الأكاديمي المتميز د. المصيلحي من مصر يكتب: لعشاق القهوه..هل هناك اختلافا بين البن الفاتح والغامق طبيا ؟

الأكاديمي المتميز د. المصيلحي من مصر يكتب: لعشاق القهوه..هل هناك اختلافا بين البن الفاتح والغامق طبيا ؟

دكتور خالد مصيلحي ابراهيم – أستاذ العقاقير والنباتات الطبيه – بكلية الصيدله –  جامعة القاهره

البن أوالقهوة من أقوى المشروبات عالميا وتتعدد انواعها حتى وصلت مئات الأصناف ولكن لازال هناك نوعين أساسين وهما البن الفاتح والغامق وتختلف الأذواق بينهما فالبعض لايرضى الا بالبن الغامق لطعمه ورائحته المحمصه ومرارته المميزه واعتقادهم انه يحتوي على تركيزات أكثر من مادة الكافيين المنشطه للجهاز العصبي والبعض الأخر لايرضى الا بالبن الفاتح وهذا الفريق لايتحمل مرارة وقوة البن الغامق ويخشون من تركيزات الكافيين العاليه في البن الغامق والغريب ان كلا الفريقين يعشقون القهوة ولكن تختلف الأذواق

ولو تطرقنا للفرق بين النوعين من جهة الفوائد الطبيه بعيدا عن الأذواق فالمعروف أن من أهم فوائد البن أنه منشط ومنبه للذاكره لاحتواءه على مادة الكافيين كما أن كل الأبحاث الحديثه اثبتت أن البن مضاد قوي للأكسده لاحتواءه على مواد فينوليه مثل مادة الكلوروجينيك وهذه الماده لأنها مضادة للأكسده فهي أيضا لها دور رئيسي في تجديد خلايا الجسم والوقايه من الأورام السرطانيه وعلاج الزهايمر وتنشيط الجهاز المناعي ومضاده للالتهابات والروماتيزم علاوة على قدرتها في حرق الدهون ورفع معدلات الأيض فقد أكدت بعض الأبحاث قدرة البن على معالجة الكبد الدهني بسبب وجود حمض الكلوروجينيك وهذا يعني ان كل الفوائد التي أثبتتها الأبحاث حديثا عن البن سببها المواد الفينوليه مثل الكلوروجينيك بالاضافه لما هو معروف قديما لقدرة الكافيين على تنشيط الذاكره

ونأتي لموضوعنا الأساسي هل هناك فرق بين البن الفاتح والغامق من النظرة الطبيه فأول مفاجأه كلا النوعين الفاتح والغامق كلاهما تقريبا يحتويان على نفس كمية الكافيين وهذا مأثبتته أجهزة التحاليل التي تقيس محتويات كلا النوعين فالاعتقاد بأن البن الغامق يحتوي على كميات أكبر من الكافيين اعتقاد خاطيء تماما نظرا لثبات مركب الكافيين عند تعرضه لحرارة التحميص فكلا النوعين ينشطان الجهاز العصبي بنفس القوة وكلاهما يسببان نفس الأثار الجانبيه للكافيين مثل ارتفاع ضغط الدم في الجرعات الكبيره

ولكن للأسف بقية الفوائد والمكتشفه حديثا كمضاد للاكسده ومضاده للالتهابات وحرق الدهون وتجديد الخلايا والوقايه من السرطان تتأثر تأثرا بالغا بسبب عمليات التحميص حيث أن مادة الكلوجينيك المسئوله عن كل هذه الفوائد غير ثابته وتتأكسد بالحراره مما تفقد كل خواصها السابقه وقد أكدت معظم الدراسات ان البن الفاتح يحتوي على أربعة أضعاف من مادة الكلوجينيك مقارنة بالبن الغامق لانه يتم ذبح هذه المادة بحرارة التحميص مما يفقد البن الغامق معظم هذه الفوائد وكلما ازدادت حرارة التحميص وفترتها زاد معها فقدان كميات اكبر من الكلورجينيك وعند قياس كفاء النوعين السابقين في الفوائد السابقه وجد ان لكي توصل لكفاء فنجان واحد من البن الفاتح كمضاد للأكسده لابد ان تشرب ثلاثة فناجين من البن الغامق وهذا خطر صحيا لزيادة تعرضنا لكميات كبيره من الكافيين الثابته في كلا النوعين

وخلاصة الكلام لو اردنا تناول القهوة تبعا للمذاق فنشرب النوع الذي نهواه وهذا يعطي تأثرا نفسيا قويا مصاحبا للمذاق المناسب لكل شخص ولكن لو اردنا البحث عن الفوائد الطبيه فلابد التركيز على البن الفاتح او حتى الأخضر لاحتواءه على تركيزات مضاعفه من المواد المفيده صحيا مع الأخذ في الاعتبار أن كلا النوعين يحتويان على نفس كمية الكافيين فلاختلاف بينهما في القدرة على تنبيه الجهاز العصبي ويفضل عدم الاكثار من اي نوع وتكون كميات معتدله لاتتعدى مرتان يوميا للأصحاء ولاننسى أن البن المحوج يضيف قيمة قويه للمذاق ويضيف قيمة طبيه خاصة للجهاز الهضمي لقدرة الحبهان وزيوته الطياره على تهدئة الجهاز الهضمي ولابد من توخي الحذر من الاكثار من جرعات جوزة الطيب في التحويجه لانه بعد جرعات معينه يتحول لمادة منشطه في البدايه ثم يتحول الى مادة سامه قد تسبب توقف الجهاز التنفسي رغم حلاوة طعم جوزة الطيب

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: