مرتبط
الاكاديمي المتميز د مصيلحي يكتب من مصر : خطوات لانقاذ خريج تائه في سوق العمل
دكتور خالد مصيلحي ابراهيم – أستاذ بقسم العقاقير والنباتات الطبيه – بكلية الصيدله – جامعة القاهره
التعليم الصيدلي في بعض بلادنا العربيه يعاني كثيرا لأسباب عديده تطرقنا لها في مقاله سابقه ويأتي على رأس المشاكل التي يقابلها الخريج عند نزوله لسوق العمل هو الهوة او الفجوة الكبيره بين الجانب الأكاديمي وماحصله في الكلية وطبيعة متطلبات سوق العمل الصيدلي ويكتشف انه ينقصه الكثير من المهارات ليلبي المطلوب منه في معظم مواقع العمل ويضطر للجوء لمراكز غير معتمده للحصول عليها وقد بدأ حراك قوي في بعض بلادنا العربيه لوضع حلول لسد هذه الفجوة وبدراسة وتحليل الوضع الراهن وتم اكتشاف ان التقصير يأتي بسبب الاهتمام المبالغ فيه لحشو عقول الخريجين بمعلومات هائله بالرغم من وجود قواعد معلومات اليكترونيه كثيره Data base لانستغلها في تقليل بعض هذه المعلومات واستبدالها بتدريب الخريج على كيفية ادارة هذه المواقع واستغلال قواعد المعلومات المتاحه وفي اطار استهلاك معظم الوقت للبرامج الدراسيه في محاولة حشو العقول أصبح الوقت المتاح قليل جدا للتدريب وتنمية المهارات الأساسيه لممارسة مهنة الصيدله والمهارات الحياتيه للتواصل وتنظيم الوقت وكيفية التعامل مع الأخرين فالمهارات كما ذكرنا من قبل هو انصهار الجانب المعرفي مع المهارات مع سلوك الفرد في كل المواقف التي قد يقابلها في حياته المهنيه فعلى سبيل المثال مقرر الاسعافات الأوليه مثلا قد تحفظ الطالب خطوات كيفية التعامل السريع لحالات الإغماء لحين نقلها للمستشفى ولكنها خطوات نظريه تحقق الجانب المعرفي لكن هل فعلا تدرب الطالب على وضع المريض في الوضع المناسب وكيفية عمل انعاش عمليا للوعي ومن الجانب السلوكي هل فعلا تدرب الصيدلي على كيفية مواجهة هذه الحاله بدون ارتباك وكيفية تهدئة روع المريض ومن معه وأخذ قرار سريع في الوقت المناسب ولن أطيل في المقدمه ولكننا سنحدد طبقا لأبحاث منشورة عن خطوات مختصرة للتحول من التعليم التقليدي الى التعليم المبني على المهارات ليطبق فعليا ولايتحول لمجرد كلاما على ورق او شعارات ولنبدا بهذه الخطوات ونحاول تحقيقها ثم نجود فيها بعد تطبيقها:
في البداية لابد من تصميم أهداف البرامجباختيار اطار دولي معتمد للتعليم الصيدلي المبني على المهارات benchmark ولايكفي اختيار اطار دولي فقط ولكن لابد من تعديله وتكييفه حسب طبيعة الطالب والامكانيات وسوق العمل وأراء المستفيدين من الخريج في سوق العمل في كل بلد فيكون اطار بمواصفات دوليه ولكن يناسب طبيعتنا فالتقليد الأعمى دون التعديل يصعب علينا الاستمرار في هذه البرامج ويقع في منتصف الطريق على الأقل عند تطبيقه لأول مره وعند نجاحه نبدأ في تطويره حتى لايكون الضحيه الخريج
ثانيا نبدأ دمج المعلومات مع المهارات والتدريب عليها من العام الأول فالصيدلي مهنة حساسه وتحتاج تدريب طوال الخمس سنوات وبالرغم من ان السنوات الأولى بها بعض العلوم الأساسيه ولكنها تحتاج ايضا للتدريب ودمج التعليم بالتعلم فمثلا مقرر المصطلحات الطبيه رغم الظاهر انه مقرر نظريا ولكن لابد للطالب ان يتدرب فيه على كيفية تطبيق هذه المصطلحات في قراءة تقارير الأشعات المقطعيه ومعامل التحاليل وبناء بعض الاستنتاجات وكتابة تعليق عليه مستخدما ما أخذه في المقرر فلايوجد مايسمى نبدأ التدريب من السنه الثالثه او الرابعه لابد البدء مبكرا حتى لو تطبيقات بسيطه ولابد من توفير اماكن للتدريب في سوق العمل لجميع الطلاب وبساعات ليست بالقليله يتم تحديدها مسبقا في البرنامج فقبل تحديد الأعداد للقبول بكلياتنا لابد ان نتأكد ان سوق العمل بداية يستطيع استيعاب تدريب هذه الأعداد أثناء دراسته بالكليه فكيف سيستوعبهم في العمل ان لم يستطيع استيعابهم في التدريب
ثالثا لابد من تصميم برنامج متدرج للمهارات الناعمه او soft skills موازيا للبرنامج الأصلي بمعدل مقرر كل فصل دراسي من العام الأول مثل التعامل مع المقابلات الشخصيه وكتابة السيره الذاتيه وتقديم عرض خاص بك وكيفية تنظيم الوقت ومواجهة المشاكل وكيفية التواصل مع الأخرين والتخطيط والتأثير في الأخرين والتسويق وغيرها من المهارات الناعمه والحياتيه
رابعا لابد من عمل تحليل فجوة بين المقررات الحالية ومتطلبات سوق العمل الفعليه سواء محليا او دوليا دون الانخداع بمقررات دوليه قد لاتناسبنا على ان يكون هناك مرونه لتعديل المقررات سواء بالحذف او بالاضافه او التعديل لتواكب التطور السريع في متطلبات المهنه فكيف يتخرج الطالب ولايعرف معنىbiosimilar او دور النانوتكنولوجي والبايوتكنولوجي في صناعة وتحسين كفاءة المستحضرات الطبيه سواء الطبيعيه او المصنعه والمطلوب فقط أن يكون على درايه بمعناها وليس متخصصا فيها مع تصميم برامج للتعليم المستمر قد يحتاجها الخريج بعد تخرجه لمواكبة التطور في المهنه وسد احتياجاته وتلبية احتياجات خريج يحرص على التعليم الذاتي وتطوير نفسه طوال حياته
خامسا التحول في طرق التدريس من التعليم التقليدي المرتكز على المحاضر الى التعليم النشط المرتكز على الطالب فلابد ان تتحول المحاضرة الى مجموعه من الأنشطه مثل المناقشات والأفلام الفيديو والأسئلة والتحليل ودراسة الحالات التي تساعده على تطبيق مايدرسه وتثبيت المعلومه فلايوجد طالب يستطيع التركيز طوال ساعتين او حتى نصف ساعه مستمعا فقط فلابد أن يقرأ ويكتب ويناقش ويحلل ويشرح لزملاءه على الأقل كل نصف ساعه بدمج نشاط معين يتم اختياره بعنايه لتحقيق اهداف المحاضره واخراج الطالب من التشتيت او النوم
سادسا سبل التقييم لابد أن لايقتصر فقط على امتحانات نهاية العام او منتصف العام فهذه الطرق التقليديه والمعروفه باسم summative assessment الغرض منها فقط هو اعطاء درجات للطالب لترقيته للفرق الأعلى ولكن هل فكرنا طوال العمل عمل اختبارات وانشطه داخل الفصل الدراسي بدون درجات ولكن لجس النبض واعطاء تغذيه راجعه عن مدى فهم الطالب لجزء معين في المحاضره او معلوماتهم السابقه اوتقييم نفسك هل طريقة تدريسك وصلت المعلومه بالطريقه المناسبه وهذا النوع من التقييم المعروف باسم formative assessment الغرض منه تعديل طريقة الشرح او الاستمرار فيها لو وجدت قبول وهذا النوع من الاختبارات نفتقده بشده في محاضراتنا فيجب ان يتم تفعيله طوال المضي في رحلة التدريس كوسيله لجس النبض وليس لمحاسبة الطالب ولنضع محاسبة الطالب في نهاية الرحلةفعلينا تذوق الطعام في المطبخ اثناء طهيه وتعديل الاضافات قبل تقديمه واعطاءه درجات نهائيه للتقييم