عندما تحول حلم فقدان الوزن لارضاء المرايا بدلا من صحة الخلايا بقلم: د. خالد مصيلحي إبراهيم  ود. وفاء سعيد   

عندما تحول حلم فقدان الوزن لارضاء المرايا بدلا من صحة الخلايا بقلم: د. خالد مصيلحي إبراهيم  ود. وفاء سعيد   

عندما تحول حلم فقدان الوزن لارضاء المرايا بدلا من صحة الخلايا
د. خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ بكلية الصيدله – جامعة القاهره
د. وفاء سعيد أخصائي التغذية الرياضيه.
منذ ان بدأ ظهور العلم الحديث ودوما نتحدث عن نمط الحياة ونظم التغذية الصحيه، بعد ان اثبتت كل الأبحاث ان السمنة ليس فقط مرض بل عامل خطورة لامراض كثيره مثل امراض القلب وضيق الشرايين والسكر والجلطة والذبحه والام العظام.

ومنذ ان اثبتت الابحاث ان السمنة هو الخطر الداهم والقاتل الخفي للكبار والصغار ، بعد انتشار الاغذية الغير صحيه والمعروفه باسم junk food ،واصبح معظم الامراض المزمنة المتهم الاول فيها هو السمنة ومنذ ذلك الحين واصبح الشغل الشاغل للاطباء ومرضى السمنه هو اعلان الحرب عليها بكافة السبل.
محاربة السمنه في الماضي القريب هي الأفضل والأكثر توازنا : رغم تعدد الحميات الغذ ائيه، لكن كانت تدور كلها في مدار واحد وهو تناول كميات متنوعه ومعتدلة من الطعام الصحي المتوازن والمكتمل العناصر الغذائيه مع ممارسة الرياضه ، وكان هدفها واحد وهو التخلص من السمنه مع الحفاظ على جسم صحي، لايعاني من الامراض، ولا من اي نقص في العناصر المهمة لوظائف الجسم، وكان انقاص الوزن تدريجيا بالطعام المعتدل المتوازن وتناول الالياف بين الوجبات مع ممارسة الرياضه للحفاظ على كتلتنا العضليه، ودون حرمان او الاكثار من أي عنصر غذائي على حساب الاخر.

وكانت حميات غذائية ناجحه تنقص الوزن تدريجيا دون اي خلل في التوازن الطبيعي للعناصر الغذائية في الجسم، وكان ممارسة الرياضه أساسيا مع الحميات المتوازنه لكي تصل لجسم صحي خالي من السمنه ومخاطرها .
محاربة السمنه في الحاضر : وفجأة ظهرت وسائل جديدة لانقاص الوزن ، ومعظمها يتنافس فقط على الانقاص السريع للوزن، واصبحت تستهوي جميع الاعمار، لانها تعطي نتائج مبهرة في معدلات انقاص الوزن وفي وقت قصير.

واشتدت حدة المنافسه لظهور حميات او طرق يتم الترويج لها بانقاص الوزن ، بدون أي مجهود او رياضة، فبالطبع اصبح هدفها القوام الممشوق في اسرع ، وقت بغض النظر عن أي مضاعفات او مخاطر او ضمان لصحة الجسم .

وأصبحت المرايا المعيار الوحيد لنجاح محاربة السمنه ، وليس صحتنا، وكان الدافع لكتابة هذا المقال هو وجود حالات حقيقية في الأونه الأخيره تعاني من مشاكل صحية جسيمه ليس بسبب السمنه ولكن بسبب اتباع أساليب خاطئة في محاربة السمنه ، وأصبحت مخاطر طرق محاربة السمنه في العصر الحالي اشد من السمنه نفسها.
جراحات السمنه ليست الخيار الأول بل بعد الأخير: وعلى سبيل المثال وليس الحصر هو اللجوء لجراحات السمنه بدون تجربة أي حميات غذائيه وبعض اعلاناتها الغير مهنيه تقنع مرضى السمنه “بلاش تعب وحرمان او مجهود رياضي واستبدلها بالجراحه” فهل أصبح اخذ قرار الجراحه يعتمد على المريض متأثرا بالإعلان فلماذا نلجأ للتدخلات الجراحية بغض النظر عن مدى خطورة العملية نفسها ولكن هل فعلا جربنا الحميات المتوازنه قبل اخد قرار الجراحه هل قمنا بعمل تحليل علمي لمقارنة مضاعفات العملية بفوائدها وهل فعلا الجراحه مناسبه لهذا الشخص ومع احترامنا للتدخلات الجراحيه ولكن لابد ان يكون الخيار الأخير بل بعد الأخير اذا فشلت كل الحميات المتوازنه واذا كانت حالة المريض فعلا تستدعي ووصلت لمرحلة وجب فيها التدخل الجراحي ويكون صاحب القرار الطبيب وليس رغبة المريض ولكن للاسف اصبح جراحات السمنة تستهوي الباحثين عن الشكل السمارت السريع واصبحت اقرب لجراحات التجميل واصبحت إعلاناتها للتركيز على المظهر والجسم السمارت ولكن هل الجسم السمارت هدف قبل صحتنا فبالرغم من ضرورة هذه الجراحات لبعض الحالات ولكن لايجب ان تحل محل الحميات المتوازنه للحالات الاخرى ولكن للأسف محاصرة المرضى باعلانات جراحات السمنه جعلها الخيار الأول طبقا لهذه الإعلانات جراحات السمنه للحصول على القوام الممشوق حتى لو هتسبب مشاكل صحية وبرغم من معاناة هذه الحالات بعد الجراحه لفترات ليست بالقصيرة ورغم حدوث نقص في العناصر الغذائيه بعد اجراء العمليه غير انه يدخل بالفرد في حالة غثيان وألام وسوء هضم ومشاكل عديده فأي متعه في القوام الممشوق مع كل هذه المشكل الصحيه وفي واقع الأمر المتعه الحقيقية في الناظرين اليهم وانبهارهم بقوامهم ولكن الشخص نفسه هو من يشعر بالام ومشاكل عديده ولكن لاننكر ان جراحات السمنه مهمة ولكنها ليست الخيار الأول في معظم الحالات وهناك حالات حرجه في السمنه فشلت معها معها كل الطرق وتستدعي التدخل الجراحي ولكن لايجب تعميم جراحات السمنه او تصويرها انها الحل لكل الحالات لان بميزان النفع والضرر قد يكون ضررها اكثر من نفعها عند بعض الحالات ولايصح ان تكون اعلاناتها على السوشيال بطريقة مستفزة فالطب والجراحه اغلى واقيم من ان يصبح سلعة ترويجيه بهذا الشكل وضرب مباديء صحية للترويج لها مثل إرهاب الناس من الرياضه وهذا في حد ذاته جريمة في حق الرياضه ودعوة لاستبدال الرياضه بالجراحه ..
أتظمة الكيتو دايت، لاتصلح للكل وتسبب مشاكل جسيمة اذا غابت المتابعه من المتخصصين: وبعد التدخل الجراحي ظهرت حميات غير متوازنه لانقاص الوزن بمعدلات سريعه ايضا مثل انظمة الكيتو دايت التي تعتمد في المقام الاول على إستبدال الكربوهيدرات بالدهون كمصدر للطاقه ، بعد حرمان الجسم من معظم الاغذية التي بها كربوهيدرات وبعض الفواكه والخضروات واستبدالها باللحوم والدهون سواء مشبعه ضاره او غير مشبعه وهذه الطريقة تجعل الكبد والجسم يقوموا بحرق دهون الجسم للحصول على الطاقه في غياب الكربوهيدرات ، وتحويلها لما يسمي بجزيئات الكيتو ولو استمر المريض على هذه الحميه بدون متابعة دوريه لوظائف الكبد والكلى وقياس نسب الدهون قد يدخل في مشاكل صحية شديدة الخطورة، مثل تدهن الكبد وخلل وظائفه، فبالرغم انها تنقص الوزن بمعدلات سريعه، ولكن قد تكون مصحوبة بمشاكل صحيه ، ونخرج من مشكلة السمنة الى مشكلة صحيه اكبر لو تم تطبيقها بدون متابعه او ان تكون غير مناسبه..
أدوية السوشيال ميديا مجهولة المصدركارثة حقيقيه: كمان ان اللجوء للادوية مجهولة المصدر المنتشرة على مواقع السوشيال ميديا قد يعرضنا لمخاطر صحيه جسيمة بعد ان اثبتت المؤسسات العالميه الصحيه ان هذه المنتجات مغشوشه بمواد خطر على الصحه وغير مصرح بيها مثل السبيوترامين الذي يسبب مشاكل صحية في القلب والاوعية المويه والمخ ..
صحة الخلايا قبل إرضاء المرايا: رفقا بشبابنا وبصحتنا ولنعود لحمياتنا الغذائية المعتدلة المتوازنة وتناول كميات معتدلة من الاغذية الصحية وتناول الاغذية التي تحتوي على الالياف لكبح الشهيه ونصبر على فقدان الوزن التدريجي والرجوع لممارسة الرياضه لزيادة تدفق الدم في الجسم وكيف نثق في اعلان لحميات او جراحات مكتوب فيها انقاص الوزن بدون تعب او رياضه مع ان الرياضه كلمة السر لاي صحه كيف نثق في حميات تسبب الضرر والهزال لوظائف جسمنا وتحدث خلل في وظائفه من اجل الحصوال على قوام ممشوق في اسرع وقت ولنجعل التدخل الجراحي فقط بامر الطبيب الامين المعالج الذي يستطيع تحليل حالتك بطريقه علمية ويحدد هل فعلا الجراحة هي الانسب بعد فشل كل الطرق الاخرى وهل نفعها اكثر من ضررها في حالتك خاصة ان المولى عزوجل خلقنا في احسن تقويم وهو الصانع وعندما نتدخل في صنع الخالق لابد ان يكون بحرص وفي اضيق الحالات وليكن هدفنا في التخلص من السمنة هو الانقاص التدريجي للوزن للحصول على قوام رشيق مع جسم صحي متوازن ولايكون هدفنا فقط القوام الممشوق بغض النظر عن صحتنا وخلل العناصر الاساسيه في جسمنا وعلى الجهات الرقابيه ان تقف للاعلانات الغير مهنية للترويج لجراحات السمنه كانها سلعه سهلة رغم مخاطرها وان نراقب الادوية المجهولة المصدر والمغشوسه ومراجعة الحميات الغير المتوازنة التي يروج لها غير المتخصصين
وليكن الطريق الاساسي والأوحد للتخلص من السمنه هو تغيير نمط الحياة الخاطئ الذي ادي الي السمنه والأمراض وهوالعادات الغذائيه الخاطئة سواء الوجبات السريعة التي تركز علي الطعم علي حساب الفائده بل من الممكن تكون السبب في معظم امراض العصر الحالي ( للبحث عن المكسب باختيار المكونات الرخيصه ) و الكسل و عدم الحركة وهذا ما لا تمنحه العمليات الجراحية او المكملات او الادويه فالصحه تاج على رؤسنا والتخلص من السمنة للحفاظ على هذا التاج وليس لاهمال صحتنا والتفريط فيها ولنعود دوما للاطباء المتخصصين بعيدا عن السوشيال ميديا وهوسها ..

وفي الختام السمنة مرض يجر خلفه سلسلة من الامراض وهي وحش كاسر ترويضه يحتاج لطبيب اشبه بالمايسترو الذي يقود خطة متناغمة مع حالة المريض لانقاص الوزن تدريجيا بدون ان يحدث اي خلل في اي عنصر في جسمنا، وعلى هذا المايستروا اللجوء للتدخل الجراحي بعد استنفاذ كل الطرق والتأكد انه لابديل عن الجراحه وان يكون متابعا لكل الحالات التي تسير على حميات قد تحدث خللا في وظائف جسمنا ، لان أحيانا يكون الخلل صرخه قوية للرجوع عن هذه الحمية ، ولو تجاهلنا هذه الصرخه فقدنا صحتنا قبل فقدان كيلوجرامات من وزننا ، وليكن هدفنا صحة الخلايا قبل إرضاء المرايا.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: