مرتبط
د. محمود الناطور يكتب : المطعوم حماية لك ولمن تُحب
من أحياها كمن أحيا الناس جميعاً
للمشككين في فعالية وأمان وقدرة المطعوم من حماية الإنسان من عوارض الإصابة بفايروس الكورونا أو التقليل من خطورة الأعراض أقول:
دعك من نظرية المؤامرة وأرني ماذا صنعت أو ستصنع إن كنت تؤمن بها؟!!
أولاً: مع إحترامي لشخصك الكريم، إلاَّ أنَّ كلامك غير صحيح، وغير موثَّق، وما نعلمه ونعرفه عن الدراسات الموجودة حالياً تدل على أنَّ اللقاحات تحمي من الأعراض الخطيرة من فايروس الكورونا بنسب متفاوتة من شخص لآخر، ولكن المُثبت قطعاً أنَّها تُقلِّل من نسبة الوفيات بإذن الله.
ثانياً: كل المطاعيم التي نأخذها في مراحل الطفولة من عمر أسبوع إلى الكِبر، هي من تصنيع هذه الدول المتقدمة، وقد أثبتت فعاليتها في حماية أطفالنا وكبارنا من الكثير من الأمراض القاتلة، كالحصبة والجدري والدفتيريا والكزاز والسل والكوليرا وفايروسات الكبد والتي كان الملايين يموتون في مختلف مناطق العالم قبل اختراعها مع العلم ، فهل يستطيع الآن أحد أن يشكك بعد هذه الخبزة الزمنية الطويلة من مدى فعاليتها؟ !!!
ثالثاً: نحن في القطاع الطبي نتَّبع منهج الدراسات المكثفة والطويلة الأمد للتأكد من فعالية وأمان أي دواء أو أي لقاح، ولكن في الحالات الطارئة والأوبئة الفتاكة نلجأ إلى أسرع الحلول وآمنها لتقليل نسبة الحدوث أو الخطورة مع الحرص على إبقاء عمليات البحث والتطوير مستمرة للوصول إلى الحل الأكثر أماناً وعالية. ولكن للتأكيد مرة أخرى أنُّه عندما تكون الخيارات محدودة، نلجأ إلى الحل الذي يحفظ النفس البشرية بأقل الأضرار والأكثر فعالية حتى يتبين ما هو أفضل وأقل ضرراً.
رابعاً: من يقوم على عمل الأدوية واللقاحات هي شركات أدوية متخصصة ومعروفة من عشرات إلى مئات السنين بتصنيع الأدوية المشهورة التي لا يكاد يخلو بيت من بيوتنا من أحد أصنافها، وقد ساهمت هذه الشركات في الحفاظ على الكثير من حياة البشر وتحسين نوعية حياتهم وهي أيضاً تستفيد ماديّاً جرَّاء استخدام هذه الأدوية من قبل المرضى في كل دول العالم ، ولن تُخاطر بسمعتها ولا بتجارتها لكي تقتل أو تفتك بأحد من أجل استخدام أو استحداث لقاح لفترة زمنية محددة وتخسر أهدافها واستثماراتها وأرباحها طويلة الأمد في تصنيع الأدوية وابتكار ماهو جديد منها..
لا تكن سبباً في قتل أو مضرَّةِ أحدٍ بجهلك أو قلة معرفتك.
“فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون”
بقلم الدكتور الصيدلاني: محمود الناطور