مرتبط
د. جبر جبر يكتب: نقابة الصيادلة بين الواقع والمأمول

ينقسم الزملاء والزميلات إلى عدة أطياف فيما يخص نقابة الصيادلة، ويجتهد الكثيرون في تشخيص أسباب عزوف السواد الأعظم عن نقابتهم. لا أرغب في أن أكون من بين هؤلاء المجتهدين، لكن ما لا يختلف فيه هو أن مجالس النقابة المتعاقبة لا تهتم بالناخب إلا خلال فترة الانتخابات، ولا تسعى بعد ذلك إلى تفعيل دور الزملاء والزميلات بشكل منهجي ومدروس ينتهي بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات.
وجهة نظري:
- لا أعتقد أن الانتخاب وسيلة فعالة لإيصال الشخص المناسب إلى المكان المناسب، إذ يعتمد على العديد من المتغيرات، التي لا تشكل فيها الكفاءة النسبة الأعلى، بل تلعب المعرفة الشخصية، ومزاج الناخب، ومدى قرب المرشح من الناخبين، دورًا مؤثرًا.
- رغم هذه القناعة، إلا أنني أحرص على ممارسة حقي في الانتخاب (مجالس الطلبة، النيابة، البلدية، النقابة)، لأنه حق يجب ممارسته لعدة أسباب:
• ما نعتبره اليوم حقًا متاحًا هو أمر يفتقده الكثيرون في دول أخرى، كما أن هذا الحق لم يُمنح بسهولة، بل جاء بعد كثير من الجهد والمعاناة، لذا يجب أن نحافظ عليه ونعمل على تطويره.
• لكي أمتلك مبررًا لمراقبة أداء الجهات المذكورة أعلاه.
• قد أتمكن من اختيار شخص يكون في وجوده نفعٌ وتحقيقٌ للصالح العام.
• للمساهمة في تضييق الخناق على من لا يستحق.
إذًا، ما الذي اختلف اليوم؟
لقد أصبحت المهنة تخضع لنظام تجديد مزاولة العمل، مما يعني أن الاشتراك في النقابة وتسديد الالتزامات المالية لم يعد خيارًا يمكن الاستغناء عنه كما كان في السابق. وبناءً على ذلك، من المتوقع أن يزداد عدد الصيادلة الذين يحق لهم التصويت، سواء في هذه الدورة الانتخابية أو في الدورات القادمة.
وبالتالي، يقع على عاتق مجالس النقابة مسؤولية دمج الهيئة العامة في عمل النقابة وتعزيز دورها، كما أن من واجب الهيئة العامة التفاعل الإيجابي والمشاركة الفاعلة لإحداث التغيير المنشود، حفاظًا على أموال النقابة وحقوق الصيادلة، والسعي إلى تأسيس نقابة عصرية تسهم في تطوير المهنة والارتقاء بمستواها