مرتبط
د. ضرار بلعاوي يكتب حول كورونا: كلمة ورَدّ غطاها…صفر حالات- حلاقة على الصفر !!!
بدها_طولة_بال
**تحذير: هذا البوست ينطبق فقط على الأردن بمتغيراته، وليس على بلد آخر**
١. فايروس كورونا المستجد “لن ينتهي” و “لن ينشف”. بل سيبقى معنا ما بَقِيت هذه الدنيا!
٢. لا يوجد أساس علمي لانتظار “صفر حالات” على مدى أسابيع، لنقول أننا الآن في “مرحلة الأمان”!
٣. لأننا لا نستطيع حجر الجميع عشوائياً، ولأن الفايروس لا يمكن اكتشافه في ٣٠-٥٠٪ من الحالات (لأسباب كثيرة شرحناها سابقاً)، ولأننا لا نستطيع ايقاف عجلة الاقتصاد لمدة طويلة، فالتركيز يجب أن يكون بزيادة ضبط اجراءات الوقاية والسلامة (والتي نظن خاطئين أننا نقوم بها على أحسن وجه!)، وتحضير مؤسساتنا الصحية وطواقمنا الطبية للموجة القادمة من العدوى، والتعايش مع الحالات المرَضية للفايروس، والتي ستظهر شئنا أم أبينا!
٤. ومع تقديري لجهود الحكومة وللزملاء في اللجان المتخصصة، إلاّ أنه لم يُعجبني انزعاج بعض المسؤولين من ظهور حالات عدوى جديدة، والذي لم يُعجبني أكثر هو تحميل “خطأ أفراد” لجموع المواطنين الملتزمين، لا بل والتلويح بفرض اجراءات حظر أقسى! كما لم يعجبني “حَلْقة الصفر” للطلاب المخالفين! (لا أدري سِرّ حُبّ الحكومة للصفر!!) لا يجوز للحكومة أن تفرض “سُلطة الأب” أو أن تمارس قانون “زاوية المذنبين naughty corner” على أغلبية شعبنا الواعي والصبور (والمخنوق)! الأخطاء موجودة وستحدث وستتكرر “من كل الأطراف”، والحالات ستزيد مع فتح القطاعات الاقتصادية في الأيام القادمة، وستزيد أكثر مع فتح المعابر الحدودية، لا سيّما الموجة الثانية في الخريف/الشتاء القادمين! الآن الآن بدأت في أردننا المعركة الحقيقية مع الفايروس، وليس عندما أغلقنا بيتنا الصغير وتقصّينا بضعة مئات من الحالات في بلدي الذي ليس لديه ملايين السيّاح أو آلاف الطائرات القادمة يومياً كما في اميريكا أو ايطاليا أو الصين! المفتاح هو ضبط الحدود، فنحن نعيش في العولمة ولن تستطيع عزل نفسك للأبد أو اللّهث وراء “صفر حالات”..!!
٥) لنرجع للأساسيات، كل ما نفعله حالياً من اجراءات هو فقط “لتسطيح المنحنى الوبائي” flattening the curve وليس لإنهاء عدوى الفايروس!! … يعني اللي بنحاول نعمله هو: أن يُصاب ٦٠-٧٠٪ من المواطنين بالعدوى “ولكن على فترة سنة أو سنتين قادمتين” … (حتى لا تُنهَك مؤسساتنا الصحية، والوصول لدرجات الحرارة العالية في فصل الصيف، وأملاً باستقبال اللقاح المرشَّح نهاية العام بإذن الله).
٦) نعم، وألف نعم… يجب فتح القطاعات الاقتصادية، وخروج “فئة الشباب” إلى العمل (والمحافظة على كبار السنّ والمرضى شديدي الخطورة من الاختلاط… وهنا كلمة السرّ والتي تتطلب وعياً ومراقبةً من الجميع لهذه الفئة من المجتمع)… مع الابقاء على قواعد “الفحص/التتبع/العزل” test/trace/isolate …… لماذا؟
أ) لأن الوضع الاقتصادي “خطير”… ب) حتى يستمر المواطنون باتباع التعليمات وأنْ لا يصابوا بضجر الحجر quarantine fatigue، في حال طلبنا منهم حجراً مفاجئاً في المستقبل.. ج)والأهم لأننا بحاجة إلى مناعة الجماعة herd immunity… والتي ما زال كثير من المتخصصين وغيرهم يظن أنها استراتيجية فاشلة!!!
الاستراتيجية الفاشلة واللاإنسانية هي “أن لا تفعل شيئاً من اجراءات السلامة الوقائية To do nothing” وبالتالي فقانون مناعة الجماعة هو الذي سيسري طبيعياً على الجميع؛ أصحّاء ومرضى، صغاراً وكبارا..!!!
مناعة الجماعة ليست استراتيجية (قسماً بالله!) وإنما “قانون طبيعة”، وإلّا فما هو مبدأ اللقاح vaccine إذا لم يكن هو بذاته “مناعة الجماعة”..؟؟؟!!
د.ضرار حسن بلعاوي
استاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية