الأخطاء الدوائية … أسبابها وكيفية التعامل معها

الأخطاء الدوائية … أسبابها وكيفية التعامل معها


دائماً ما يكون هدف العلاج باستخدام الأدوية هو إعطاء المريض أحسن فائدة علاجية وتحسين نوعية حياة المريض إضافة إلى تقليل احتمال تعريض المريض لبعض الأخطار الناتجة عن استخدام بعض الأدوية وإن ارتكاب الأخطاء المصاحبة للعلاج بالأدوية قد يحدث من جميع أعضاء الفريق الطبي من أطباء وصيادلة وممرضين وفنيين وغيرهم دون استثناء بصرف النظر عن مستواهم العلمي سواء كانوا من أصحاب الخبرات الطويلة أو المحدودة وكثيراً ما تحدث الأخطاء الدوائية دون أن يتم اكتشافها أو دون أن يتم الابلاغ عنها وتوثيقها أو إخفائها أو التستر عليها .

تعريف الأخطاء الدوائية
يمكننا تعريف الأخطاء الدوائية بانها ( أي حادثة تنتج عن اعطاء دواء خطأ أو بطريقة خاطئة قد ينتج عنها إلحاق ضرر بالمريض أو لايحدث الضرر بحيث أنه يمكن تجنب ذلك إذا تم إعطاء الدواء الصحيح للمريض بالطريقة الصحيحة ) .
معدل حدوث الأخطاء الدوائية بين ممارسين الرعاية الصحية يتراوح معدل حدوث الأخطاء الدوائية بين ممارسين الرعاية الصحية وذلك حسب المعدلات والإحصاءات العالمية كما يلي :
1- الأطباء تتراوح النسبة العالمية بين 38 – 49%
2- التمريض تتراوح نسبتهم بين 26 – 38%
3- الصيادلة تتراوح نسبة الأخطاء الدوائية بين 11 – 14%
4- نسبة مشتركة بين الصيادلة والتمريض تتراوح بين 11 – 12% وهي تنتج عن إعادة كتابة أمر الطبيب في ملف المريض على سبيل المثال :

أنواع الأخطاء المصاحبة للعلاج بالأدوية
تنحصر معظم أنواع الأخطاء الدوائية في التسعة أنواع التالية :
1- اعطاء دواء للمريض لم يصفه الطبيب المعالج .
2- اغفال اعطاء جرعات الأدوية للمريض بانتظام حسب الوصفة .
3- اعطاء المريض جرعة خاطئة من الدواء .
4- اعطاء الدواء للمريض بطريقة خاطئة خلاف ما وصفه الطبيب .
5- اعطاء الدواء للمريض بمعدل خاطئ .
6- اعطاء المريض شكل صيدلاني خطأ .
7- اعطاء المريض الدواء في موعد خطأ .
8- تحضير جرعة الدواء بطريقة خاطئة واعطائها للمريض .
9- اعطاء الدواء للمريض بطريقة خاطئة ( الشكل الصيدلاني ) .

من يقوم باكتشاف الأخطاء الدوائية والإبلاغ عنها ؟ أثبتت الدراسات أن التمريض هو أكثر من يبلغ عن الأخطاء الدوائية بنسبة 35% والصيادلة 9% والأطباء 2% وآخرون 1% وأن 53% من الأخطاء الدوائية لايتم اكتشافها أو الإبلاغ عنها وهذا يوضح سبب ارتفاع نسبة حدوث الأخطاء الدوائية عام 2006  حيث وصلت إلى 6.5% في الولايات المتحدة مقارنة بالأعوام السابقة حيث يرجع السبب في ذلك إلى تطور وسائل تسجيل وتوثيق الأخطاء الدوائية وليس إلى زيادة نسبة حدوث هذه الأخطاء في حد ذاتها .

التوصيات الخاصة بالمستشفيات والمنشآت الصحية للتقليل من نسبة الخطاء الدوائية
للتقليل من نسبة حدوث مثل هذه الأخطاء يجب أن تتضمن أنظمة المنشآت الصحية طرق كافية للإشراف والتدريب والمتابعة ووسائل إتصال جيدة بين أعضاء فريق الرعاية الصحية علاوة على اختيار أنظمة اعطاء الأدوية التي تقلل من احتمال حدوث الأخطاء كماً ونوعاً مثل نظام الجرعة المفردة إضافة إلى وجود العمالة الكافية لسد حاجة العمل والحد من حدوث مثل هذه الأخطاء مما لاشك فيه ان مهمة الصيدلي هو التأكد من ان العلاج يتم اعطائه للمريض بالطرق المناسبة والآمنه وأن يشارك مع اعضاء فريق الرعاية الصحية من أطباء وممرضين وفنين لتحقيق هذا الهدف  كما يلي :

1- استخدام لجنة الصيدلة والعلاج لوضع السياسات اللازمة .
2- العناية والحذر في توظيف وتعيين الأشخاص المناسبين للقيام بوضع السياسات اللازمة .
3- ضرورة وجود عدد كافي من الموظفين لمواجهة ضغط العمل .
4- يجب توفير ظروف عمل ملائمة ومناسبة للعاملين في مجال تحضير الأدوية وتجهيزها .
5- تحديد المسئوليات والصلاحيات الخاصة بوصف وصرف واعطاء الدواء للمريض ودوركل من الطبيب والصيدلي والممرضة وتوضيح حدود العلاقة بينهم .
6- ضرورة وضع برنامج تحسين الجودة الخاص باستخدام الأدوية مثل برنامج تقييم استخدام الدواء بالمستشفى .
7- ضرورة تسهيل الحصول الصيدلي على البيانات الإكلينيكية الخاصة بالمريض من أجل التأكد من ملائمة العلاج للمريض .
8- يجب أن يحتفظ الصيدلي  بملفات لمرضى العيادات الخارجية وقسم التنويم وذلك من خلال الكمبيوتر للتأكد من ملائمة العلاج للمريض .
9- يجب أن تكون الصيدلية هي المسئولية المباشرة عن صرف الأدوية على مدار 24 ساعة يومياً والتقليل بقدر المستطاع من مخزون الأدوية بالأقسام الداخلية بالمستشفيات .
10- يجب على مدير الصيدلية التعاون مع لجنة الصيدلة والعلاج من أجل عمل السياسات والأنظمة الخاصة بتوزيع الأدوية داخل المستشفى بالطرق الصحيحة والآمنة .
11- باستثناء الطوارئ يجب أن يتم تحضير جميع المستحضرات المعقمة بالصيدلية وعدم تحضيرها بوحدات التمريض من أجل ضمان سلامتها ووقتها .
12- يجب على مدير الصيدلية والصيادلة التأكد من جودة وكفاءة جميع الأدوية التي يتم تأمينها للمستشفى .
13- لاينبغي السماح للمريض بإحضار أدوية معه خاصة به ويستخدمها داخل المستشفى إلا بعد تسليمها للصيدلية وصرفها له يومياً من الصيدلية إذا كان هناك ضرورة لذلك .
14- جميع الأدوية الزائدة الغير مستخدمة بالأقسام الداخلية ييجب اعادتها للصيدلية بصفة يومية .
15- يجب أن تصرف الأدوية على الأقسام الداخلية وعليها بطاقات بالمعلومات اللازمة التي تمكن الممرضين من أداء عملهم .
16- يجب توافر المراجع ومصادر المعلومات اللازمة عن الأدوية .
17- يجب  تحديد مواعيد لكافة أقسام المستشفى لإعطاء الدواء للمرضى .
18- يجب على لجنة الصيدلة والعلاج وضع قائمة معترف بها للمصطلحات الطبية المستخدمة بالمستشفى .
19- يجب وضع برنامج لتوثيق الأخطاء وكتابة التقارير اللازمة عنها وتمريرها على الأطباء والصيادلة والتمريض وإدارة الجودة والشئون القانونية .
20- يجب وضع البرامج التعليمية اللازمة لتوضيح الأخطاء المصاحبة لإعطاء الأدوية وأسبابها ووسائل تقليلها .

توصيات خاصة بالمرضى
1- يجب على المريض الابلاغ عن أي أعراض غير مستحبة قد ينتج عن استخدامه لبعض الأدوية .
2- يجب أن لايشعر المريض بأي حرج للاستفسار أو السؤال عن أي شيْ بشأن الدواء الذي يستخدمه .
3- يجب على المريض أن يتعلم أسماء الأدوية التي يستعملها والاحتياطات والإرشادات الخاصة باستعمالها .
4- يجب على المريض الالتزام باستعمال الدواء حسب ارشادات الطبيب أو الصيدلي أو الممرضة .
وعليه فإننا نوصي بعمل نظام موحد لمستشفيات الخدمات الطبية للقوات المسلحة يحدد حقوق المريض وواجبات أعضاء فريق الرعاية الصحية تجاه المريض وكذلك التأكيد على دور الصيدلي والصيدلية في متابعة كل ما يتعلق بشئون الدواء بالمستشفى بما في ذلك الأخطاء الدوائية وإبداء الرأي فيها إضافة إلى تحديد المسئولية القانونية لكل من الطبيب والصيدلي والممرض والفني تجاه مثل هذه الأخطاء الدوائية وذلك من أجل توفير أفضل رعاية صحية للمريض وحفاظاً على حقوق كل من المريض والعاملين بالرعاية الصحية وأيضاً حتى يكون مرجعاً للعاملين بالمهن الصحية والقضاء الشرعي

الدكتور / أحمد محمود موسى
 مشرف الصيدلية
مجمع الملك فهد الطبي العسكري الظهران

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: