مرتبط
الحالة الاميركية و الحالة النقابية الصيدلانية!
بقلم د. معين الشريف
يبدو ان وصول الملياردير دونالد ترامب لسدة الرئاسة الأمريكية قد فتح شهية البعض من اصحاب المليارات في الولايات المتحدة للترشح للرئاسة في انتخابات هذا العام، فمنذ ايام اعلن الملياردير الاميركي مايكل بلومبيرغ عن عزمه الترشح لهذه الانتخابات عن الحزب الديموقراطي و دفع عشرات الملايين من الدولارات على بداية حملته الدعائية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، و كان الكل ينتظر بلومبيرغ في اول مناظرة له مع بقية المرشحين الديموقراطيين ، و قد كانت المفاجأة كبيرة بحجم هجوم بقية المرشحين الخمسة عليه و رغم خلافاتهم الا انهم نحوها جانباً في مواجهة رأس المال و وصفوا ترشحه بانه محاولة لاستبدال الملياردير ترامب بملياردير جديد و هو بلومبيرغ و اتهموه بأنه يحاول شراء منصب الرئاسة بأمواله و طلبوا من الناخبين الأمريكيين عدم دعمه مطلقاً و ذلك لعدم امتلاكه اي فكر سياسي او برنامج إنما يعتمد على أمواله و هم لا يريدون زواج السلطة مع راس المال الجشع .
و عندما تم توجيه سؤال لكافة المرشحين اذا كانوا سيوافقون على تلقي دعم مالي لحملاتهم من بلومبيرغ اجاب أربعة منهم بالرفض اما الخامس (بيت) فوافق على ذلك و هذا يؤكد ان الانتهازيين مثل (بيت) متواجدون دائماً.
الحقيقة ان هناك الكثير مما يمكن اسقاطه من الحالة الاميركية في هذه الفترة على الحالة النقابية الصيدلانية و لكن على النقيض طبعاً.
فالمرشحون و بالذات لمنصب النقيب من اصحاب رؤوس الأموال ليسوا بحالة جديدة على نقابتنا ، و لكن أولئك المرشحين مثل شقير و جردانه كانوا من اصحاب الايدولوجيا و الفكر الوطني أيضاً فكانت قراراتهم مغلفة اخلاقياً و قيمياً و لم نسمع يوماً انهم استفادوا من مناصبهم لتنمية أموالهم بل على النقيض من ذلك فقد سخروا الكثير منها لخدمة العمل النقابي ، بينما اليوم بات الترشح لهذا المنصب مقتصراً على اصحاب رؤوس الأموال من غير اصحاب الايدولوجيا و (الحس الوطني الشعبي ) و هذا رأس مال جشع لا يهمه الا تنمية ثروته و استغلال المنصب من اجل ذلك ، الأكثر خطورة هو ان المال في الحالة الأمريكية كان مصدر رفض من المرشحين و الناخبين و توحد الجميع ضده اما في حالتنا النقابية فان مرشح رأس المال بات مصدر وحدة و اجماع و هذا دليل انتهازية المرشحين و ضعف وعي الناخبين .
الشيء الوحيد المتشابه في الحالة الأمريكية و النقابية الصيدلانية هو انتهازية المرشح الديموقراطي (بيت) و الذي رغم معارضته لبلومبيرغ الا انه لا يمانع الاستفادة من أمواله لتحقيق أهدافه الخاصة حتى لو اختلف معه فكرياً ، و مثل هؤلاء موجودين بيننا فالوصول للكرسي يبرر التحالف مع رأس المال حتى لو اختلفوا معه اديولوجياً خصوصاً اذا كان الوصول له دون دفع قرش واحد ، فمرشح رأس المال رقبته سدادة.