د. مريم شحادة تنعى استاذها د. هنطش الحموري

د. مريم شحادة تنعى استاذها د. هنطش الحموري

بقلوبٍ تنزِف ألماً وَ مؤمِنة بِقضاءِ الله وَ قَدَرِه تلقيت خَبَرَ وفاة دكتوري ومعلمي#د_هنطش_الحموري….

سَقَطَت دَمعَتي حينَ سَمِعتُ خَبَر وفاتِه، تساقَطَت بَعدَها دموعي بِغزارة، وَ اختَفَت نبضات قلبي حتىشَعَرتُ أنني سأُفارِق الحياة، رَحمَكَ الله دكتوري…

لستُ أدري لماذا كلما حاولت أن أقول فيكَ كلمة رثاءٍ تَنسابُ الدمعة من عيني، لم أكنْ يوماً أَدري أوأتوقع أني سأكتب عند وَفاتِك، أو أكتب لكَ وأنتَ في دارِ الحق، لكنها الأقدار كَتَبَت أن أكتُب لَك وَ قلبييَعتَصِر ألماً لِفُراقِك.

في كلية الصيدلة، وَ في جامعة الزَرقاء، هُنا بَدأت الحِكاية.

المُتأمِل في دكتور هَنطَش، يراهُ ذلكَ العالِم الواثِق الخُطى، الذي لا تَهتز في رأسِه شعرة، عندما كُنَّا نَراهُيمشي في الكلية لم نتوقع أنَّه قمة في الطيبة والعَطفِ وَ الحَنان، لَم نَكُن نَعلَم أنه بِمِقدار ما يحوي دِماغَهُمِنَ العُلوم، قلبَهُ يتسع عَطفاً وَ حناناً لمشاكِل الكلية كُلَّها.

إن كانَ وَ قَد حُظيتَ بأن تَكونَ أحد تلاميذ الدكتور هَنطَش، فأنتَ قد كَسِبتَ الكَثير الكَثير، لا أقصُد العلومالطبية الصيدلانية فقط، فأنتَ بحوارٍ بَسيط معه تكون قد كَسِبت معلومات تاريخية ثقافية اجتماعية رُبما لَوأردتَ البَحثَ عَنها لَن تَجِدَها إلا إذا أطَلتَ البَحث بينَ صَفحات الكُتُب.

لا زِلتُ أذكُر أوَّل مُحاضَرة لي عنده، وَ أول كلام لكَ عِندما عَلِمتُ أن اسمي مريم، حينَها قُلت بأنَّه مِنأحب الأسماء إليك، وَ أختم ذاكِرَتي بآخِر لقاء بي مَعك بعد تخرجي، لا أنكِر أنني كُنتُ دائماً بِحاجةلنَصائحك وتوجيهاتِك التي كانَت نابِعة مِن قلب أب وَ أخ وَ صديق وليسَت فَقط مُعلم يَحمِل أعلىالشِهادات.

في هذهِ اللحظة راوَدتني نَفسي أن أقرأ كلماته التي خطَّها لي على دفتَر التخرج، حينَما لَم يَجِد صَفحةفارِغة ليَكتُب لي فَكَتَب؛ قَد يَحتاجُ الإنسان لِمُهندِس ليُرَتِّب له أفكاره ليعبر عمَّا يَجولُ بخاطِرِه تجاه نجاحأبنائِه على صَفحة مُشتَرَكة..

كَم هي مؤلِمة أن تَقرأ هذه الكلمات بَعد فُراقِ مَن كَتَبَها،،

مُعلمي…

سلامُ اللهِ عَليكَ،،،

سلامٌ على روحِكَ الطاهِرة،،،

سلامٌ لكَ بِمقدار ما منحتنا مِن علم،،،

سلامٌ لكَ بِمقدار خوفِكَ على مُستقبلِنا،،،

سلامٌ لكَ بِمقدار حبِّكَ لنا،،،

سلامٌ لكَ بِمقدارِ ما نَحمِلُهُ لَكَ بِقلوبِنا مِن حبٍ وَ احترام وَ تَقدير،،،

ما زالَتُ كلماتك الرنَّانة في مسامعي

لقد عَهدناكَ مُحِباً للحياة لا بل، عاشقاً لها، تُنثِر التَفاؤل والأمل بكلماتِك، متواضعاً كما السنابل المُمتَلِئةبِالقَمِح، لا بَل كنتُ مُمتَلِئاً بالعِلِم.

المجدُ لِروحِكَ الطاهرة، المجدُ لِعلمِكَ الوافِر، المَجدُ للأب والدُكتور والمُعلِّم والقُدوة، المَجدُ لك وَ لِروحِكَالسَلام، جسَدَكَ غابَ وَ عِلمُكَ وَ ذِكرُكَ لَن يَغيبُ أبداً.

يا مَن كُنتَ عِلماً يَمشي على الأرض، لن نَنساكَ ما حَيينا سَتَبقى خالِداً في قُلوبِنا، سَتَبقى خالداً في عُقولِنا،الناسُ موتى وَ أهلُ العِلم أحياءٌ، المَوت للأشخاص العاديين، أما أهل العِلم وَ أصحابُ الأثَر، فَهُم باقون مابَقِيَ عِلمُهُم.

نم يا معلمي قريرَ العين، مُطمَئن النفس، بلا حدٍ، و لا انتهاء، فَـ إلى جنَّات الخُلد.

رحمةُ الله عليكَ يا مَن أفَضتَ بِعلمِكَ عَلينا، رحمةُ الله عليكَ يا مَن عامَلتَنا كأولادٍ لك، ليسَ فقَط تلاميذُك.

اللهمَّ ارحم 《 د.هنطش 》وأكرِم نُزُلَه واحشُره في عليين مع الأنبياء والشُهداء والصالحين والصدِّيقين

اللهمَّ اغسله بالماء والثلج والبَرَد، ونَقِّه مِن الذنوبِ والخطايا كما يُنَقَّى الثَوبُ الأبيض مِنَ الدَنَس

اللهمَّ تجاوَز عنه، اللهمَّ أبدِل سيئاتِه حَسَنات، اللهم أعطه حسنة بكلِّ حرف علَّمنا إياه، اللهمَّ إنَّكَ عفوٌ كريمتُحِب العفوَ فاعفُ عنه

اللهمَّ ادخِله الجنة مِن غَيرِ حِساب ولا سابِقه عذاب، اللهمَّ اجعل مثواه الفِردَوس الأعلى، اللهمَّ لا تَحرِمناأجرَه ولا تَفتِنَّا بَعدَه، واغفِر لنا ولَه

《 اللهم آمين 》.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: