهولة المصدر
دكتور خالد مصيلحي ابراهيم –قسم العقاقير والنباتات الطبيه – بكلية الصيدله – جامعة القاهره
في دراسه حديثه نشرت في مطلع هذا الشهر مدعمه باحصائيات منظمة الغذاء والدواء الأمريكيه FDA حيث سجلت المنظمه تضاعف أعداد المكملات الغذائيه المغشوشه بمواد غير معلنه ومحظوره لخطورتها على الصحه منذ2007 حتى 2016ليصل عدد هذه المكملات المغشوشه التي اكتشفتها فقط المنظمه 776 منتج تم انتاجها من حوالي 146 شركة من شركات المكملات الغذائيه المجهوله منهم حوالي 353 منتج يروج كمنشط عشبي جنسي وحوالي 317 منتج يروج كمكمل غذائي لانقاص الوزنو92 منتج يروج كمكمل غذائي لبناء العضلات وسجلت الدراسه تضاعف عدد المنتجات المغشوشه في الأونه الأخيره لتصل لأرقام مرعبه والمشترك في كل هذه المنتجات أنها تروج خداعاكأدويه عشبيه وطبيعيه وأمنه تماما على الصحه رغم ان كل هذه المنتجات مغشوشه بمكونات محرمه دوليا وغير معلنهعلى المنتج وخطر جدا على الصحهوسجلت هذه الدراسه انه بالتحليل لهذه المنتجات وجد أن:
الأدويه المنشطه جنسيا احتلت المركز الأول في عدد الأدويه المغشوشه حيث سجلت 353 منتجا مغشوشا ومعظمها مغشوشا بمادةالسيلدانافيل او التيلدانافيل الموجوده في عقار الفياجرا ومشتقاتها وهذه المواد رغم كفاءتها ولكنها محظورة على مرضى القلب والأوعية الدمويه كما انها تتفاعل مع بعض الأدويه التي تحتوي على النيترات والموسعه للشرايين وتشكل خطورة شديده بسبب هذا التفاعل فالخطوره تأتي من وجود ماده غير مذكوره في مكونات المنتج ومن جهة أخر عدم علم المريض بوجود هذه الماده يجعله لاياخذ الاحتياطات مما تسبب في دخول حالات العناية المركزه بعد تناولها
كما سجلت الدراسه أن أدويةانقاص الوزن التي تم تحليلها وعددها 317 منتج معظمها كان مغشوشا بمادة مادة سيبوترامين sibutramin المحرمة دوليا منذ عام 2010 لأنها تسبب مشاكل فى القلب والأوعية الدموية وقد تسبب جلطاتوتؤثر على الجهاز العصبي والمخ كما أنها قد تتفاعل مع بعض الأدوية وأيضا تروج كأنها أعشاب للتخسيس ولايتم ذكر هذه الماده مما تتسبب في مشاكل صحيه خطيره لهؤلاء المرضى وقد تسبب الوفاة أحيانا.كما وجدت منظمة الغذاء والدواء أن بعض ادوية التخسيس مغشوشه بماده تحرق الدهون ولكنها سامه ومسرطنه ومعروفه باسم الفينوفثالين
حتى المكملات الغذائيه التي يستخدمها الرياضين سجلت منظمة الغذاء والدواء حوالي 92 منتج مغشوش بهرمونات استيروديه وغير معلنه في مكونات المنتجوقد تسبب تلف لخلايا الكبد وتسبب الفشل الكلوي، وتزيد احتمالية حدوث سكتات قلبية وترفع ضغط الدم وتزيد العصبية والتصرفات العدوانيه وقد تسبب زياده في حجم الثدي وضمور في الخصيتين واحتقان وتضخم البروستاتا عند الرجال، وقد تكون هذه المكملات مميتة في جرعات بسيطة لو كان الشخص لديه تاريخ مرضي في العائله لبعض الأمراض السابق ذكرها.
والغريب ان معظم هذه الكملات يلقى رواجا شديدا بين شعوب العالم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والميديا والاعلانات وصالات الجيم وكلها مصادر لايحق لها قانونا توزيع او بيع الدواء خاصة ان اعلانتها مضلله وتدعي انها امنه رغم احتواءها على مكونات متخفيه وغير معلنه ومميته ومحظور استخدامها
وبنظره أعمق لهذه الدراسه واحصائيات منظمة الغذاء والدواء انها اجريت على نطاق أمريكا وبعض الدول المتقدمة التي لديها وعي كامل فلو كانت الدراسه اوسع وشملت البلاد الناميه ومنطقتنا العربيه لكانت هذه الأرقام تضاعفت والصدمه زادت في ظل الطلب المتزايد في هذه البلاد على هذه المنتجات ولقلة الوعي وزيادة عدد النصابين والمشعوذين والدجالين وسيطرة السوشيال ميديا والاعلانات المضلله على الكثير من القنوات الفضائيه المجهوله واللجوء لهذه المنتجات دون الرجوع للطبيب وبدون اي اشراف طبي ظنا منهم انها طبيعيه ولاتحتاج مشوره طبيه كما يعلن عنها مما عرض حالات كثيره للخطر وللفشل الكبدي والكلوي وأمراض القلب وبعضها دخل في نطاق الحالات الحرجه ووصل بنا الحال ان الأدويه اصبحت تباع على الأرصفه في بعض الأسواق الشعبيه
فهذه المنتجات التي تروج من قبل المشعوذين والنصابين اشد خطوره على مجتمعاتنا من المخدرات ولابد ان نضع يدنا جميعا في يد المسئولين في وزارة الصحه وجهاز حماية المستهلك والنزول الى النوادي والمدارس لرفع الوعي المجتمعي بخطورة هذه المنتجات ومنع بيع اي منتج دوائي خارج الصيدليات وهو المكان الطبيعي لبيع اي دواء اومكمل غذائي وعلينا تشديد الرقابه على الأسواق والقنوات الفضائيه التي تروج لهذه المنتجات ومحاربة أعشاب وأدوية الأرصفه والأسواق الشعبيه ورقابة صالات الجيم