لصحة جيدة في عصر الكورونا: تناول الحلويات في احتفالاتنا أصبح مشروطاً

لصحة جيدة في عصر الكورونا: تناول الحلويات في احتفالاتنا أصبح مشروطاً

د. خالد مصيلحي إبراهيم – أستاذ العقاقير بكلية الصيدلة جامعة القاهرة

قبل أيام قليلة حلت علينا ذكرى المولد النبوي الشريف، وتتميز المجتمعات العربية بطرق مختلفة للاحتفال بهذه الذكرى العطرة، ومن ضمن مظاهر هذا الاحتفال شراء الحلويات الشرقية وتناول حلوى المولد النبوي التي تحتوى على مكونات كثيرة مثل السمسم والحمص والفول السوداني واللوز والبندق وعين الجمل وكلها مغطاة بكميات كبيرة من السكريات.

ويتزامن هذا العام حلول الذكرى المباركة في وقت الذروة للموجة الرابعة لوباء كورونا عالميا كما تتزامن مع موسم بداية العام الدراسي مما يجعلنا نحتفل هذا العام ونحيي الذكرى المباركة ولكن مع مجموعه من الاحتياطات خاصة ان السكر العدو الأول لجهازنا المناعي والعدو الأول للأمراض المزمنة مثل السكر وضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وكلها امراض تزيد مخاطر ومضاعفات الكورونا

فقد أثبتت كل الأبحاث ان استهلاك كميات مبالغ فيها من السكريات مرة واحده، يتسبب في زيادة بروتينات ودلالات تزيد من الالتهاب في الجسم مثل TNF alpha ، CRP , Interlukin6، وكلها عناصر تضعف الجهاز المناعي وتزيد احتمالية حدوث التهاب رئوي خاصة ال Interlukin6 المسئول الأول عن عاصفة السيتوكين التي تسبب كل حالات التدهور الرئوي في مرضىالكورونا

كما ان السكريات العالية مرة واحده، تزيد مضاعفات الأمراض المزمنة مثل السكر والسمنة المفرطة وامراض القلب، وكلها امراض ضروري السيطرة عليها أثناء الوباء لأنها من العوامل المؤثرة وتزيد احتمالية تدهور حالات الكورونا

كما ان السكريات العالية تقلل استجابة بعض الأدوات المناعية في الدم واهم الأسلحة لمحاربة أي ميكروب مثل خلايا neutrophils & phagocytes وهي خلايا هامة جدا لالتهام الميكروبات قبل تكاثرها

وبعيد عن السكريات نجد ان معظم حلوى المولد النبوي يدخل في تصنيعها بعض الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس وهي غنية بدهون الأوميجا 6 وهي لو زادت تفقد التوازن بينها وبين الاوميجا 3الموجودة بكميات ضئيلة في غذائنا وينتج عن هذا الخلل في التوازن بين الاوميجا 6 و 3 الى زيادة الالتهابات في الجسم والمزيد من الإرهاق واستنفاذ قوى الجهاز المناعي

كما ان حلوى المولد النبوي الشريف تحتوي على سعرات حرارية عالية جدا تتراوح من 500 الى 1500 في بعض الحلوى مثل الملبن حتى المكسرات رغم فوائدها لكن تحتوي على سعرات حرارية عالية يعرضنا للسمنة المفرطة وكل هذا عدو الجهاز المناعي ويجعلنا أكثر عرضة للعدوى

وبعد سرد بعض الحقائق التي نكتبها لأول مرة عن حلوى المولد بسبب الوضع الاستثنائي الحالي لانتشار الوباء وبداية ذروة الموجة الرابعة منه نضع حلول غير تقليدية لتلافي هذه المشاكل

أولا لن نستطيع منع عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة، ولكن علينا عدم الاكثار من حلوى المولد واخذ كميات قليلة ولنتفق ان كل قطعه من حلوى المولد ثمنها نصف ساعة مشي في الهواء الطلق لمحاولة حرق السكريات قبل ان ترتفع فجأة في الدم وتسبب المشاكل السابق ذكرها ولنراقب أطفالنا في تناولها لانهم قد يكثروا من تناولها وقد تعرض جهازهم المناعي للخلل وهذا خطر في هذا التوقيت خاصة مع بداية العام الدراسي

ثانيابالنسبة لمرضى القلب والبدانة والكلى والكبد الدهنى والسكر عليهم متابعة قياس السكر والضغط في حالة ارتفاع السكر وعدم استجابة الادوية عليه منع تناول أي حلوى فورا

ثالثا علينا حساب استهلاكنا اليومي من السكريات فلو كان المعدل الطبيعي لا يزيد عن أربعة معالق سكر وهذه الكمية موجودة في قطعه صغيرة من حلوى المولد فعلينا استكمال بقية اليوم بمشروبات بدون سكر فلقد نفذ رصيدك اليومي في قطعة الحلوى

رابعا ليس بالضرورة تناول الحلوى بصفة يومية يمكن تناولها يومين او ثلاثة أسبوعيا وبكميات قليلة مع اتباع ما ذكرناه من احتياطات وعلينا تناولها في وسط النهار ليتيح لنا الحركة بعدها وحرقها ولا يفضل تناولها قبل النوم

خامسا علينا الاكثار من تناول الألياف في أيام تناول الحلوى لمحاصرة السكريات والدهون وتنظيم دخولها وامتصاصها الى الدم حتى لا يحدث ارتفاع مفاجئ في الدم فعلينا الاكثار من تناول الخضروات مثل الكابوتشي والخيار بدون تقشيره واضافة بذور الشيا والشوفان للزبادي وطبق السلطة وتناول المشروبات الحارقة للدهون مثل الشاي الأخضر والقرفة والجنزبيل

سادساضرورة شراء حلوى المولد من مصادر موثوق منها للتأكد من عدم احتوائها على ألوان أو مكسبات طعم صناعية لأنها تنهك جهازنا المناعيوعدم شراء الحلوى من الشارع المعرضة للشمس ومخزنة في درجة حرارة عالية أو طقس رطب لأنها يعرضها لنمو الفطريات والتى تفرز مواد شديدة الخطورة.

سابعا نحذر هذا العام بالذات من شراء الحلوى المكشوفة لأنها عرضة للأتربة والذباب وأيضا عرضا لانتقال الرذاذ الناقل لعدوى الكورونا سواء من البائعين او مرتادي محل الحلوى فتصبح مصدر لنقل العدوى خاصة أننا في فترة ينشط فيها معظم الفيروسات والبكتيريا مع ضرورة ألا يلمس البائع الحلوى بيديه ونتأكد أنه يرتدى قفازا وكمامة يغطي بها فمه وانفه أثناء التعبئة للوقاية من انتقال الفيروسات

كل عام وحضراتكم بكل خير ولنحتفل بهذه الذكرى العطرة بالشكل الصحيح وبدون أي ضرر والاكثار من التصدق والصلاة والدعاء فهي خير مظاهر الاحتفال، ولكن الحلوى مظاهر ثانوية متوارثة لا مانع من الاحتفال بها لكن بالشروط السابق ذكرها ولاداعي منها نهائيا لو سببت أي مخاطر لنا

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: