مرتبط
الأكاديمية المصرية ا.د/ناديه حمدي تكتب: “علم الأورام البيوكيميائي” والصيدلية الجينية و/أوالطب الدقيق/ الشخصي
ا.د/ناديه حمدي – أستاذ ورئيس قسم الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة، جامعة عينشمس، مصر تناقش بعدد المجلة لشهر يوليو ٢٠٢١م
علاج السرطان يمثل تحديًا كبيرًا لإستمرارية إستدامة الرعاية الصحية (رؤية مصر ٢٠٣٠)، بإستخدام العلاج الكيميائي قد تزيد السُمية وقد يحدث مقاومة من الخلايا السرطانية للأدوية، هذا يثير جدلاً “هل تنجح الأدوية في علاج السرطان والتخلص من خلاياه المميتة؟” لتأخير النهاية (بإذن الله)، والبقاء علي قيد الحياة مدة أطول؟ “والموت في يوم آخر” أو أن الأدوية نفسها قد تتسبب في “الموت بطريقة أخرى” بمعني أن الموت عندئذ بسبب آخر غير السرطان ؟!
يفرض هذا الجدل تحديد العوامل الوقائية الكيميائية و/أو العلاج الكيميائي التي يمكن أن تستهدف معظم، إن لم يكن كل “السِمات المميزة للسرطان” وترجمتها إلى “سِمات مقاومة الأدوية” بطريقة تنظم انتشار خلايا السرطان، مع حدوث الحد الأدنى من الآثار الجانبية أو السمية للأنسجة والأعضاء المتعددة، مع بقاء المريض على قيد الحياة لعدد من السنين أكثر من المتوقع.
يمكن تحقيق ذلك من خلال الأبحاث المتطورة مثل تهديف العلاج للخلايا السرطانية فقط، وهذا الاستهداف المحدد يتم باستخدام تقنية النانو، واستخدام الأدوية من الطبيعة ذات السمية الأقل و/أو تقنية (إعادة استخدام الأدوية) الأدوية المجازة سابقاً من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية لعلاج مرض آخر غير السرطان، إن أثبت إختبار هذه الأدوية في مرض آخر أو لعلاج السرطان فاعليتها، وسيحقق ذلك بيئة خضراء وتنمية مستدامة في مجال تصميم الأدوية وتطويرها، وهو المحور الرئيسي لـمجال “علم الأورام البيوكيميائي” لإدارة مشاكل السرطان، والحفاظ على التوازن بين تكاثر الخلايا الطبيعي والموت الطبيعي والموت المبرمج والإلتهام الذاتي للخلايا السرطانية والخلايا الجذعية السرطانية، بالإضافة إلي الخلل في تنظيم دورة حياة الخلية.
إن الفهم العميق ومعرفة الأصل الجيني لهذه البصمات الكيمياء حيوية في مجال مرض السرطان سيفتح طرقاً جديدة للتحكم في مقاومة الخلايا السرطانية للأدوية والإقلال من السُمية والآثار الجانبية للأدوية.
مع الأخذ في الاعتبار؛
أولاً، أنه لا يوجد دواء واحد يمكن أن يستهدف جميع سِمات السرطان، ويُحسن التمثيل الغذائي للدواء، ويَحِد من مقاومة الخلايا لأثر الدواء.
ثانيًا، لا يوجد علاج واحد يمكن أن يستهدف جميع أنواع السرطان أو يمكن أن يناسب جميع مرضى السرطان أو حتى مريض واحد يعاني من مجموعة متنوعة من الأمراض بالإضافة الي السرطان أو مريض واحد يتعرض لمؤثرات بيئية مختلفة!
ومن ثم، فإن تصميم وإنتاج الأدوية وعوامل الوقاية الكيمياء حيوية التي تعمل على هذه الأهداف الجزيئية لعلاج السرطان، تعتبر ذات أهمية كبيرة للطب الشخصي والصيدلة الجينية والعلاج الدقيق.
دمتم بصحة.
ا.د/ناديه حمدي – أستاذ ورئيس قسمالكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة، جامعة عينشمس، القاهرة، جمهورية مصر العربية