مرتبط
فريق بحثي من جامعة البترا ينشر دراسة نوعية عن أخطاء صرف الأدوية في الصيدليات المجتمعية
يُعد صرف الدواء الركيزة الأساسية لمهنة الصيدلة، وبالتالي فإن الأخطاء التي تحدث أثناء هذه العملية (أخطاء صرف الدواء Dispensing Errors) هي من أكثر الأمور المقلقة التي تهدد سلامة المرضى وتزعزع ثقة المرضى في الصيادلة. في الأردن يتجاوز عدد الصيدليات العاملة 2700 صيدلية. وبناء على ذلك ونظراً لغياب الدراسات التي تحدد نسبة حصول هذه الأخطاء وأنواعها وأسبابها وخطورتها ومحدّداتها في الشرق الأوسط، قام الدكتور ضرار بلعاوي وفريقه البحثي من جامعة البترا الأردنية وبالتعاون مع جامعة مانشستر في بريطانيا بعمل بحثٍ دراسيٍ استمر لمدة ستة أشهر وشمل 350 صيدلية في الأردن.
وقد توِّجت جهود الباحثين بقبول الدراسة في المجلة المحكمة
(International Journal of Clinical Pharmacy, Scopus Q1)
وتتصدر هذه المجلة في المرتبة الأولى للمجلات العالمية في مجال الصيدلة السريرية.
وقد أوضح الدكتور بلعاوي أن الدراسة خلُصت إلى أن نسبة حصول أخطاء صرف الدواء في الأردن هي 24.6% وهي نسبة مرتفعة مقارنةً بالدراسات التي سُجلت في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وعزى الدكتور بلعاوي ارتفاع نسبة حصول الأخطاء إلى أن الدراسة شملت مفهوماً جديداً لم يدرس سابقاً وهو أخطاء صرف الدواء التي تم وصفه من قبل الصيدلي وليس الطبيب، وهذا أمر شائع في المنطقة العربية؛ وأوضح الدكتور بلعاوي أن نسبة الأخطاء التي تسببها صرف الصيدلي للأدوية دون وصفة طبية 13.1%. وأضاف الدكتور بلعاوي أن الأخطاء كانت أكثر في يوم الأحد من الأسبوع، وفي الصيدلية التي تصرف أكثر من 60 وصفة يومياً، وفي الوصفة التي تحتوي على أكثر من 4 أدوية.
وقد أوضح الدكتور أحمد المسلماني (عضو الفريق البحثي) أن أبرز أنواع الأخطاء كانت نوع الدواء الخاطئ أو كميته الخاطئة. وأضاف المسلماني أن أبرز أسباب الأخطاء كانت عدم وضوح الكتابة اليدوية للوصفة من قبل الطبيب، والازدحام في الصيدلية، وعدم وجود كادر كاف في الصيدلية.
أما عن مدى خطورة هذه الأخطاء فقد أفادت الدكتورة بيني لويس (عضو الفريق البحثي من جامعة مانشستر، بريطانيا) أن معظم الأخطاء كانت متوسطة الخطورة وأن حوالي 8% من الأخطاء كانت شديدة الخطورة حسب تقييم لجنة متخصصة شملت طبيباً باطنياً وطبيباً عاماً ومستشاراً في العلاج الدوائي السريري.