حبة تخدع الأمعاء لتحرق الدهون وتنقص الوزن

حبة تخدع الأمعاء لتحرق الدهون وتنقص الوزن

إلى جميع الأشخاص الذين يسعون للإنقاص من وزنهم، انسوا ما يسمى بحبوب الـ “معجزة” لإنقاص الوزن والتي تدعي بأنها تقوم بتسريع عملية الأيض، فالعلماء يسعون ببطء ولكن بثبات، نحو الدخول إلى حقبة جديدة من الاختبارات السريرية على عقاقير تهدف لمكافحة السمنة، تعتمد أحدثها على مبدأ قمع الشهية، ويعتقد معظم العلماء بأن هذه الأدوية ستصبح خياراً للبالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة والأخطار المرتبطة بها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

يقوم العلماء في هذا السياق بابتكار حبوب تتصرف مثل “وجبة وهمية” تعمل على خداع الجهاز الهضمي وجعله يبدأ بحرق الدهون حتى من دون تناول أي نوع من الأطعمة، وهذا سيكون أمراً مدهشاً، ولكن قبل الخوض في المزيد  من التفاصيل، تجدر الإشارة إلى أن هذا الدواء لم يتم اختباره سوى على الفئران فقط، وسيتطلب الأمر سنة على الأقل قبل أن تتم تجربته للمرة الأولى على البشر.

يشير قائد هذه الدراسة (رونالد إيفانز) وهو مدير مختبر الجينات في معهد سالك للدراسات البيولوجية في كاليفورنيا في بحث تم نشره في مجلة (Nature Medicine) في كانون الثاني، أن دواء (Fexaramine) ساعد في الحد من زيادة الوزن، والحد من الإصابة بالالتهابات، كما ساعد أيضاً في تحويل الدهون البيضاء (التي تقوم بتخزين السعرات الحرارية) إلى دهون بنية (تحرق السعرات الحرارية) في الفئران التي تعاني من زيادة الوزن مقارنة مع المجموعة الضابطة، ويشير (ايفانز) بأن لديه الكثير من الأسباب التي تدعوه للتفاؤل بأن هذا الدواء سيعمل بشكل جيد على البشر أيضاً.

(Fexaramine)، هو عبارة عن مركب ينشّط مستقبلات تعمل على الإفراج عن الأحماض الصفراوية، أو العصارات الهضمية التي تساعد على امتصاص العناصر الغذائية أثناء وجبة الطعام، وهذه الأحماض يتم إفرازها من الكبد، ثم تنتقل إلى المرارة قبل أن يتم إطلاق سراحها في الأمعاء، وكل هذا هو عبارة عن جزء من بداية عملية الهضم.

يشير (ايفانز) أن العلماء كانوا قد أدركوا أثناء بحثهم عن دواء يمكن أن يساعد في الحد من زيادة الوزن أن إفراز الأحماض الصفراوية يمكن أن يؤثر على سلسلة من البرامج الوراثية التي تتحكم في نشاط الأمعاء، حيث أنها تبعث بإشارة إلى القناة الهضمية تفيد بأن الغذاء سيصل إليها قريباً، مما يجعلها تحشد تدفق الدم لجمع المواد الغذائية وتهيئة الأنسجة الدهنية للتصرف بطريقة معينة، أي بمعنى آخر، تحتاج الأنسجة الدهنية لتوقع الطعام قبل وصوله إليها، حتى تفسح المجال له، وبذلك تبدأ عملية حرق الدهون.

يشير (ايفانز) بأنه على الرغم من عدم تأكد العلماء من السبب الذي يقف وراء ذلك، إلّا أن إعطاء الفئران التي تعاني من زيادة الوزن لحبوب (Fexaramine) أدى إلى استهداف الأمعاء بصورة مباشرة، حيث أنه أثار ما يشبه مفتاح التشغيل المسؤول عن تنشيط خلايا الدهون البنية مما أدى إلى فقدان الوزن، وقد حدث كل هذا بدون وجود أي طعام – والذي عادة ما يكون المشغل لبدأ هذه العملية.

يضيف (ايفانز) بأن أحد أهم مميزات هذا الدواء بأنه لا يفرض عليك الالتزام بنظام غذائي محدود السعرات الحرارية، وهذا أمر في غاية الأهمية، لأنه إذا كنت تريد إنقاص أوزان الأشخاص، فلن يكون من السهل السيطرة على مركز الشهية في أدمغتهم، أو حملهم على تغيير عاداتهم الغذائية، كما أن هناك مزايا أخرى لهذا الدواء وهو أنه على عكس أدوية مثبطات الشهية أو أدوية النظم الغذائية التي تعتمد على الكافيين والتي توجد في الأسواق، فإن (Fexaramine) لا ينحل في الدم، ولا يكون نشطاً سوى في الأمعاء، مما يعني أن آثاره جانبية ستكون أقل من غيره من الأدوية، كما أنه لا داعي للقلق حول تأثيره على القلب أو الدماغ، لأنه ببساطة لا يذهب إلى هناك.

إن السبب الذي يدعو (ايفانز) للوثوق بأن هذا الدواء سيكون فعالاً على البشر كما هو على الفئران، هو لأن الأحماض الصفراوية تساعد جميع الثدييات على هضم وامتصاص المواد الغذائية، ولهذا من المتوجب أن يعمل دواء (Fexaramine) – محفز إفراز الأحماض الصفراوية- لدى جميع الثدييات أيضاً. وبسبب ذلك يشير (ايفانز) أن العلماء لا بد وأن يحصلوا على نوع من الاستجابة عند البشر، ولكن السؤال يبقى هل ستكون استجابة البشر للدواء ذاتها التي تظهر عند القوارض؟

نهايةً، تجدر الإشارة إلى أن دواء (Fexaramine) لا يعتبر الاستراتيجية الجديدة الوحيد التي يعمل عليها العلماء لخداع القناة الهضمية لتعمل من دون وجود طعام، حيث وافقت إدارة الأغذية والعقاقير مؤخراً على جهاز جديد مصمم لجعل الأشخاص يشعرون بجوع أقل من خلال تحفيز العصب الذي يتحكم في إحساسنا بالشبع.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: