د. عبد الحميد عليمات يقدم دراسة حول دور النقابات المهنية في الحياه السياسية جدلية العمل المهني والسياسي -حلقة 1

د. عبد الحميد عليمات* يقدم دراسة حول دور النقابات المهنية في الحياه السياسية جدلية العمل المهني والسياسي -حلقة 1

* د. عبد الحميد عليمات: عضو مجلس نقابة صيادلة الأردن 

يدرس الماجستير في العلوم السياسية – الجامعة الاردنية

تمهيد:

لطالما شكلت جدلية العمل المهني والدور السياسي للنقابات المهنية في الاردن مجالا واسعا للنقاش والتحليل ما بين اصرار النقابات على المشاركة في الحياه السياسية كلاعب رئيسي في رسم السياسات العامة للدولة وتوجيها باتجاهات تخدم منتسبيها وافكارهم وأيدولوجيتهم والمجتمع الاردني بشكل عام. وتعد النقابات المهنية من أنشط المنظمات الأهلية في العالم العربي في هذا الوقت، وقد كانت النقابات المهنية في مقدمة حركات  المجتمع الأهلي في أقطارها لأسباب متعددة منها: أنها سعت إلى تقديم المنافع لأعضائها، ويتمتع منتسبوها بمستوى أعلى من غيرهم من حيث التعليم والوعي السياسي وتعتبر ذات مصادر مالية مستقلة نسبيا.

اتصفت النقابات المهنية بأهمية كبيرة  وبرز ذلك من ناحيتين ،الأولى أنها نظمت نفسها على شكل اتحادات نقابية وعلى علاقة جيدة بمثيلاتها من النقابات المهنية في الدول الأخرى ، الثانية أنها تقع وبشكل استراتيجي في صلب مؤسسات الإنتاج والخدمات فهي ذات أهمية انتاجية مهمة ، وهذا ينعكس على مردودها المادي بشكل أساسي.

إن نموّ العمل غير الحكومي وازدهاره من نقابات مهنية وعمالية واتحادات ثقافية وخيرية جمعيات يعد بمثابة مقياس لمدى تقدم المجتمع السياسي، ومؤشر للترابط بين شرائح المجتمع بكل توجهاته، وتزايد مثل هذه المؤسسات وتنوعها يعني وجود آليات للتسيير الذاتي للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.وأهمية النقابات المهنية كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني تكمن في إسهامها في اختراق تقليدية المجتمع عن طريق تغيير اسس العلاقات بين أفراده من منظومته الإرثية إلى النموذج الطوعي، وبهذا يتحرك المجتمع من مرحلة التقولبوالجمودية إلى الحركية، وعندئذ يمكن تطوير علاقات مشاركة ديموقراطية وتبلور نظام سياسي ديموقراطي، عدا عن اعتبارها عاملاً من عوامل ابتكار الأساليب الديموقراطية وممارستها.

مارست النقابات المهنية العمل السياسي منذ تأسيسها بعد عام 1956م  وحتى وقتنا الحالي في ظل قبول حكومي احيانا ورفض ومقاومة في احيانا اخرى وعملت الحكومة من خلال اجهزتها وادواتها على التأكيد على ان دور النقابات وفق قوانينها محصور بأمور مهنية وتنظيمية.

مشكلة الدراسة:

تكمن مشكلة الدراسة بالتركيز على البحث في دور النقابات المهنية في الحياه السياسية الاردنية منذ تأسيسها وحتى وقتنا الحالي، ودراسة العوامل التي ساعدت على فتح المجال لها لممارسة هذا الدور والتحديات التي واجهتها والمحاولات الحكومية والبرلمانية والحزبية على حصر دور النقابات بالعمل المهني والتنظيمي وابعادها عن لعب ادوار سياسية .

فرضية الدراسة :

تقوم فرضية الدراسة على ان طبيعة الشرعية التي تملكها النقابات المهنية والمتمثلة بقانونية وجودها كهيئات منتخبة من قبل هيئاتها العامة التي تمثل شريحة واسعة من المجتمع الاردني تمكنها من ممارسة العمل السياسي والتفاعل معها في ظل غياب الثقة الشعبية بمؤسسة البرلمان وضعف الاحزاب السياسية .

اسئلة الدراسة:

السؤال الرئيسي: ما هو دور النقابات المهنية في الحياة السياسية الاردنية وجدلية العلاقة بين مهنية النقابات والعمل السياسي؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:

  • ما الدور الرئيسي للنقابات المهنية؟
  • ما مدى قبول الحكومات الاردنية المتعاقبة بممارسة النقابات المهنية دورا سياسيا؟
  • ما هي تأثيرات عملية التحول الديمقراطي في عام 1989معلى الدور السياسي للنقابات المهنية؟
  • ما موقف مؤسسة البرلمان والاحزاب السياسية من انخراط النقابات المهنية بالعمل السياسي في اعقاب عملية التحول الديمقراطي؟

اهمية الدراسة :

تؤدي النقابات المهنية الأردنية دور بارز الأهمية سواء كان ذلك في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي حتى على صعيد الجانب المهني ، وعملت هذه النقابات المهنية في التركيز على تنظيم المهن ورفع كفاءتها ، وعملت على المحافظة على حقوق ومصالح منتسبيها، وللنقابات المهنية قوانين وأنظمة تعمل على الالتزام بها وهذا من أجل ضمان شرعيتها والسعي الدائم نحو التطور في جميع المجالات، من هنا تكمن اهمية الدراسة في ندرة الدراسات التي بحثت الدور السياسي للنقابات المهنية ومن اجل القاء الضوء على جانب لم يتم إعطائه الحق الكامل بالبحث والتحليل .

اهداف الدراسة :

تهدف الدراسة الى تسليط الضوء على دور النقاباتالمهنية  في الحياة السياسية الاردنية وجدالية العلاقة بين الدور المهني والسياسي للنقابات .

تعريف المفاهيم :

النقابات المهنية : هي تجمع مجتمعي يضم اصحاب المهن مقسمة حسب تخصصات منتسبيها وتعمل على تنظيم المهنة وتطويرها والدفاع عن حقوقهم وتمثيلهم امام الجهات الرسمية والمجتمعة الاخرى وتصنف سياسيا تحت مصطلح جماعات المصالح ومنها نقابة الصيادلة ونقابة المهندسين ونقابة الاطباء وغير ذلك .

منهجية الدراسة :

استخدمت الدراسة المنهج التاريخي من حيث جمع المعلومات وربط الاحداث التاريخية وايجاد العلاقة السببية لها.وايضا المنهج الوصفي التحليلي لوصف وتحليل تطورات وانتكاسات الدور السياسي للنقابات المهنية والعوامل المؤثرة في ذلك .

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: