د. راتب الحنيطي يكتب عن: الأدوية اثناء الحمل

د. راتب الحنيطي يكتب عن: الأدوية اثناء الحمل

هناك اتفاق بين الباحثين بأن نتائج التجارب على الحيوانات لا يمكن الاعتماد عليها وتطبيقها في اختيار الأدوية أثناء الحمل لدى الانسان، للأسباب الآتية:
1 – المهمة الأساسية من الدراسات على حيوانات التجارب هي لمساعدة الباحثين لمعرفة الآليات التي من خلالها يتسبب الدواء في احداث التشوهات الخلقية، ولا تعطي دائما مؤشرات فيما اذا كان الدواء مشوها لأجنة الانسان أم لا .
2 – الاختلاف في النواحي التشريحية: فانثى الانسان لديها مشيمة واحدة ، بينما الأرانب ( rabbits ) والجرذان (rodents ) لهما مشيمتان.
3 – الاختلافات الايضية بين الصغار والكبار في مختلف أجناس الحيوانات : لا يوجد نوع من الحيوانات يشابه الانسان في التعامل مع الدواء والمواد الكيميائية من حيث امتصاصها وتوزيعها واستقلابها وطرحها، كما يوجد اختلاف بين آليات نقل المواد الكيميائية عبر المشيمة من جنس الى آخر.فقد وجد بأن هناك أدوية يكون تركيزها عال جدا في أجنة بعض أنواع من الحيوانات ، مقارنة لنفس الدواء في حيوانات أخرى.وهذا ما تم ملاحظته بالنسبة لدواء valproic acid حيث كان تركيزه في أجنة الفئرانmice والهمسترhamsters خمسة أضعاف مقارنة بالقردة والانسان.
4 – لا يوجد تشابه بين مراحل التطور بين الأجناس المختلفة. وهناك اختلاف في مدة الحمل بين الانسان والحيوان.
5 – هناك اختلاف واضح بين استجابة أجسام الاجناس المختلفة لاحداث تشوهات جنينية ،فقد تم ملاحظة أدوية لا تسبب تشوهات في حيوانات التجارب ، لكنها أحدثت مآسي انسانية عند الانسان ، وخير مثال هو دواء ثاليدومايد.
6 – مدى تأثر الحيوانات بالعوامل المحيطة بها : قد تكون النتائج يشوبها شيء من عدم الدقة ، لان تعامل الحيوان مع الدواء قد يتغير ، فاستقلاب الادوية مثلا قد ينشط أو يثبط بوجود بقايا مبيدات حشرية في اجسامها ، أو بسبب اختلاف درجات الحرارة والضغط، وحتى الأشياء المرئية الموجودة حول حيوان التجارب، كما أن الغذاء قد يكون له دور في تغيير معايير الحركية الدوائية ( امتصاص، استقلاب، توزيع ، وطرح الدواء ).
7 – طرق اعطاء الدواء (route of administration ) والمواد التي تذيب الدواء (vehicle) ,وجرعة الدواء: ممكن أن تعطي نتائج واضحة التباين بين مختلف أنواع الحيوانات.
8 – لقد تأكد لدى الباحثين وجود تباين ملحوظ في مستوى استجابة الجسم للدواء في ظهور تشوهات خلقية لدى الأجنة في مختلف أجناس الحيوانات ، وحتى لاحظوا هذا التباين في نفس الجنس، وهذا مرده الى عوامل جينية، بيئية، واختلاف في عمليات الأيض في الجسم ، والأنشطة المختلفة للمشيمة.

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin

One Comment

  • انا صيدلانيه صفاء العبيدي من ليبيا
    ارغب في المشاركه في المجله بمقالات صيدلانيه

Comments are closed.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: