صناعة الأدوية في الأردن وتطبيق التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي

كتبت د. د. افرودايت مرجي:
‎تعتبر صناعة الأدوية في الأردن واحدة من الركائز المهمة للاقتصاد الوطني، حيث تُعد من بين أكثر القطاعات تطوراً في المنطقة العربية.

يشهد هذا القطاع نمواً مستمراً بفضل الاستثمار في البحث والتطوير، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للمصانع المحلية التي تُنتج الأدوية وفقاً للمعايير العالمية.
‎في السنوات الأخيرة، دخلت تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) إلى قطاع الأدوية في الأردن، مما غير طريقة العمل في العديد من المجالات، لا سيما في تحسين فعالية الأبحاث الطبية، واختصار الوقت في تطوير الأدوية، وكذلك في تسهيل عمليات التصنيع.

وفي مجال الصيدلة، أثرت هذه التقنيات بشكل إيجابي على دور الصيدلي. وعلى الرغم من الانطباع العام بأن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل دور الصيدلي البشري، إلا أن الواقع يظهر أن هذه التقنيات تهدف إلى تعزيز هذا الدور، وليس استبداله، إذ يساعد الذكاء الاصطناعي الصيادلة في تقديم استشارات صحية دقيقة باستخدام البيانات الكبيرة والتحليل التنبؤي.

على سبيل المثال، يمكن للصيدلي الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمراجعة تفاعلات الأدوية أو لتحليل التاريخ الطبي للمرضى بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يسمح له باتخاذ قرارات مدروسة بشأن العلاجات المناسبة.
‎علاوة على ذلك، يمكن أن تساهم التقنيات المبتكرة في تحسين جودة الخدمة الصيدلانية من خلال أتمتة المهام الروتينية مثل تحضير الوصفات الطبية، مما يتيح للصيدلي تخصيص المزيد من وقته للتفاعل مع المرضى وتقديم النصائح الصحية.
‎من أجل مواكبة هذه التغيرات التكنولوجية، يجب على المؤسسات التعليمية والصحية في الأردن تحديث برامجها التدريبية لتعزيز مهارات الصيادلة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما أن هناك حاجة لتطوير البنية التحتية الرقمية في القطاع الصحي لضمان التكامل بين الأنظمة المختلفة.
‎في الختام،

تبقى التكنولوجيا في خدمة الإنسان، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز من دور الصيدلي في تحسين الرعاية الصحية، إذا تم استخدامه بالشكل الصحيح وبتوجهات تدعم التفاعل البشري، يتطلب هذا الأمر التكيف مع التحولات الرقمية وتدريب القوى العاملة على أحدث الأدوات والتقنيات لتوفير خدمة صحية أفضل وأعلى جودة.