مرتبط
د. ضرار بلعاوي يكتب حول: خطة عمل وليس نظام الفزعة…تعايش مضبوط ومنضبط
1. حتى ينطبق عليك تعريف “مخالِط”، يجب أن تكون مع شخص مصاب بفايروس كورونا لمدة أكثر من 15 دقيقة وبمسافة أقل من متر واحد.
2. الأدلة من 10 دراسات تشير إلى أنّ عدم وجود تباعد جسدي بين الأشخاص، وبوجود شخص مصاب بكورونا بينهم، يؤدي إلى احتمال الإصابة بالعدوى بنسبة 13٪ إلى 17٪. ومثال واقعي أعرفه شخصياً: شخص مصاب بكورونا خالط 13 شخصاً سليماً كانوا جالسين على نفس الطاولة في حفل زفاف في الأردن، أدّى إلى إصابة شخصين منهم فقط.
3. ووجدتْ هذه الدراسات أيضاً فوائد للكمامات وواقيات العينين، بحيث قلّت فرصة انتقال العدوى عند ارتداء الكمامات إلى 3٪، وعند ارتداء واقي العينين إلى 6٪.
4. ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Lancet، فإنّ ترْك مسافة متر واحد يُقلّل من فرصة انتقال العدوى إلى 2.6٪، بينما تقلل مسافة المترين الفرصة إلى 1.3٪ داخل المجتمع.
5. رسالتي الأولى: مخالطة المصاب بكورونا لا تعني “بالضرورة” الإصابة بالعدوى، خصوصاً أن عوامل كثيرة تلعب دوراً في الإصابة، مثل: فترة ومسافة الاختلاط، لبس الكمامة، مناعة الشخص السليم (واللقاحات التي أخذها سابقاً)، الحمل الفايروسي لعطاس أو سعال المريض، ودرجة حرارة ورطوبة الجو.
6. رسالتي الثانية: لا أجد أية فائدة من الاستمرار في تصديع رؤوسنا بأرقام الإصابات المحلية والعالمية عبر الإعلام! على الصعيد الوبائي، فتعدادُك للإصابات كتعدادِك لحبات رمل الصحراء؛ إضافةً إلى أنّ المتخصصين يتابعون مؤشرات أخرى أكثر أهمية (كأعداد الوفايات والحالات الحرجة نسبةً للحالات النشطة؛ وهي بشكل عام جيدة جداً محلياً وعالمياً). ومن الناحية الأخرى، فإن التركيز على أعداد الإصابات يزيد من حالة الهلع المجتمعي غير المسوّغة! (أين أصحاب المنحنيات الحسابية الذين توقعوا بأحسن الأحوال في بداية الجائحة ٤٥ ألف اصابة و ٥ آلاف وفاة في الأردن، مثلاً!!)
7. رسالتي الثالثة: الذي يقلل حالة الهلع المجتمعي هو وضع “خطة عمل واقعية pragmatic POA” (وليس ردة فعل واغلاقات عشوائية وفزعة reactive)، في وقت نقترب فيه من قرارات لفتح مدارس وجامعات ونشاطات وانتخابات وفصلي الخريف والشتاء القادمين، والتي بظني عبارة عن “قنبلة موقوتة” في خضم حالة التراخي الواضحة مِن صانِع ومتلقي القرار!
**ملاحظة: سأبدأ بكتابة توصياتي كخطة عمل للجميع حتى يقرأها بدايةً من الغد.
د.ضرار حسن بلعاوي
استاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية
#خطة_عمل_وليس_نظام_الفزعة
#تعايش_مضبوط_ومنضبط