القطاع الصيدلاني يودع د. زياد سنقرط..احد رواد الصناعة الدوائية في الاردن الذي ارتحل إلى رحاب الله
إيماناً بقضاء الله وقدره، يشاطر المجتمع الصيدلاني الأردني أبناء المرحوم الدكتور الصيدلاني زياد عبد الحميد سنقرط أحزانهم بوفاة والدهم، الذي انتقل إلى رحمة الله في السابع والعشرين من تشرين الأول المنصرم. وإذ يحتسبه ذووه شهيداً من شهداء وباء الكوفيد-19، لا يسعنا إلا أن نترحم على روحه ونستذكر مسيرته الحافلة كأحد أعمدة الصناعة الدوائية في الأردن منذ نشأتها على مدى ما يزيد عن ثلاثة عقود.
الدكتور زياد (أبو العبد) من مواليد الخليل عام 1946، انتقل بعدها مع عائلته للاستقرار في عمان. إثر حصوله على شهادة الثانوية العامة من كلية الحسين عام 1964،
قام بالالتحاق بجامعة الإسكندرية ليحصل منها على شهادة البكالوريوس في الصيدلة والكيمياء الصيدلانية مع مرتبة الشرف عام 1969.
رغم رغبته الشديدة في استكمال دراسته إلا أن الظروف آنذاك حالت دون ذلك، فالتحق بالعمل كمندوب دعاية طبية لشركة غلاكسو في المملكة العربية السعودية، وبعد أقل من عام لبى نداء الوطن ليباشر العمل في مصنع السلط (الشركة العربية لصناعة الأدويةAPM )، أول مصنع للأدوية في الأردن.
عمل بداية في قسم الإنتاج (1970-1973) وسرعان ما ارتقى بعدها إلى منصب مدير قسم الأقراص حتى عام 1979، لينقل خبرته في التصنيع الدوائي إلى الشركة الأردنية لإنتاج الأدوية JPM ، حيث كان له دور فاعل بداية نشأتها كمدير لقسم الإنتاج من 1980-1983.
مع تأسيس مصنع البحيرة، عاد أبو العبد إلى العربية عام 1983 حيث شغل هناك منصب مدير الإنتاج، ليضفي لمسته الخاصة على كل خط من خطوط الإنتاج مع حصوله على الدبلوم العالي في التعبئة والتغليف من معهد التغليف في بريطانيا، وليتتلمذ على يديه أول جيل لصناعة الدواء الأردني.
وفي عام 1995، تم استقطابه لمصنع أدوية الشرق الأوسط Midpharma ليشغل منصب المدير العام، حيث أشرف على تأسيس خطوط الإنتاج المختلفة وإطلاق أولى مستحضرات الشركة في وقت قياسي.
ضاقت بأبي العبد المناصب فترك الشرق الأوسط عام 2001، إلا أن شغفه بالرقي بصناعة الأدوية الأردنية دفعه للعمل بعدها كمستشار تقني لعدة شركات منها شركة الرام للصناعات الدوائية (2001-2003)، والأردنية لإنتاج الأدوية إثر اندماجها مع مصنع الرازي (2003)، والمركز العربي للصناعات الدوائية والكيميائية لدراسة جدوى اندماجه مع شركة الحياة للصناعات الدوائية (2003).
ولم تقتصر جهود الدكتور زياد على الأردن وحسب، بل كان له دور في تطوير الصناعة الدوائية في بلدان عربية كالسودان (2004)، بالإضافة إلى التعاون مع هيئات أجنبية لدراسة إمكانية تأسيس مركز للامتياز في الصناعات الدوائية على أرض الأردن (2005-2006).
كما أن خبرته الواسعة في الصناعة لم تقتصر فقط على الصناعة الدوائية بل تجاوزتها لتشمل صناعة الغذاء والكيماويات والمعدات الطبية، بتقديمه خدمات استشارية فنية ومالية ولوجيستية ودراسات جدوى اقتصادية في كل ما يتعلق بشؤون البحث والتطوير وضبط الجودة وتطوير العمليات والإنتاج.
من الجدير بالذكر أن المرحوم كان من مؤسسي شركة فيلادلفيا لصناعة الأدوية عام 1993 وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة فيها من 2002-2010.
بالإضافة إلى ذلك فقد مارس مهنة الصيدلة في صيدليته الخاصة قرابة الأربعين عاماً واستمر في خدمة مهنته حتى وافته المنية، بعد أن قام بنقل شغفه للمهنة إلى اثنين من أبنائه:
ابنه البكر الدكتور عبد الحميد سنقرط (مدير عام سوق الشرق الأوسط في شركة MS Pharma) وابنته الدكتورة سهير سنقرط (أستاذ مشارك في الصيدلانيات في جامعة الزيتونة الأردنية). فهنيئاً لك يا أبا العبد هذه السيرة العطرة وعسى أن يكون ما قدمته للمهنة والوطن في ميزان حسناتك.
مرتبط
القطاع الصيدلاني يودع د. زياد سنقرط..احد رواد الصناعة الدوائية في الاردن الذي ارتحل إلى رحاب الله
إيماناً بقضاء الله وقدره، يشاطر المجتمع الصيدلاني الأردني أبناء المرحوم الدكتور الصيدلاني زياد عبد الحميد سنقرط أحزانهم بوفاة والدهم، الذي انتقل إلى رحمة الله في السابع والعشرين من تشرين الأول المنصرم. وإذ يحتسبه ذووه شهيداً من شهداء وباء الكوفيد-19، لا يسعنا إلا أن نترحم على روحه ونستذكر مسيرته الحافلة كأحد أعمدة الصناعة الدوائية في الأردن منذ نشأتها على مدى ما يزيد عن ثلاثة عقود.
الدكتور زياد (أبو العبد) من مواليد الخليل عام 1946، انتقل بعدها مع عائلته للاستقرار في عمان. إثر حصوله على شهادة الثانوية العامة من كلية الحسين عام 1964،
قام بالالتحاق بجامعة الإسكندرية ليحصل منها على شهادة البكالوريوس في الصيدلة والكيمياء الصيدلانية مع مرتبة الشرف عام 1969.
رغم رغبته الشديدة في استكمال دراسته إلا أن الظروف آنذاك حالت دون ذلك، فالتحق بالعمل كمندوب دعاية طبية لشركة غلاكسو في المملكة العربية السعودية، وبعد أقل من عام لبى نداء الوطن ليباشر العمل في مصنع السلط (الشركة العربية لصناعة الأدويةAPM )، أول مصنع للأدوية في الأردن.
عمل بداية في قسم الإنتاج (1970-1973) وسرعان ما ارتقى بعدها إلى منصب مدير قسم الأقراص حتى عام 1979، لينقل خبرته في التصنيع الدوائي إلى الشركة الأردنية لإنتاج الأدوية JPM ، حيث كان له دور فاعل بداية نشأتها كمدير لقسم الإنتاج من 1980-1983.
مع تأسيس مصنع البحيرة، عاد أبو العبد إلى العربية عام 1983 حيث شغل هناك منصب مدير الإنتاج، ليضفي لمسته الخاصة على كل خط من خطوط الإنتاج مع حصوله على الدبلوم العالي في التعبئة والتغليف من معهد التغليف في بريطانيا، وليتتلمذ على يديه أول جيل لصناعة الدواء الأردني.
وفي عام 1995، تم استقطابه لمصنع أدوية الشرق الأوسط Midpharma ليشغل منصب المدير العام، حيث أشرف على تأسيس خطوط الإنتاج المختلفة وإطلاق أولى مستحضرات الشركة في وقت قياسي.
ضاقت بأبي العبد المناصب فترك الشرق الأوسط عام 2001، إلا أن شغفه بالرقي بصناعة الأدوية الأردنية دفعه للعمل بعدها كمستشار تقني لعدة شركات منها شركة الرام للصناعات الدوائية (2001-2003)، والأردنية لإنتاج الأدوية إثر اندماجها مع مصنع الرازي (2003)، والمركز العربي للصناعات الدوائية والكيميائية لدراسة جدوى اندماجه مع شركة الحياة للصناعات الدوائية (2003).
ولم تقتصر جهود الدكتور زياد على الأردن وحسب، بل كان له دور في تطوير الصناعة الدوائية في بلدان عربية كالسودان (2004)، بالإضافة إلى التعاون مع هيئات أجنبية لدراسة إمكانية تأسيس مركز للامتياز في الصناعات الدوائية على أرض الأردن (2005-2006).
كما أن خبرته الواسعة في الصناعة لم تقتصر فقط على الصناعة الدوائية بل تجاوزتها لتشمل صناعة الغذاء والكيماويات والمعدات الطبية، بتقديمه خدمات استشارية فنية ومالية ولوجيستية ودراسات جدوى اقتصادية في كل ما يتعلق بشؤون البحث والتطوير وضبط الجودة وتطوير العمليات والإنتاج.
من الجدير بالذكر أن المرحوم كان من مؤسسي شركة فيلادلفيا لصناعة الأدوية عام 1993 وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة فيها من 2002-2010.
بالإضافة إلى ذلك فقد مارس مهنة الصيدلة في صيدليته الخاصة قرابة الأربعين عاماً واستمر في خدمة مهنته حتى وافته المنية، بعد أن قام بنقل شغفه للمهنة إلى اثنين من أبنائه:
ابنه البكر الدكتور عبد الحميد سنقرط (مدير عام سوق الشرق الأوسط في شركة MS Pharma) وابنته الدكتورة سهير سنقرط (أستاذ مشارك في الصيدلانيات في جامعة الزيتونة الأردنية). فهنيئاً لك يا أبا العبد هذه السيرة العطرة وعسى أن يكون ما قدمته للمهنة والوطن في ميزان حسناتك.