مرتبط
د. حنين عبيدات تضع النقاط فوق الحروف في قضية وقف زيادة ضريبة المبيعات – مسار الأحداث والتطورات
#العناوين :
*ماقبل الإعلان عن زيادة الضريبة .
*تعامل النقابة وقت اعلان الضريبة .
* لماذا الغت النقابة الاجتماع الحاشد … وحيثياته.
*المؤتمر الصحفي وما ترتب عليه .
*اجتماعات المجلس وما نتج عنها .
*القرار بالتراجع عن زيادة الضريبة على الدواء .
في كل حدث وموقف وخبر وتصور تتكشف لدي أفكار كثيرة في مواطن كثيرة ، أسهب في تفكيري في شتى الحقول لأرى ما أراه من وجهة نظري التي يراها البعض جيدة والبعض الآخر سلبية ، فكل له عقله ومدى تفكير خاص به يحلل الأمور كما يرى .
زملائي الصيادلة سأكتب تصوري عن المشهد الحقيقي الذي كان في الايام الماضية حول إلغاء الضريبة على الدواء ودور نقابة الصيادلة بهيئتها العامة حول هذا الموضوع .
بداية ، فإن موضوع زيادة الضريبة على الدواء كان قد نشر قبل إعلان الحكومة عنه وقد تحاورنا حول هذا الموضوع ، لكن معظم الزملاء لم يهتموا لذلك ، وامتعظوا من الحديث واعتبروه سلبيا ، فكان من وجهة نظري ان تتحرك النقابة وقت نشر الموضوع وليس عند إقراره ومع ذلك أعلنت الحكومة عنه ، وكانت نقابة الصيادلة أول من طالب بوقف الزيادة على الضريبة على الدواء إيمانا بإنسانيتها تجاه المواطن والشعب .
فبناء على ذلك ، تم الاعلان عن إجتماع عام ومؤتمر صحفي يضم النقابات والصحافة ومؤسسات المجتمع المدني والنواب وغيرهم وكان الجميع متأهبا وجاهزا لحضور الإجتماع ولكن وفي تمام الساعة الثانية عشر ليلة الاجتماع فقد تم الغاء صفحة ( فعالية الاجتماع ) من الفيس بوك وتم ارسال رسالة للهيئة العامة بإلغاء الاجتماع وبقاء المؤتمر الصحفي فمن وجهة نظري فإن الالغاء وقتها كان بتعليمات واضحة ومحددة من الجهات المعنية ، حتى لايترتب عليه من وجهة نظرهم حشود تؤدي الى اعتصامات وخصوصا انها مرفوضة في هذا الوقت لأن الأردن تحت حالة الطوارئ للآن بسبب الاحداث الارهابية السابقة.
عُقد المؤتمر الصحفي فجاء لحضوره البعض من الهيئة العامة والعديدين للمشاركة ولم يكن الحضور كبيرا وهذا شيء طبيعي ، ولكن تغيب النواب ما عدا النائب خالد رمضان والاتصال بهم لعدم الحضور كان شيئا ملفتا جدا !! وتغيب نقباء اكبر النقابات ( الاطباء ، المهندسين ، المهندسين الزراعيين) كان بالنسبة لي عليه اشارات استفهام وكما قيل بأن عدم دعوتهم قد سقط سهوا !!! وهل هذا يعقل ياسادة !! أم أن حزبي وحزبك وموقفي وموقفك اتجاهي السياسي واتجاهك السياسي كان سيد الموقف وقتها ، لربما !!
كان مؤتمرا رائعا يحمل في طياته الكثير من الوطنية التي نحتاجها ونريدها ، فبعد المؤتمر ذهب النقيب عطوفة د. زيد الكيلاني لمقابلة امين عام وزارة المالية ومدير الضريبة وعدد من اصحاب المستودعات وعدد من الشخصيات المتنفذة ، وكنا في انتظاره لنرى ماحدث معه من مستجدات لأن التفاوض والحوار هو الأساس للحصول على مانريد بالحجة والبرهان ، عاد النقيب وقال : ( أنه لايمكن الغاء الضريبة لأنها قانون وإرادة ملكية ) وأن الامين العام لوزارة المالية قال له : لاتحاول معنا بذلك خلال مفاوضته لهم وبناء على ذلك اقترح وقتها ما دام ان الضريبة ستبقى ستتكبدها المستودعات!!
ولكن السؤال المهم؟
هل قَبِل اصحاب المستودعات بذلك ام لا !!! لم تكن هناك إجابة لانهم لم يبدوا ارائهم !
فطالب الزملاء المجتمعين في النقابة وقتها بالتصعيد وعمل فعاليات ضد الحكومة ، وكان من رأيي أن التفاوض والحوار بأن الضريبة على الدواء هي مكلفة على الدولة أكثر من ايرادها هو الأفضل ، وان التصعيد غير مجدي وغير لائق في هذا الوقت أن نتحملها نحن الصيادلة لوحدنا ونحن أصحاب حقوق عاجلا ام اجلا نريد حقوقا لنا فلربما بالتصعيد والاعتصامات فإن الحكومة قد تضعنا نصب عينيها لتنتقم منا على ما نفعله وذلك بحرماننا من حقوقنا برأيكم هل هي قادرة ام لا!!!! ،
لم يقبل الزملاء وقتها كلامي واردوا التصعيد والفعاليات ضد القرار ،
ونتيجة لذلك اجتمع المجلس ونشر البيان الاول والذي كان فحواه :
أولاً: توجيه الدعوة إلى رؤساء وأعضاء اللجان الفرعية والمحلية والشعب الصيدلانية المعنية يوم غد الاثنين، في تمام الساعة الثالثة عصراً، لاطلاعهم على الجدول الزمني للفعاليات والتحركات القادمة التي ستنظم في العاصمة وبقية المحافظات.
ثانياً: إطلاق حملة وطنية للمطالبة بإلغاء ضريبة المبيعات على المرض، تشمل كافة القطاعات المهنية وهيئات المجتمع المدني والتجمعات الشعبية.
ثالثاً: إجراء الترتيبات لجمع تواقيع المواطنين في النقابة ضمن عريضة وطنية للمطالبة بإلغاء الضريية على الأدوية، وذلك بالتعاون مع مجمع النقابات المهنية والمؤسسات الصيدلانية والمنظمات الأهلية.
رابعاً : الإعداد لفعالية مركزية وطنية حاشدة بالتعاون مع مجلس النقباء خلال الأسبوع القادم.
خامساً: يبقى مجلس النقابة في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموضوع، مع بقاء الزملاء والزميلات على أهبة الاستعداد وفق المستجدات.
** بالنسبة لي فقد اعترضت على الاسلوب وبرأيي أن التفاوض هو سيد الموقف لنكون في صف القوى التي تطالب بالحقوق بكل سلاسة لان التصعيد والفعاليات ضد الحكومة تجعلنا في موقف ضعيف لاحقا اذا طالبنا بحقوق وهذا شيء طبيعي لأن الحكومة بيدها القرار غالبا فلماذا نحمل سلاح قضية وطن يجب ان يكون فيها جميع الاطراف الشعبية من النواب ومؤسسات المجتمع المدني وكل النقابات واننا لو بقينا وحدنا لن يسمع صوتنا احد ، فطالبت بأن تجتمع كل الاطراف بهذه القضية حتى يتحقق المراد وحتى نكون نحن الصيادلة لنا عينا قوية لاحقا للمطالبة بالحقوق ، حقوقنا نحن كصيادلة واجبة فبقاء حبل الود بيننا وبين الحكومة واجب والاحتفاظ بخط الرجعة واجب !!
هكذا افكر !
وخصوصا ان النقابات الان في فترة ليس لها صوت واضح بسبب طغيان سياسات الحكومة !
اعترض الزملاء على ما كتبت وكل ما كتبت بناء على كلام النقابة ” بأنه يستحيل الغاء الضريبة” ، ومن الطبيعي ان افكر بنفسي كصيدلانية ولي حق ، وكنت اركز وما زلت على حقي اكثر من اي شيء آخر .
فالبعض قالوا ان هذا العمل انساني ويجب ان يكون في مقدمة عملنا ويجب ان نحمي حق المواطن ، وهم لا يدركون اننا مواطنون ايضا لنا حقوق ، لا أعرف مدى الإنسانية وحملة الخصم ضد المواطن اليس كذلك !!
كيف هي الانسانية !!!
وخصوصا ان قناعتي أن الانسانية في ظل هذه الظروف الحكومية الواضحة هي جهود شخصية وليست قرارات حكومية وخصوصا ان الحكومات لم تكن يوما مع المواطن بل ضده بسحق جيوبه والانتقام منه !!!!
نحن جزء مهم في قضية وطنية افتخرنا بتحقيقها امام الشعب ، وافتخرنا بانفسنا أمام النقابيين الاخرين .
بعد ذلك عقد المجلس إجتماعه وتداولت الآراء وكان من رأي اصحاب الخبرات ان تفاوض د. زيد الكيلاني هو الحل الأمثل وان القضية هي قضية وطن فيجب على الجميع حملها فنقابة الصيادلة لوحدها لن تتحمل هذا العبئ لوحدها ، فالقضية قضية مجلس النواب ومن ثم مؤسسات المجتمع المحلي ، فتم اختصار الفعاليات والتصعيد وبقي الامر على التفاوض.
فليلة اعلان قرار الارادة الملكية (بوقف العمل ) بزيادة الضريبة كان ما زال التداول انه لن يتم الغاء الضريبة بينما نقيب الاطباء لمح بذلك ، فكان الافضل ان نسمع هذه التلميحات من نقابتنا ولكن المهم أنه تم وقف العمل بزيادة الضريبة بتوجيهات ملكية.
ياسادة يا كرام هذه الدولة أذكى من أنها تلغي الضريبة بمجرد الضغوطات الشعبية لأننا لنا باع طويل مع سياسات الحكومات المتعاقبة بنزول الشعب على الشارع والمطالبة بحقوقه ولا حياة لمن تنادي ، ولكن عندما وجدت الحكومة أن الية تطبيق زيادة الضريبة على الدواء صعبة وتحتاج الى وقت كبير واليات كثيرة وأنها غير مجدية اقتصاديا فقد تباحثت الحكومة مع مسؤولين كبار في الدولة الذين نقلوا الصورة لجلالة الملك حين عودته من دافوس؛ من هنا تم اعلان الرغبة الملكية (بوقف العمل) بزيادة الضريبة على الدواء .
في الأيام الأخيرة هذه وجدت أن التفاوض والاتفاق والصفقات من أجل تحصيل الحقوق واجبة، فلماذا نقابة الصيادلة لا تستفيد من الحكومة وتصبح صديقة لها ما دمنا فئة من الشعب وخصوصا أن النقابة جائت لانتزاع الحقوق فلماذا لا نحصل على هذه الحقوق بطرق سياسية!!!
فلنفكر بأنفسنا وبحقوقنا وتحقيقها فنحن مواطنين لنا الحق في ذلك .
أشكر من خلال ما كتبت جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني على هذه المكرمة الملكية وأشكر عطوفة نقيب الصيادلة د. زيد الكيلاني الذي كان مرابطا ليلا نهارا من أجل قضية الوطن ، وشكرا لكل من ساهم في ذلك
من أعضاء المجلس والهيئة العامة والنقابات الصحية ومجلس النواب والقوى الاقتصادية المتنفذة .
#حنين_عبيدات