مرتبط
د. روان عبد السلام تكتب حول: مرض التهاب العصب السابع و ما هي أعراضه و ما هي كيفية علاجه ؟
قد يتساءل الكثيرون حول ماهو مرض التهاب العصب السابع و ما هي أعراضه و ما هي كيفية علاجه ؟
قبل الإجابة عن هذه الأسئلة، لنبدأ أولاً بتوضيح ماهو العصب السابع . العصب السابع و يطلق عليه أيضاً العصب الوجهي (Facial nerve)،هو أحد الأعصاب القحفية الاثنتي عشر فهو يعد العصب القحفي السابع(cranial nerve) و هو ينشأ من الجمجمة بعكس الأعصاب النخاعية التي تنشأ من الحبل الشوكي .
فكل إنسان يملك عصبين وجهيين يغذي كل منهما جهة واحدة من الوجه،حيث أن العصب السابع مسؤول عن التحكم بعضلات الوجه و التعابير الوجهية كالابتسامة و البكاء و الغمز بالعينين و العبوس .
فأي خلل في هذا العصب السابع قد يؤثر على الحالة النفسية و الاجتماعية للأفراد.و مع ذلك فإن حالات التهاب العصب السابع هي نادرة الحدوث نسبيّا و غير شائع الانتشار حيث يصاب شخص من بين كل خمسة آلاف شخص سنوياً بالتهاب العصب السابع .
و يطلق على التهاب العصب السابع شلل بيل (Bell’s palsy)و يطلق عليه أيضاً شلل الوجه النصفي كونه يحدث على جانب واحد من الوجه و يسبب الشلل فيه.
و تظهر أعراض الإصابة بشلل بيل بشكل مفاجىء حيث تحدث بداية؛ ١-ضعفاً خفيفاً في عضلات الوجه ثم تزداد سوءاًً لتسبب شللاً كلياً في جانب واحد من الوجه ،يحدث ذلك خلال ساعات إلى أيام
٢-ثم يحصل تدلي للوجه .
٣- الصداع .
٤- عدم القدرة على إبداء التعابير الوجهية مثل ؛الابتسامة و البكاء و إغلاق العينين.
٥-ضعف في حاسة التذوق.
٦-حساسية متزايدة للصوت في الجانب المصاب بالشلل.
٧-سيلان اللعاب (Drooling)
٨-تغير في كمية اللعاب و الدمع بسبب ضعف في الغدة اللعابية و الدمعية.
٩-صعوبة في إغلاق العين في جانب واحد من الوجه المصاب و يسبب ذلك جفاف العين و تهيجها.
١٠-الشعور بألم حول الفك ،أو وراء الأذن.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يُؤَثِّر شلل بيل على الأعصاب في كلا الجانبين من الوجه.
يحدث التهاب العصب السابع عندما ينتفخ هذا العصب الذي يمر في ممر عظمي ضيق أو يتعرض للضغط بسبب حدوث التهاب له و يكون ذلك نتيجة للإصابة بعدوى فيروسية و من أنواع العدوى الفيروسية التي قد تؤدي إلى شلل بيل :
١-الإصابة بفيروس الهيربس البسيط(Herpes Simplex)و الذي يتسبب بالإصابة بالتقرحات الفموية و الهربس التناسلي.
٢-الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري أو (HIV)الذي يدمر جهاز المناعة .
٣- الإصابة بداء الساركويد (Sarcoidosis)و الذي يسبب التهاب أعضاء الجسم .
٤-الإصابة بفيروس جدري الماء النطاقي (Herpes Zoster virus) الذي يسبب مرض جدري الماء و الهربس النطاقي .
٥-الإصابة بداء لايم (Lyme Disease)
٦-الإصابة بالنكاف و الحصبة الألمانية،
٧- الإصابة بالعدوى الفيروسية الغدانية (Adenovirus)التي تسبب بعض الأمراض التنفسية.
٨-مرض اليد و القدم و الفم (فيروس الكوكساكي)
٩-الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus)
١٠-الإصابة بفيروس الانفلونزا.
١١-الإصابة بفيروس إبشتاين بار (Epstin-Barr)الذي يتسبب بمرض كثرة الوحيدات العدوائية (mononucleosis )كثرة عدد كريات الدم البيضاء.
ويصيب شلل بيل أكثر الحالات التالية و تمثل عوامل خطر و هي ؛
١-المصابون بعدوى الجهاز التنفسي العلوي كالانفلونزا أو البرد .
٢-المصابون بداء السكري .
٣-الحوامل خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة أو في الأسبوع الأول بعد الولادة.
و تكون الإصابة بشلل بيل مؤقتة لدى معظم الأشخاص و تبدأ الأعراض عادة بالتحسن في غضون بضعة أسابيع و يشفى تماماً في ستة أشهر تقريباً.قد تستمر بعض أعراض شلل بيل لدى قليل من الناس مدى الحياة و قد تعود الإصابة بشلل بيل للظهور في حالات نادرة.
وفي بعض الحالات الشديدة قد تحصل بعض المضاعفات و هي ؛
١-تلف دائم في العصب الوجهي .
٢-نمو متجدد غير طبيعي للألياف العصبية قد يؤدي هذا إلى تقلص بعض العضلات بشكل لا إرادي عندما يحاول الشخص تحريك عضلات أخرى و هو ما نطلق عليه (الحركة التصاحبية) فمثلاً عندما تبتسم قد تنغلق العينين في الجانب المصاب.
٣- فقدان البصر الجزئي أو الكلي في العين التي لا تغلق نتيجة الجفاف الزائد و خدش الغطاء الشفاف الحامي للعين (القرنية).
و يعتمد الطبيب في تشخيص المرض على النظر إلى وجه المريض و يطلب منه تحريك عضلات الوجه بإغلاق العينين مثلاً و رفع الحاجب و إظهار الأسنان و العبوس.
و يمكن في بعض الحالات الأخرى مثل السكتة الدماغية و عدوى فيروس لايم و الأورام ممكن أن تسبب ضعف عضلات الوجه التي تحاكي أعراض شلل بيل ،فإذا لم تكن الأسباب واضحة للطبيب يمكن أن يلجأ إلى عمل فحوصات أخرى و تشمل ؛
١-مخطط كهربية العضل (EMG)الذي يتحقق من وجود تلف عصبي و يحدد درجته.
٢-تصوير الأشعة و من الممكن إجراء تصوير الرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب(CT)في بعض الحالات لاستبعاد الأسباب الممكنة الأخرى للضغط على العصب الوجهي مثل الورم و كسر الجمجمة.
أما بالنسبة للعلاج ،فليس هناك خطة موحدة لاتباعها لجميع المرضى فالطبيب يقرر بناء على حالة المريض .حيث أن معظم المصابين بشلل بيل يتعافون تلقائياً بشكل كامل.
تشمل بعض العلاجات الشائع استخدامها لمعالجة شلل الوجه النصفي ما يلي ؛
١-الكورتيكوستيرويدات مثل (بريدنيزون)الذي يستخدم كمضاد للالتهابات و يقلل من تورم العصب السابع، و تجدر الإشارة هنا أن الكورتيكوستيرويدات تعمل بشكل أفضل عندما يتم البدء فيها خلال بضعة أيام من ظهور الأعراض .
و أشدد هنا على أن الكورتيزون يجب أن يؤخذ بوصفة طبيب و متابعته، لأنه سوف يعطيه لفترة بسيطة عادة قد تكون عشرة أيام و سوف يبدأ بتخفيف الجرعة العلاجية قبل إيقافه للمريض حتى يخفف من ظهور الأعراض الإنسحابية مثل :التقيؤ و التعب الشديد.
٢-الأدوية المضادة للفيروسات (antivirals)رغم أنه ليس هناك دليل واضح يؤكد مدى فعاليتها بالعلاج حيث من المرجح أن يستفيد بعض المرضى من إعطاء مضادات الفيروسات إلى الستيرويدات إلا أنه لم يثبت مدى جدوى هذه الخطوة و تظل دون إثبات .حيث يتم إعطاء فالاسيكلوفير (Valacyclovir)أو أسايكلوفير (Acyclovir )مع الستيرويدات في حالات شلل الوجه النصفي الحاد.
٣- مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية (OTC)مثل ؛الايبوبروفين و الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين .
٤-قطرة مرطبة للعين يتم استخدامها خلال النهار و مرهم مرطب للعين في الليل للحفاظ على رطوبة العين .
بالنسبة للجراحة كانت تستخدم سابقاً لتخفيف الضغط على العصب الوجهي عن طريق فتح الممر العظمي الذي يمر من خلاله العصب ،أما الآن فلا يوصى بها لأنه هناك أخطار محتملة قد تترافق مع الجراحة و هي إصابة العصب الوجهي و فقدان السمع الدائم .
ولكن في حالات نادرة ممكن اللجوء للجراحة التجميلية لتصحيح مشاكل العصب.
وفي ختام حديثنا يجب أن أشير إلى بعض أنماط الحياة و الإجراءات التي يجب اتباعها و هي ؛
١-حماية العين التي لا يستطيع المريض إغلاقها عن طريق ارتداء النظارات الواقية خلال فترة النهار ووضع رقعة العين في الليل لحماية العين من الخدش.
٢-القيام بتمارين العلاج الطبيعي بالرجوع إلى اختصاصي علاج طبيعي و تتضمن تدليك الوجه و تمرينه لأن هذا من شأنه أن يساعد في ارتخاء عضلات الوجه.
٣-تناول الطعام بطريقة صحيحة من حيث مضغ الطعام جيداً و الأكل ببطء حيث يساعد ذلك على تسهيل عملية تناول الطعام و بلعه كما أن تناول الأطعمة اللينة كاللبن يساعد في حالة التهاب العصب السابع الذي قد يرافقه حدوث مشاكل في البلع .
٤-المحافظة على صحة الأسنان ففي حالة فقدان الإحساس بالفم من الممكن أن يسبب تراكم الطعام بين الأسنان و بالتالي تسوسها أو حتى الإصابة بأمراض اللثة المختلفة لذلك يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة و استخدام الخيط للحفاظ على صحة و سلامة الأسنان .