مرتبط
د. لؤي ابو قاطوسة يُجيب على اسئلة مهمة حول كورونا في الاردن
مرة أخرى وبلغة الارقام ولكن بطريقة سؤال وجواب
١. ما هي نسبة الإصابة بفيروس كورونا في الاردن؟
وفقا للمعلومات الصادرة عن وزارة الصحة ولجنة الأوبئة في الاردن ولغاية هذا اليوم نقول
عدد الإصابات المؤكدة في الاردن وفقا لفحص التكوثر اللحظي لانزيم بلمرة الحمض النووي الرايبوزي real time PCR
1966
عدد الفحوصات المخبرية التي أجريت (وتمثل هنا حجم عينة الدراسة) 861330
إذن نسبة الإصابة تساوي حاصل القسمة
2.2 لكل الف
الان لو افترضنا أن 40٪ من الاصابات عليها اعراض فإن نسبة الذين تظهر عليهم الأعراض في الاردن من كل عدد الفحوصات هو ١٩٦٦×٤٠٪÷٨٦١٣٣٠ ويساوي
1 لكل الف
أما بالنسبة لنسبة الوفيات الناجمة عن كورونا من حجم الدراسة فهو قريب من 2 لكل 100000 اي معدل وفاة طبيعي جدا
ويساوي أيضا ما يقارب أقل بقليل من 1 لكل 100 مصاب
السؤال الثاني
لماذا اعتبر مركز رصد العدوى الامريكي الاردن من الدول عالية الخطورة ؟
تعتمد المعايير الأمريكية في تصنيف الدول حسب درجة خطورتها لانتشار وباء الكورونا المستجد على ثلاثة معايير هي
١. التوجه العام للإصابات سواء إرتفاع أو إنخفاض خلال فترة زمنية معينة
٢. عدد الفحوصات العشوائية وآلية اتخاذها
٣. عدد الحالات الحرجة التي تحتاج إلى الرعاية الصحية في المستشفيات مع قدرة النظام الصحي
للأسف تم اعتبار الاردن عالي الخطورة اعتمادا على المعيار الأول حيث ارتفاع عدد الحالات أو استقرارها وعدم تسجيل انخفاض لأكثر من يومين إلى خمسة خلال اسبوع يضع الاردن كدولة ذات خطورة عالية وفقا للتصنيف المعتمد
علما بان الاردن من حيث عدد الفحوصات المخبرية يحقق حاليا نسبة مقبولة للمنطقة الخضراء والتي يجب أن لا تقل عن ٢٪ من إجمالي عدد السكان خلال شهر ( حوالي ٢٠٠ ألف فحص شهريا في الاردن وقد بدأنا متأخرا بالوصول إلى هذه الاعداد) أو ٠,٨٪ من السكان خلال اخر اسبوعين
٣. هل يجب الاعتماد على أرقامنا المحلية في تقييم التجربة ام تطبيق المعايير التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية؟
بالنظر إلى اختلاف نمط الانتشار الوبائي نسبيا بين منطقة وأخرى وخطورة الإصابات فأرى أن يتم الاعتماد على أرقامنا المحلية كمعيار خصوصاً بعد التوسع في إجراء الفحوصات المخبرية وتعديل في آليات توزيعها لتصبح أكثر عشوائية من الفحوصات الموجهة للمخالطين
٤. هل وضعنا الوبائي جيد وتحت السيطرة؟
وفقا لارقامنا خلال اخر اسبوعين لم تظهر اعداد تزايد اسي في الحالات وهذا جيد خصوصاً أن عدد البؤر الناشرة الوباء لا تزال محددة وفي مناطق محدودة إضافة إلى عدم وصول الاردن الى مرحلة التفشي المجتمعي وفقا للأرقام
٥. هل من الممكن الوصول إلى مرحلة التفشي المجتمعي ومناعة القطيع ؟
يعتمد هذا الأمر بشكل كبير على الإجراءات المتبعة للحد من انتشار الوباء اولا وعلى صفات الفيروس المرضية ثانيا وتوفر لقاح فعال ثالثا ووفقا للأرقام فمن الصعب جدا الوصول إلى مناعة مجتمعية في الاردن في ظل الارقام المسجلة للإصابات وعدم توفر لقاح لغاية اللحظة
٦. ايهما افضل إجراء فحوصات عشوائية ام التركيز على المصابين والمخالطين ؟
شخصيا أرى أن الأفضل التركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة الخطرة بالفيروس أو من تظهر عليهم أعراض وكذلك الحال للمسافرين القادمين إلى الأردن من جميع الوجهات فقط دون إلزامية الحجر
كذلك يمكن إجراء فحوصات الكشف عن مناعة المجتمع وليس الإصابة على من لا تظهر عليهم الأعراض لتقييم وضع مناعة الأشخاص ضد الوباء
٧. هل الحظر حاليا يعتبر ضرورة ؟
وفقا للخبراء والمختصين في علم الوبائيات واعتمادا على مصفوفات المخاطر المتبعة عالميا ليس هناك ما يدعو لإجراءات الحظر وانما يكفي ارتداء الكمامات وتوفير مسافة آمنة التباعد الجسدي وتقليل مخالطة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والذين تظهر عليهم علامات تراجع الوضع الصحي
٨. هل سيتوفر لقاح فعال قريبا ؟
تشير التقارير الأولية إلى تفاوت كبير بين فعالية اللقاحات إلا أنه من الممكن جدا الاعتماد على بعضها حتى لو كانت نسبة الفعالية ٥٠٪ اذ ستوفر نظريا مناعة مجتمعية لن تقل عن ٢٥٪ من السكان مع الأخذ بعين الاعتبار أن نوعا جديدا من المناعة تعرف بالمناعة المدربة تم تسجيلها عن بعض المرضى الذين تعافوا بسرعة من الإصابة
٩. متى تتوقعون أن ينتهي هذا الوباء؟
المؤشرات التراكمية تشير أن الوباء سيستمر لسنوات ولا بد من التعايش معه لكن هناك أيضا بصيص أمل اذا جاء فصل الشتاء دون حدوث طفرات جينية تعدل النمط الوبائي للفيروس وتسارع توفير مطعوم في المجتمع
الدكتور لؤي ابو قطوسة
المتخصص في علم الأحياء الدقيقة الطبية والمناعة السريرية