مرتبط
الأكاديمي المصري د. خالد مصيلحي يكتب : ولازال خريج الصيدلة تائهاً …أين الطريق؟؟
د. خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ مساعد بكلية الصيدلة جامعة القاهرة
نعيش هذه الأيام أيام فرح بمناسبة ظهور نتائج الكليات وارتقاء البعض الى السنة الأعلى او التخرج بعد سنوات تعب وكفاح يحصل خريج كلية الصيدلة على شهادة البكالوريوس ويقف بها في مفترق طرق سوق العمل لا يعلم أي طريق يسلك هل يسلك طريق الصيدليات المجتمعية ام طريق المستشفيات والصيدلة الاكلينيكية او طريق انتاج الدواء بالشركات او التسويق والدعاية او ضمان الجودة او البحث العلمي وغيرها من مجالات مختلفة في سوق العمل الصيدلي يقف امامها الخريج حائر اين سيجد نفسه واي طريق مناسب له خاصة انه ليس بالضرورة ان صديقه القديم نجح في مجال الدعاية والتسويق انه سينجح مثله وانا شخصيا تصل لي رسائل عديدة من طلابي بعد التخرج يسألوني عدة أسئلة:أي الطريق أنسب له في الطرق السابق ذكرها؟ وهل البورد الأمريكيمهمام أفضل دبلومة التغذية العلاجية أو دبلومة مستحضرات التجميل او التحاليل الطبية ام دكتور الصيدلة المعروفة باسم فارم دي أم ماجستير كلنكال ام أم أمأم أسئلة كثيرة يسألها معظم الخريجون وكلها دراسات لاتمت بصلة لبعض ويسألها نفس الشخص دليل على التشتت وعدم فهم للغرض والهدف من كل دراسة من هذه الدراسات. ودائما اجابتي عليها بسؤال أخر فمثلا من يسألني عن البورد الأمريكي او أي من الشهادات السابقة اسأله لماذا تريد الحصول عليها يرد بإجابة متوقعه مش عارف او بسبب ان صديق لي اخذها وهل صديقك عمل بها او طبقها او استفاد منها في مجال عمله في الغالب لا
فالغرض من أي شهادات إضافية هي صقل مهارات وعلوم معينة انت مستهدفها في مجال عملك وعصر تعليق الشهادات على الجدران انتهى من زمان وأصبحت العلوم تتطور اسرع من البرق والتعليم المستمر مطلوب كل يوم وليس كل شهر لكن بترتيب أولويات ووضع رؤية وهدف تريد الوصول اليه بهذه الشهادة والتفكير يكون بطريقه عكسية أي طريق أسلك في مجال العمل ومنها استطيع معرفة الدراسات التي تساعدني في هذا الطريق فلو أخذت مثلا دبلومة في التغذية العلاجية وقضيت حياتك في صيدلية مجتمعية ماذا فعلت بالشهادة بل خلال شهور قليلة ستنسى تماما كل اساسيات التغذية العلاجية التي درستها في غياب التطبيق الفعلي والعملي لما درسته حتى ستفقد أي تحديث في هذا المجال وانت بعيد عن العمل به وتحولت شهادتك لبرواز جميل في جدران حجرتك تتألم كلما تراه لأنك لم تعمل بها شيئا ولم تستطيع تطوير وتطبيق اساسياته عمليا ولايوجد طريق افضل من طريق فكل الطرق والمجالات في سوق العمل مفتوحة لكن عليك حسن اختيار المناسب لمهاراتك وقبلها شغفك في هذا المجال وحبك له والبعض يسأل الأن كيف أعرف الطريق الصحيحوكيف أعرف اني أحبه ام لا وهنا سنضع روشتة من أربع نقاط او توصيات بسيطة تستطيع نقل صورة مبسطة لكل مجالات سوق العمل للطالب اثناء الدراسة في الكلية منذ أول يوم وحتى اخر يوم حتى يعيش الطالب في أجواء ومجالات سوق العمل وخلال سنوات دراسته يستطيع تحديد طريقه وأين يجد نفسه وعندها يستطيع تحديد الدراسات المناسبة التي تساعده في تطوير نفسه في هذا الطريق:
1- لابد الاستعانة بالمتميزين في سوق العمل في الشركات والمستشفيات والصيدليات في تدريس أجزاء من مقررات برنامج كليات الصيدلة مثل التسويق والصيدلة الاكلينيكية ورقابة الجودة وإنتاج المستحضرات الصيدلية لسد الفجوة الكبيرة بين المقررات الأكاديمية وحقيقة سوق العمل ونقل خبرات هؤلاء العاملين بسوق العمل الى طلابنا وفتح قنوات اتصال بين هؤلاء الخبراء وطلابنا ليستفيدوا منهم ويناقشوهم في مستقبلهم
2- علينا تقبل أراء أصحاب وخبراء سوق العمل في تطوير مناهجنا سواء بالحذف او بالإضافة او التغيير لأنهم على دراية بكل ماهو جديد في سوق العمل ويستحق دراسته واضافته لمقرراتنا والتخلص من الجمود الأكاديمي والتخلص من حشو معلومات لاتغني ولاتفيد في سوق العمل واستبدالها بالمتغيرات السريعه والمواد والمجالات الجديدة مثل اقتصاديات الدواء واليقظة الدوائية وعلوم الجينوم وتأثيرها على الدواء مع الاحتفاظ بالهيكل الأساسي لمقرراتنا ولكن شريطة تطويرها من مراجع حديثة ويكون التطوير بمعدل كل فصل دراسي وليس كل خمس سنوات
3- تنظيم ملتقى لخريجي أخر 3 سنوات مع طلاب السنوات الأخيرة في الكلية داخل أروقة الكلية وفتح مناقشات صريحة منظمة يعرف من خلالها الطلاب من حديثي التخرج الصعوبات التي قابلتهم بعد التخرج والمهارات الناعمة soft skills التي احتاجها بعد التخرج و لاتدرس في الجامعات وكيف وصل لوظيفته ومزايا وعيوب كل مجال عمل والاجابات هنا أصدق من أي حد لأنها صادرة من شخص سلك الطريق بالفعل وعلى ما أعتقد هذا الملتقى الذي قد يستمر 4 او 5 ساعات قد يوفر سنوات قد تضيع في حياة خريج تائه ان لم تتاح له فرصة هذا الملتقى ولابد من الخروج بتوصيات من هذا الملتقى وتعلن على مواقع الكليات يستفيد منها الطالب والأستاذ وان يكون لها مردود إيجابي على مناهجنا واسلوب تدريسنا والأهم تشكيل ألية تفكير الطالب في مستقبله بعدان شاهد وناقش تطور سوق العمل مع حديثي التخرج
4- لابد من توفير سنة أشبه بسنة الامتياز في كليات الطب لطلاب الصيدلة قبل التخرج مباشرة وتكون سنة ميلادية 12 شهر ولابد ان نكون جادين ان تكون عام عملي بالفعل ولا نخدع انفسنا بعام أخر نظري تحت مسمى تدريبي فقط على الورق على أن يقضي فيهم الطالب 3 اشهر في المستشفيات و3 اشهر في الشركات ومصانع الأدوية و3 أشهر في الصيدليات المجتمعية و3 أشهر في التسويق والمراكز الحديثة مثل معلومات الدواء واليقظة الدوائية والتسجيل ورقابة الجودة ولابد ان تكون هذه السنة عملية كلها ويتم تقييم الطالب من قبل القائمين في كل مجال ويستطيع الطالب التعايش بطريقة علمية وعملية في كل مجالات سوق العمل ويستطيع تحديد هدفه وشغفه بأي مجال منهم ومعرفة الدراسات المطلوبة بعد التخرج لتطويره في هذا المجال وممكن من خلال هذه السنة فتح مجال عمل للمتميزين فالشركة او المستشفى تستطيع أن تنتقي المتميزين منهم بعد التخرج
وختاما لتحسين صورة المنتج الرئيسي لكليات الصيدلة وهو الخريج وجعله خريج متميز علينا ابداء المرونة فعليا لنقل سوق العمل داخل مقرراتنا وكلياتنا وبطريقة مستمرة ومنذ اول يوم في الدراسة وبالرغم ان جميع مقررات كليات الصيدلة في العالم كله متشابهة لكن ألية التدريس ودمج سوق العمل مع الأكاديميا هو الفارق الوحيد بين خريج كل كلية مما ينعكس على فرص عمل أكبر للخريج كلما كان متميزا ومتسلحا بمهارات في التفكير والعمل تجعله يقتحم سوق العمل المحلي والعالمي بكل قوة ويضيف قيمة لكل مكان يعمل به.وقبل ان نضع الأربع نقاط السابقة في تقاريرنا وخططنا الورقية لابد ان نضعها في خططنا التنفيذية لأن سوق العمل لا يعترف الا بالخريج المتميز عملياوليس على الورق فالمهارة هي مزج للمعلومة وطريقة تطبيقها مهنيا مع سلوك ومميزات شخصية للخريج…