د. مؤيد ابو شقرة يدعو مجلس النقابة لاعادة النظر في موضوع التسويق والصيدلة والصيدليات
ربما لا يخفى على الصيادلة عموما وأصحاب الصيدليات خاصة القوانين التي وضعتها نقابة الصيادلة بالتفاهم مع مؤسسة الغذاء والدواء فيما يخص التسويق للصيدليات وعملية جلب الزبائن.
والكل يعلم أن أكبر داعمي هذه القوانين هي الصيدليات الفردية وأكبر معارضيها هي سلاسل الصيدليات باختلاف أسبابهم.
و لعل النقابة ومجلسها ارتأت في ذلك تحقيق المنافسة العادلة بين جميع الصيدليات لكنها في الحقيقة غفلت بشكل كبير التطور المشهود الذي يشهده السوق الطبي بشكل عام في المنطقة و في الأردن على شكل الخصوص.
إن تحديد أسس التسويق للصيدليات وتنظيم علاقتها مع بعضها البعض لهو أساس لكن تلك المحددات الكثيرة ضربت العديد من الصيدليات في مقتل.
إن المنافسة اليوم لم تقتصر فقط بين صيدلية وصيدلية أو صيدلية و سلسلة أو سلسلة و سلسلة أخرى، بل هي انتقلت بين الصيدليات بالعموم مع مراكز التجميل و المكياج، مع السوبر ماركت و المولات، الأمر الذي جعل الناس تذهب في حاجياتها الغير دوائية إلى تلك المحال في ظل التسويق المكثف الذي تقوده لجلب الزبائن والحفاظ على زيادة عملائها و الذي دفع بتلك المحال لتصبح سلاسل منافسة لسلاسل الصيدليات سعرا وخدمة، بل أصبحت مستودعات الأدوية تعتمد عليها في عمليات البيع الضخمة والمحصلة.
إن قوانين التسويق الحالية الموجودة في النقابة وإن بدى ظاهرها على المدى القصير تحقيق العدالة والمساواة إلا أنها أفقدت الصيدليات زبائن وعملاء محتملين على المدى البعيد.
على النقابة التي أؤمن بأنها على وعي بضرورة حماية هذا القطاع، عليها تسويقه بشتى الوسائل ليكون الخيار الأول للناس ليس في صرف الدواء فحسب، بل في كل ما يتعلق بالصحة والتغذية والجمال ولجميع أفراد العائلة لتعوض الصيدليات حجم الخسائر الذي تعرضت له في أقرب فرصة.
