النقابي د. يوسف جاد الله يكتب: اللجان النقابية… نظرة فاحصة مابين الصفقات والمحاصصة …

النقابي د. يوسف جاد الله يكتب: اللجان النقابية… نظرة فاحصة مابين الصفقات والمحاصصة …
من متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي يبدو واضحاً ان عدم الرضى كان طاغياً على كافة الاطياف . حتى البعض القليل الراضي كان متحفظا جداً واستند الى احلام المستقبل .
ان عدم الرضى الواضح دفعني الى محاولة فهم ما حدث ، وفي الوقت الذي وصف به بعض الزملاء قرارات تشكيل اللجان  بانها احدى علامات التخبط الذي يعيشه مجلس نقابتنا كان لي نظرة مخالفة وهي ان القرارات اتخذت وفق صفقات تم الاعداد لها بتغييب متعمد لبعض الزملاء .
ارجو ممن يقرأ هذه النظره الفاحصة ان يعلم انني أكنُ كل الاحترام لمن عين في هذه اللجان ولا اريد من تحليلي الانتقاص من اي زميل . ولكن ما يحمله هذا التحليل من نقد الاداء نظرا لتغليب الصفقات على المنطق والصواب يجعلني اتناول الموضوع  بطريقة مخالفة ، فإنا لا  اريد ان ينطبق علي قول الشاعر ابو الأسود الدؤلي …لا تنهى عن خلق وتاتي بمثله ….
استبشرت الهيئة العامة ” الشباب ” خيراً بانتخاب مجلس شاب ، وعلقت الامال الكبيرة ان شباب المجلس عامة والزملاء في المجلس الذين حملوا لواء الشباب خاصة ان يأتوا  بتشكيل للجان بشكل مختلف يمثل فيه اصحاب الجرح انفسهم وانا اقصد هنا  الصيدليات  بالذات ، لانهم هم الذين يعانون وهم الذين يتهددهم الخطر الحقيقي جراء القرارت الفوقية التي تصدر بتغليب فردي لذوي المصالح الاوسع ، فتمثيل الصيدليات كان يجب ان يكون حصرا على الصيدليات فقط ، فعندما حدد القانون تقسيمات عضوية اللجنة العليا فان المشرع اراد ان يمثل كل قطاع خير تمثيل بحيث يكون شريكا كاملا  في القرار .
ان تمثيل الصيدليات اختزل من حيث التمثيل الى جزء صغير  حيث شغل المقعد مالك اكثر من صيدلية و٢مستودع  و مصانع ) .كان الامل ان تتمثل الصيدليات حتى ولو عن طريق المحاصصة لتعطى الى زملاء اصبحوا مكونا رئيسيا بالمجلس وعندهم من يمثل الصيدليات الفردية خير تمثيل .
من هنا بدأ العقل يخزن ان المحاصصة تم صنعها لصالح الصفقات ، ما عزز هذا الامر ان التمثيل الشبابي غاب حتى عن الكرسي الثاني في اللجنة العليا وغاب ايضا بديل اخر كان يمكن مراعاته وهو تمثيل   قطاع المستودعات الكبيرة ، وهو القطاع الذي اخذ المجلس على عاتقه منذ اللحظة الاولى لاستلامه المسؤولية في تهميشه بطريقة اصبحت النقابة  معها كانها نقابة الفئة الواحدة  وعلى الرغم من قناعتنا ان هذا القطاع حقق مصالحه الا اننا نعتقد ان اقصاءه لن يكون من مصلحتنا فهو شريك وشريك كبير وقوي شئنا أم أبينا .
ان تمثيل تيار بعينه يحمل توجهات عقائدية معينة في اللجنة العليا سيؤدي الى تعمد تجميد اعمال هذه اللجنة التي كنا نعول عليها كثيرا لتعديل نسبة المصاريف الادارية للصيدليات او اعادة هيكلة نسبة الربح وتعديل سعر  الكوست -بابليك وغيره .
ان  تشكيل اللجان والشعب الاخرى تعزز نظرية الصفقة التي تمت بين مكونين فقط من مكونات المجلس في اقصاء واضح لفكر المكون الثالث .
ان الذين  تعمدوا اقصاء المكون الثالث فعلوا ذلك لجعل الهيئة العامة  تبتعد عنهم .
كنا نخاف على نقابتنا من المحاصصة فأصبحنا نتمنى لو ان المحاصصة قد طبقت لانها تبقى ارحم من الصفقات التي تمت .
من اهم الشعب التي تلفت النظر هي شعبة اصحاب الصيدليات ، فعدم اعطاء رئاستها لمن هم يدافعون عن فكر الزملاء الثلاثة الذين يشكلون ٧٥٪‏ من تمثيل اصحاب الصيدليات يعزز مبدأ الصفقات ،ما هي تلك الصفقات  ؟؟ ننتظر  الايام القادمة لتؤكد او تنفي مخاوفنا التي تشير الى انه سيتم اقصاء نشطاء اصبحوا يشكلون صداعاً مستمراً لمن يعملون  بسياسة التروي والتخطيط البطيء واعينهم تنظر باتجاه عام ٢٠٢٠ .
هي محاولة نجحت لتكريس عقلية المزرعة على مرآى ومسمع رافضي عقلية المزرعة .
ما حصل اليوم هو كارثة مهنية ستحمل معها تناقضات كبيرة كان على بعض اعضاء المجلس وهم يعقدون الصفقات ان يحسبوا حسابها لان هذه الصفقات كان  اخر همها شباب الصيدلة الصاعد الطامح هؤلاء الذين بدأو للتو شق طريقهم ان صح التعبير.
واسأل الله العلي العظيم في هذه الأيام المباركة  ان اكون  مخطئاً في تحليلاتي وساكون اول الفرحين اذا ثبت ذلك  لان همنا هو مصالح صغار المستثمرين وبتحقيق مصالحهم تصلح المهنة .

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: