مرتبط
“الرعاية التلطيفية و علاج الالم” بقلم د.وفاء قاسم استشاري الامراض الباطنية والالم والرعاية التلطيفية
خاص لعلوم الصيدلة الالكترونية ….
تقدم الرعاية التلطيفية خدمتها من خلال فريق متكامل يضم الطبيب، الممرض، الأخصائي النفسي، الأخصائي الاجتماعي، الصيدلي، الموجه الديني،و المعالج الطبيعي.
أعضاء الرعاية التلطيفية لديهم خبرة خاصة في علاج الآلام والأعراض المختلفة وفقاً لأحدث الأبحاث الطبية.
يولي الفريق اهتماماً بالغاً بمهارات الاتصال مع المريض وذلك من خلال الجلسات الودية معه وإعطائه الوقت الكافي للحديث عن نفسه وتوجيه الأسئلة المتعلقة بكافة جوانب حياته. هذا إلى جانب تقديم الدعم المعنوي والنفسي له والتأكيد أن من حقه أن يفهم ظروف مرضه وأن يساهم مع الفريق في وضع الخطة العلاجية وتحديد أولويات العلاج وذلك وفقاً لأهدافه وتصوراته بما يتناسب مع التعليمات الطبية.
يلتزم الفريق بأن من حق المريض أن لا يتعرض إلى الألم ولا الخوف ولا المعاناة ولا الوحدة خلال ظروف حياته المختلفة، حتى في المراحل الأخيرة من مرضه، ولن يتخلى عنه الفريق مهما اشتدت ظروف مرضه.
يولي فريق الرعاية التلطيفية اهتماماً بالغاً بعائلة المريض، فمعلوم أن عائلة المريض لديها الكثير من المعاناة والهموم نتيجة إصابة أحد أفرادها بالمرض، وقد يحتاجوا إلى معونة من الفريق لتجاوز هذه الظروف الصعبة.
ولا يخفى على أحد أن المريض المصاب بهذه الأمراض يعاني من العديد من الأعراض كالآلام المبرحة، ضيق التنفس، الهبوط العام، الغثيان والاستقياء، وغير ذلك من الأعراض المزعجة التي تمنع المريض من أداء نشاطاته اليومية وتؤثر سلباً على حياته.
وقد يشتد المرض ويفتك بالمريض إلى حد لا يفيد فيه العقاقير المسكنة للآلام ويحتاج المريض بعدها إلى مسكنات قوية كالعقاقير المخدرة للسيطرة على الألم الحاد والمزمن.
ولا يقتصر الامر على الأعراض البدنية فحسب. بل إن إصابة المريض بأحد هذه الأمراض كالسرطان مثلاً، يحدث شرخاً عميقاً في حياته ويهز كيانه من الأعماق، فلا يعود قادراً على الشعور بمعنى الحياة، ولا تحديد أهدافه من الحياة على ضوء ظروف مرضه، وينشأ مفهوم يسمى (المعاناة).
وقد أفادت الكثير من الدراسات والأبحاث التي أجريت في الغرب أن الأطباء يؤكدون أنهم لم يتلقوا تدريباً كافياً لعلاج أعراض المرض المختلفة وعلى رأسها علاج الآلام، وليست لهم القدرة للحديث مع المريض حول ظروف مرضه وتبعاتها المختلفة، مما شكل عجزاً واضحاً في علاج المريض.
وقد شهدت الأوساط الطبية في الغرب اهتماماً بالغاً بهذا التخصص، فالرعاية التلطيفية بمفهومها الشامل تدرس الآن في كليات الطب والتمريض، كما أنها الآن ضمن المنهج المعتمد في برنامج تخصص الأطباء للأمراض الباطنية وغيرها و قد اعتمدت كفصل مستقل في الكثير من الكتب الطبية المعروفة.
ما هو الالم؟
الألم هو تجربة حسية وعاطفية مزعجة تنجم عن ضرر في الأنسجة مما يولد الشعور بالألم .
الألم الشامل الذي يقوم على أساس أن الألم يتأثر بعوامل اجتماعية ونفسية وروحانية لابد أن تؤخذ بعين الإعتبار أثناء العلاج .
يتم الشعور بالألم عبر تفاعلات كيميائية وكهربائية تنقل الشعور بالألم من الأعصاب عن طريق النخاع الشوكي وصولا إلى الدماغ .
أنواع الألم :
1-حسب المادة :
-الألم الحاد : يحدث عادة بسبب تعرض الأنسجة لضرر حاد مثل الحروق، الجروح .إذا لم يتم تدارك هذا الألم فقد يتحول إلى ألم مزمن يصعب علاجه.
-الالم المزمن : ألم مستمر ومتواصل ينجم عادة عن ضرر مستمر ببعض أنسجة الجسم أو إصابة أعصاب الجسم بضرر وتهيج . ويترافق هذا الألم بالإكتئاب والانكسار والميل إلى العزلة .
2- حسب الموقع:
-ألم عضوي (جسمي أو حسي) : ينجم عن تحفيز مباشر للمستقبلات الكيميائية أو حرارية مما يؤدي إلى الشعور بالألم الحاد .
-ألم عصبي: ينجم عن إصابة الأعصاب بالضرر مما يؤدي إلى الشعور بأنواع من الألم توصف بالوخز أو الخدران أو الحرق أو ألم كضربات الكهرباء .
تأثير الألم على حياة المريض
لا يقتصر الشعور بالألم على الأضرار الجسدية فقط ، بل إن حياة المريض تتأثر سلبا بالألم مما يؤدي الى اكتئاب و فقدان للشهية واضطراب وعدم تركيز والميل للعزلة والانزواء.
– هذا اضافة الى التاثير السلبي الذي ينال من مكانة المريض الاجتماعية والحالة الروحانية مما يستدعي الاستعانة بفريق متعدد الخبرات لعلاج الالم.
حواجز وعقبات امام علاج الالام:
علاج الالم اصبح ضرورة انسانية وطبية ملحة وعادة ينتاب الناس مخاوف من العقاقير المخففة للالم بسبب الخوف من خطورتها ,فقد تكون سببا في هبوط التنفس او الوفاة او الادمان .فقد ثبت علميا ان هذه العقاقير بريئة من معظم تلك الاعتقادات ومتى زالت اسباب الالم فباستطاعة المريض الاستغناء عن هذه الادوية بالتدريج ولا تؤدي للادمان.
ويلزم التنويه الى وجود حواجز اجتماعية وقانونية تحول دون وصف المورفين كونه يعتبر بانه خاص بالمدمنين او المرضى المشرفين على الموت.
بالاضافة الى وجود النظرة السلبية للمريض المصاب بامراض مزمنة كالسرطان الذي يستوجب تناول المورفين. وهناك ايضا وجود قوانين وبعض التشريعات الصعبة التي تحد من وصف المورفين واستعماله.
علاوة على عدم توفر المورفين وبقية الانواع من الافيونات بشكل كاف في الصيدليات.
اسس استعمال الدوية المسكنة للاللام حسب توصيات منظمة الصحة العالمية WHO
-عن طريق الفم
ينصح ان يقدم العلاج بالفم لكونه الطريق الاسهل للمريض وفي حالات صعوبة البلع او انخفاض مستوى الوعي عند المريض يمكن اللجوء لطرق بديلة كالحقن بالوريد او استعمال التحاميل الشرجية وفي بعض الاحيان اللاصقات الجلدية.
-على مدار الساعة
يقدم علاج الالم بفترات معينة وبجرعة محددة مسبقا على مدار اليوم وهناك جرعات اضافية توفر عند اللزوم اذا حدث الم بشكل طارئ.
-بطريق السلم
اتبعت منظمة الصحة العالمية ثلاث درجات لعلاج الالم تبعا لشدة الالم, حيث يستعمل ادوية مثل البنادول ار البروفين للاللام الخفيفة وادوية مثل ترامادول والكودائين للاللام المتوسطة بينما يستعمل المورفين والفنتانيل للاللام الشديدة.
-حسب الفرد
يعتمد اختيار العلاج المناسب والجرعة المناسبة لكل مريض على حدى بما يتعلق بحالته الصحية ونوع الالم والوزن ووظائف الكلى والكبد مع مراعات الطريقة التي يفضلها المريض لتلقي العلاج.
ويجب ان نولي اهمية بالغة لحياة المريض اليومية واثر الالم عليها مثل القدرة على النوم وتناول الطعام واداء شؤونه اليومية.
د.وفاء قاسم احمد
استشاري الامراض الباطنية والالم والرعاية التلطيفية
عيادة خاصة/ الشميساني
مركز الحسين للسرطان / مستشفى الاستقلال/ سابقا
مركز الالم المستشفى الاسلامي/ دوام جزئي.